ما زال موقع يافا 48 مستمر معكم في نشر مختارات من أجمل القصائد، مع مقاطع جوية ساحرة لمدينة الرملة، وهذه المرة نستمع لقصيدة "وذر الحقود ولو صفا لك مرة " استكمالاً للمقطع الأخير الذي تم نشره الجمعة الماضية للشاعر صالح بن عبد القدوس والتي يقول فيها:
وذر الحقود ولو صفا لك مرة
أبعده عن رؤياك لا يستجلب
إن الحقود وإن تقادم عهده
فالحقد باق في الصدور مغيب
واذا الصديق لقيته متملقاً
فهو العدو وحقه يتجنب
لا خير في ود امرء متملق
حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاه يحلف أنه بك واثق
وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب
واخفض جناحك للأقارب كلهم
بتذلل واسمح لهم إن أذنبوا
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا
إن الكذوب يشين حراً يصحب
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن
ثرثارة في كل ناد تخطب
واحفظ لسانك واحترز من لفظه
فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسر فاكتمه ولا تنطق به
فهو الأسير لديك إذ لا ينشب
وكذاك سر المرء إن لم يطوه
نشرته ألسنة تزيد وتكذب
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى
فَرُجُوعِهَا بَعْدَ التَنَافُرِ يَصْعُبُ
إِنَّ القُلوبَ إِذَا تَنَافَرَ ودُّهَا
شِبْهُ الزُجَاجَةِ كَسْرُهَا لا يُشْعَبُ
لا تحرصن فالحرص ليس بزائد
في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
ويظل ملهوفا يروم تحيلا
والرزق ليس بحيلة يستجلب
كم عاجز في الناس يؤتى رزقه
رغدا ويحرم كيس ويخيب
وارع الأمانة والخيانة فاجتنب
واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب
وإذا اصابك نكبة فاصبر لها
من ذا رأيت مسلما لا ينكب
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]