كشفت مصادر مطلعة على محادثات القاهرة، الأربعاء، أن إسرائيل قدمت للوسطاء خلال المحادثات التي أجريت في العاصمة المصرية، الثلاثاء، جوابها على رد حركة حماس على مقترح باريس، بما يشمل الأطر الزمنية للمراحل الثلاث للصفقة المقترحة.
يأتي ذلك فيما يتواصل التباحث في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى؛ رغم التقارير بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رفض إعادة الوفد الإسرائيلي الذي عاد مساء الثلاثاء، لمواصلة المحادثات.
وأفادت المصادر بأن الإطار الزمني الذي حددته إسرائيل لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق قد يصل إلى 42 يوما (6 أسابيع) على قاعدة 35 يوما + 7 أيام؛ بالإضافة إلى مرحلة ثانية تصل إلى 30 يوما، في حين لم يحدد إطارا زمنيا للمرحلة الثالثة.
وذكرت المصادر أن إسرائيل رفضت الانسحاب من الأماكن التي لا يوجد بها سكان في غزة.
وفي الرد الإسرائيلي، تم استبدال كلمة "المأهولة" بكلمة "المكتظة" بالسكان، في ما يتعلق بالمناطق التي سينسحب منها جيش الاحتلال، علما بأن حماس طالبت في ردها بـ"إعادة تمركز القوات بعيدًا خارج المناطق المأهولة في كل قطاع غزة".
ونص الرد الإسرائيلي على "إعادة تأهيل" المستشفيات عوضا عن "إعادة إعمارها"، كما تضمن الرد إدخال 500 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإدخال منازل متنقلة (كرفانات/ كونتينارات) والخيام، بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي.
وفي ما يتعلق بطلب حماس "رفع أي قيود إسرائيلية على حركة المسافرين والمرضى والجرحى عبر معبر رفح"، وافقت إسرائيل على السماح بمغادرة ما يصل إلى 50 جريحا يوميًا، على أن لا تقل أعمارهم عن 50 عاما.
وفي ما يعلق بتبادل الأسرى، تصر إسرائيل، كما كان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد صرح سابقا، بأن يتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينين مقابل كل أسير إسرائيلي، مع إضافة النساء المجندات مقابل بعض الأسرى من أصحاب الأحكام العالية.
وفي ما يتعلق بتنفيذ المرحلة الثانية، فإن إسرائيل تربط ذلك بمفاوضات بشأن الأعداد والنظر في عودة النازحين الغزيين لأماكن سكناهم مع عدوم وجود انسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع.
المحادثات تتواصل
وأفادت مصادر مطلعة بأن المحادثات في القاهرة تتواصل لكن بمستوى تمثيل أقل من اليوم الأول، الثلاثاء، الذي شهد مشاركة رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس وكالة الاستخبارات الأميركية، ويليام بيرنز، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس الشاباك، رونين بار.
وتتواصل المباحثات بمشاركة مسؤولي ملف فلسطين في المخابرات المصرية، وعلى رأسهم أحمد عبد الخالق، ورئيس جهاز الأمن الوطني القطري، إضافة إلى وفد أمني إسرائيلي وصل إلى القاهرة اليوم الأربعاء، علما بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية شددت على أن نتنياهو رفض إعادة الوفد الإسرائيلي للقاهرة.
في المقابل، أشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن رئيس الشاباك، رونين بار، اقترح على نتنياهو السماح بإيفاد وفد بمستوى أقل، معتبرا أن مواصلة المباحثات قد يدفع حركة حماس إلى "تليين" موقفها.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مصرية وصفتها بـ"المطلعة"، أنه "يتم التباحث بشأن مجموعة من النقاط الخلافية، وعلى رأسها أعداد الأسرى الذين تطلب حركة حماس إطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي".
كما يحاول المشاركون في المباحثات "التوافق بشأن الوقف الدائم لإطلاق النار، والتحركات الإسرائيلية لاجتياح رفح"، ولفتت المصادر إلى أن "قيام إسرائيل بعملية عسكرية واسعة في غزة أصبح ضمن بنود المفاوضات في هذه الجولة".
ونقلت الصحيفة عن "مصدر مصري"، قوله إن "كافة المؤشرات على الأرض، والمباحثات في الغرف المغلقة، تشير لكون اجتياح رفح قادم لا محالة، في ظل إصرار الحكومة الإسرائيلي على تلك الخطوة"، لافتًا إلى أن "الجميع بدأ يجهّز لتداعياتها".
وقال المصدر إن "تلك الجولة من المفاوضات تتم في أجواء ملبّدة، خاصة أن إقدام إسرائيل على اجتياح رفح سينهي المفاوضات ويقطع الطريق أمام الجهود الرامية للتهدئة".
الشرط الإسرائيلي بخصوص السنوار
وبحسب مصدر "العربي الجديد" المصري، فإن "أحد البنود الرئيسية ضمن التصور الذي جاء به إلى القاهرة أمس رئيسا الموساد والشاباك"، هو "بند خاص بوضع زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار".
وأكد المصدر أن "وفدًا إسرائيليًا جاء بتصور يتمسّك ضمن بنوده بضرورة خروج زعيم حماس في القطاع، يحيى السنوار، من غزة، معتبرين أنه سيكون من الصعب التعاطي مع أي اتفاق يتجاوز هذا المطلب".
ونقلت الصحيفة، عبر موقعها الإلكتروني، عن مصدر مصري آخر، أن لقاءً غير معلن عقد بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الموساد، برنياع، قُبيل انطلاق الاجتماع الرباعي، جرى خلاله تسليم رسالة من نتنياهو إلى السيسي.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]