أصدر المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي "حملة"، تقريرا شاملا جديدا بعنوان "مؤشر العنصرية والتحريض لعام 2023"، يسلّط الضوء على ازدياد انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف الموجه ضد الفلسطينيين/ات والمدافعين/ات عن الحقوق الفلسطينية خلال عام 2023.
ويقدم التقرير رؤية مهمة عن خطورة وضع الحقوق الرقمية ويقدم توصيات عملية لمكافحة انتشار المحتوى الضار المثير للقلق.
وكشفت جهود التوثيق التي قام بها مركز "حملة" خلال العام المنصرم عن ارتفاع مثير للقلق في خطاب الكراهية والتحريض على العنف باللغة العبرية والذي يستهدف الفلسطينيين/ات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكشفت نتائج النصف الأول من عام 2023 عن الانتشار واسع النطاق الذي ترجم إلى ضرر حقيقي على أرض الواقع، كما يتضح من الهجوم العنيف على قرية حوارة وسكانها في 26 شباط/ فبراير.
وبحسب "حملة"، فإن النصف الثاني من عام 2023 شهد زيادة غير مسبوقة من هذه الخطابات بالإضافة إلى خطابات تكريس العنف وتبرير العقاب الجماعي وتفاقم تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته خاصة بعد الحرب على غزة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وقد تبين من خلال جهود مركز "حملة" نشر ما معدله 23 مضمون عنف أو كراهية بحق الفلسطينيين/ات في كل دقيقة في فترة ما بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وقد أبدى العديد من كاتبي هذا المحتوى الضار مشاعر إيجابية حيال ما يشاركونه من محتوىً عنيف دون أي إحساسٍ بالذّنب أو الخزي أو الإرهاق أو الحزن.
وأطلق مركز حملة "مؤشر العنف" في تشرين الأول/ أكتوبر، وهو نموذج لغوي قائم على الذكاء الاصطناعي يرصد خطابات الكراهية والتحريض على العنف باللغة العبرية على منصات التواصل الاجتماعي ضد الفلسطينيين/ات، ويعرض البيانات بشكل فوري على منصة "حُر" - المرصد الفلسطيني لانتهاكات الحقوق الرقمية التابعة لمركز "حملة". رصد "مؤشر العنف" أكثر من 10 ملايين حالة من المحتوى الضار باللغة العبرية التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال عام 2023، والتي تركز معظمها على منصة "إكس" (تويتر سابقا).
ويلفت التقرير الانتباه أيضا إلى الانتشار المقلق للانتهاكات الرقمية، إذ كشفت البيانات التي قدمها "حُر" - المرصد الفلسطيني لانتهاكات الحقوق الرقمية، عن 4400 انتهاك للحقوق الرقمية، كان من بينها 2749 خطاب كراهية وتحريض على العنف خلال عام 2023.
ووجه مركز "حملة" في تقريره مجموعة من التوصيات المهمة إلى شركات التواصل الاجتماعي لمكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف باللغة العبرية بشكل آني، شملت تطوير مصنفات فعالة للغة العبرية وتعزيز كوادرها بما يلزم لمعالجة حالات خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وزيادة عدد مراجعي/ات المحتوى العبري والعربي من لغاتهم الأم، وإشراك المجتمع المدني في تصميم سياساتها وعملياتها التي تتعلق بالمضامين السلبية وغير المشروعة على شبكة الإنترنت.
ويؤكد مركز "حملة" على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمعالجة ارتفاع وتيرة انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف على منصات التواصل الاجتماعي ضد الفلسطينيين/ات، ومن خلال تنفيذ التوصيات الواردة في التقرير، يمكن لشركات منصات التواصل الاجتماعي أن تلعب دورها في حماية حقوق الإنسان وتعزيز المساءلة ومنع نشر المحتوى الضار على منصاتها في جميع أنحاء العالم.
اقرأ/ي أيضًا | مركز حملة يصدر ورقة موقف حول تأثير تقنيّات الذّكاء الاصطناعي على حياة وسرديات الفلسطينيين
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]