يوم 18 أيار 2024 صدرت مذكرة من قسم الطوائف غير اليهودية في وزارة الداخلية الإسرائيلية، يعلن فيها عن إقامة مراكز لعلوم القرآن في القرى والمدن العربية في الداخل الفلسطيني، لإضفاء الشرعية والقبول على هذا المشروع الخبيث والمشبوه، فإن المذكرة تشير إلى أن الفكرة هي من الدائرة الإسلامية في قسم الطوائف في وزارة الداخلية الإسرائيلية.
- الهدف واضح لهذا المشروع وليس بحاجة إلى تحليل عميق ولا استنتاجات، فهو كما ورد يسعى لإعداد أئمة المستقبل ولتنشئة جيل "معتدل".
- إقامة أي مركز لا يكون إلا بتوقيع مباشر من مسؤول قسم الطوائف وهو ليس مسلمًا، ويجدد الإذن سنويًا وفق موازنات القسم "والتي ستكون وفق حسن السلوك وتنفيذ الأجندة".
- المدرّسون هم فقط من موظفي الدائرة الإسلامية في قسم الطوائف وليس أي شخص آخر.
- المدرسون سيتلقون راتبًا شهريًا، ومراكز التدريس ستكون بظروف رفاهية للأطفال من جيل 6-14 سنة، وهي ليست في المساجد ولا جزءًا من المرافق التابعة لها.
هذه بعض من تفاصيل المذكرة التي تعلن عن إقامة مدارس لتعليم القرآن بإشراف قسم الطوائف في وزارة الداخلية الإسرائيلية، وهي محاولة لسحب البساط ولإيجاد بدائل عن مراكز ومدارس العلوم الشرعية ومراكز تحفيظ القرآن التي تنشط في الداخل الفلسطيني منذ ثمانينيات القرن الماضي، والتي تقوم عليها جمعيات ومؤسسات ومبادرات أهلية، وهي جزء من نشاطات المساجد ومشاريعها في الداخل الفلسطيني حيث تم والحمد لله تخريج آلاف حفظة القرآن الكريم والحافظات ومن يحملون الإجازات في التجويد وعلوم القرآن الأخرى.
وإذا كان الهدف الظاهر هو تدريس علوم القرآن والتجويد، فإن الهدف الرئيسي هو إعداد جيل "معتدل" في إشارة واضحة إلى أن من يدرسون في المساجد ومراكز التحفيظ التابعة لها هم ليسوا معتدلين "متطرفين".
الغريب واللافت أن هذه المذكرة وهذا المشروع يتزامن مع مشروع متماثل تقوم به السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والتي وبعد أن قامت بإغلاق مدارس تحفيظ وتجويد القرآن وملاحقة المدرسين والأئمة واعتقلت كثيرين منهم، فها هم ضباط الأجهزة الأمنية يدخلون المساجد ويقومون بدورات تحفيظ القرآن حيث الهدف واضح وهو "خلق جيل يتماشى مع مشروع السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني ومزيد من التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني".
هذا المشروع لا أتردد بالإشارة إليه بأصبع الإتهام والشك والريبة، لأن من يزعمون الحرص على تعليم أبنائنا القرآن، كان عليهم أن يعلّموا أبناءهم ألّا يهدموا المساجد، ولا يقصفون المآذن، ولا يبوّل جنودهم في المحاريب وعلى المنابر، ولا يمزقون المصاحف في المساجد المدمرة، ولا يهينون ويمنعون المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك.
هو مشروع ماكر وخبيث ظاهره ديني وبريء، وصدق قول الشاعر مخطئ من ظن يومًا أن للثعلب دينًا.
نحن نكفر بالإسلام الإسرائيلي والإسلام الأمريكاني والإسلام الإبراهيمي "إسلام بن زايد وبن سلمان"، ولا ندين لله إلا بالإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]