يبدو أن ارتفاع أسعار خدمات الحج المتزايدة يوماً بعد يوم لم تجعل مكاناً للمريد بأداء هذه الفريضة، حيث تباغتك تلك الأسعار الباهظة وتقف سداً منيعاً أمام رغبتك بأداء فريضة الحج، وتحول دون أن تُتمم عليك نعمة دينك، حيث تتراوح تسعيرة الحج للعام 2025 بين 24 ألف شيكل الى 49 ألف شيكل، وذلك لمدة 20 يوماً تقريباً وهي مدة مكوث الحجاج في الديار الحجازية، وعليه فإن هناك زيادة بأكثر من نحو 10 ألاف شيكل عن العام الماضي.
وبات من الواضح أن التعامل مع شركات السياحة العامة أوفر بكثير من التعامل مع تكاليف الجمعيات الخيرية التي تدير مشروع الحج والعمرة، فليس هناك أي منطق ديني أو أخلاقي أو انساني وراء فرض هذه الرسوم التي تبعث بالراغبين بأداء هذه الفريضة الى تركها، وستحول حتماً دون أن يُتمم معظم المسلمين فريضة الحج، ويبدو أنها أصبحت مع مرور الوقت محصورة على الأغنياء فقط وليس من استطاع اليه سبيلا.
فما الذي طرأ خلال السنوات الأخيرة لتصل تسعيرة الحج لهذه المبالغ الطائلة؟، هل هي الجمعيات الخيرية التي ترعى شؤون الحج والعمرة؟، أم هي وزارة الأوقاف السعودية؟، أم شركات الطيران، أم غيرها .. من المسؤول؟.
يشار الى أن لجنة التنسيق العليا لشؤون الحج والعمرة لمسلمي 48 نشرت صباح اليوم توضيحاً حول أسعار الحج المتوقعة للعام 2025.
وجاء في بيان اللجنة التوضيحي "
- (4%) نسبة سعة الفنادق / بلاط الحرم أي ما يسمى بأبراج بلاط الحرم من عدد الاسرة في مكة المكرمة ويتنافس عليها جميع بلدان العالم الإسلامي الامر الذي يتسبب في ارتفاع أسعارها في موسم الحج بحيث تصل تكلفة الغرفة الرباعية (91000) واحد وتسعون ألف شيكل ويصل بعضها الى أكثر كلفة لفترة 14 ليلة، وباقي حجاج العالم الإسلامي يسكنون بفنادق تبعد عن الحرم، والمقصود من ذلك أنه كلما كان السكن بعيد تقل التكلفة لجميع مستويات الفنادق.
- موسم الحج الماضي تم تسكين عدد (840) حاجاً من حجاج مسلمي48 في فندق مستوى "ب" يبعد عن الحرم (2) كيلو متر وكانت التكلفة للغرفة الرباعية (35000) خمسة وثلاثون الف شيكل أي أن نسبة (38%) من تكلفة الغرفة أبراج بلاط الحرم وكلما كان السكن ابعد ومستواه اقل تكون التكلفة خاصة الشقق السكنية التي قد يصل بعدها 16 كيلو متر عن الحرم.
- جوا ورسوم إصدار الجواز الأردني المؤقت والتأشيرة وضرائب المعابر الحدودية والنقل الداخلي وبدل الهدي، كذلك تكلفة مكوث الحاج في خيام صعيد عرفه وخيام منى حيث تخصص السلطات السعودية الموقع مقابل رسوم يتم دفعها حسب المكان والبعد بحيث يتم التعاقد مع شركة سعودية لتجهير المخيم وبناء الخيام في كل من عرفة ومنى وتجهيزها وفرشها (صوفا بد، تكييف، الوجبات والمشروبات، وأية أمور أخرى).
-لا ننسى أن الفترة طويلة تصل الى (17) يوماً وبعضها الى (24) يوماً في بعض المستويات حيث تبقى الحافلة الأردنية التي نقلت الحجاج معهم طيلة الفترة لنقلهم من المدينة المنورة الى مكة المكرمة لأداء المناسك بالإضافة الى صعيد عرفة ومنى وفي حال أراد الحاج السفر جوا تكون الكلفة عالية لأن الرحلات تكون مستأجرة بحيث تنقل الحجاج وتعود فارغة وفي رحلة الإياب تعود الطائرة فارغة الأمر الذي يترتب استئجار حافلات سعودية لتنقل المسافرين جوا داخل الأراضي السعودية لأداء المناسك تصل تكلفة الحافلة الواحدة ما يزيد عن (80000) ثمانين ألف شيكل .
- في الموسم الماضي كانت تكلفة سكن فئة "ب" (17900) سبعة عشر الفاً وتسعمائة شيكل وتكلفة فئة سكن الأبراج (32840) اثنان وثلاثون الفاً وثمانمائة واربعون شيكلا (بطريق البر) وفي حال أراد الحاج السفر جوا يدفع تكاليف تذكرة الطائرة بالإضافة الى تكلفة النقل داخل الأراضي السعودية ومن المتوقع ارتفاع تكلفة السكن هذا العام بنسبة (14%) خاصه فنادق أبراج بلاط الحرم.
#لذلك سيكون السكن لموسم الحج لهذا العام 2025 على ثلاث مستويات فنادق مع إمكانية السفر برا وجوا لجميعها وعلى كل حاج عند التسجيل اختيار المستوى الملائم له حسب امكانياته حيث ستكون التكلفة المتوقعة لكل مستوى كالآتي:
1. السفر برا سكن رباعي فئة (ج) بعيد (15000) خمسة عشر ألف شيكل / فندق الكسوة، وغيره بنفس المستوى..... بدون وجبات
2. السفر برا سكن رباعي فئة (ب) بعيد (25000) خمسة وعشرون ألف شيكل / فندق روابي، فوكو، وغيره بنفس المستوى.... بدون وجبات
3.السفر برا سكن رباعي فئة (أ) بلاط الحرم (40000) أربعون ألف شيكل / الصفوة، موفنبيك، سويس..... مع وجبات
4. إمكانية طلب سكن ثنائي بعد دفع فرق السكن الرباعي لجميع الفئات السكن والسفر
5. يضاف لهذه التكلفة مبلغ (9000) تسعة الاف شيكل لمن يريد السفر جوا باي فئة سكن تم اختيارها
- من باب النصيحة ندعوكم للتسجيل ضمن الفئة "ج" برا او جوا لتجنب الإشكاليات من السكن في الأبراج بسبب صعوبة الدخول بالحافلات والالتزام بالدخول بتاريخ 1 ذو الحجة والمغادرة بتاريخ 14 ذو الحجة والانتقال في بعض الأحيان من فندق الى فندق بسبب الاكتظاظ الشديد وتجزئة المجموعة بأكثر من فندق او طابق وتكون التكلفة عالية.
الخُلاصة مما تم ذكره آنفاً أنَّ الاستطاعة تختلف بحسب أحوال الناس وامكانياتهم؛ ولهذا أجملها الله تعالى فقال: مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وعن النبي ﷺ قَال: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ، فَحُجُّوا ولكنه فصلها في حديث آخر فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: وحجّ البيتِ مَن استطاع إليه سبيلًا، فالأمر كله محمول على الاستطاعة.
- لا يجوز توجيه الحديث بأن الحج فقط للأغنياء وأن تكلفة الحاج الواحد (50000) خمسون ألف شيكل وفي حال خروج زوجته للحج ستكون التكلفة (100000) مائة ألف شيكل وهذا الكلام غير صحيح وعار عن الصحة.
- مقتضيات هذا الشكر ألا يتحدث عن هذه الشعيرة العظيمة الا بكل خير ليرغّب الناس بها وأن نكون مغاليق للشر مفاتيح للخير كما وصف رسول الله ﷺ حيث قال: إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، فطوبى لمن جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.
- فعلى الحاج الالتزام مع عقد النية للحج بقوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) وأيضاً بعد أداء هذه الفريضة بأن لا يضيّع حجه بالذم والاتهام وخاصة للجنة الحج بالرغم أنهم لم يألوا جهداً في تقديم أفضل الخدمات للحجاج.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]