إن الحديث عن مظاهر تهويد مدينة يافا ليس بالأمر الحديث حيث بدأت مؤامرة تهويد يافا قبل نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948م بإقتناء العقارات والأراضي وتنفيذ العصابات الصهيونية "الأتسل والهغاناة" المجازر المتجردة من الإنسانية بحق أصحاب الأرض، ففرغوا المدينة بتهجير جل أهلها وحاصروا من تبقى في "غيتو" حي العجمي الذي يتعرض اليوم لعملية تهويد عمياء تتجاهل كل القيم والأعراف.
فالمشهد الحالي في يافا ينذر بخطر داهم يتربص بوجودنا الشرعي على أرضنا، فالشريط الساحلي ليافا فُرغ من الوجود العربي تقريبا، وحي الجبلية "شيكونات العرب" هذا الحي الذي تسكنه فقط العائلات العربية يتعرض اليوم لهجمة شرسة ببناء عشرات الوحدات السكنية الجديدة لليهود ومنح شركة "حلاميش" قبل أيام بيتا للقادمين الجدد وسط بنايات عربية خالصة، وإرتفاع مذهل بسعر الشقق السكنية وإمتناع البنوك على منح "قروض الإسكان" للشباب العرب في يافا، بالإضافة لفتاوى الحاخامات التي تمنع بيع العقارات أو تأجيرها للعرب.
وأما ذروة سنام عملية التهويد كانت إحضار مئات المستطونين وإفتتاح المدارس الدينية اليهودية المتطرفة في المدينة ومنحهم قطعة أرض كبيرة في منطقة السوق، فهؤلاء المستطونين أحضروا ليافا ليكونوا الأداة التنفيذية للمؤسسة الإسرائيلية لإرهاب العرب في يافا ومن ثم ترحيلهم، فينظم هؤلاء الأوباش المسيرات الضخمة تحت شعار "الموت للعرب" "وشعب إسرائيل حي" تحت حراسة شديدة للشرطة الإسرائيلية.
وأما ما حصل اليوم السبت 15/1/2011م، من اعتداء آثم على حرمة مسجد النزهة ، وحصاره بالمئات منهم تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية وشتمهم للرسول صلى الله عليه وسلم، واعتدائهم على طفل يفاوي ولولا تصدي العشرات من أبناء الحركة الإسلامية والمصلين لهم لكان حصل ما لا يحمد عقباه
أحداث اليوم تؤكد أن سناريو أحداث عكا عام 2008م سيتكرر في يافا والمسألة هي مسألة وقت، وليعلم العالم كله أن هنالك من دفن كرامته عام النكبة أما اليوم لن تدفن الكرامة حتى لو دفنا في يافا، فلمن يظن واهما أن أهل يافا سيرحلون نبشره إننا لن نرحل وهنا باقون... وأما الذي حتما سيرحل فهم المستطونون، وأختم بهذه الكلمات:
حدثي يا يافا عن ماضي حماك
كم غزاة شاقهم عبق ثــــــراك
من قديم ومن حديث قد أتــــاك
فكلهم زالوا ولن يبقى ســـواك
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]