رأيت من واجبي أن أطلعكم على مقال نشر يوم أمس الجمعة الموافق 30 آب 2012 في جريدة هآرتس بعنوان " ما تبقى" للكاتب المعروف جيدعون ليفي والكيس ليباك . وقد نشر قبل أيام مقال آخر في الصحيفة ذلتها عن مبنى السينما الحمرا الذي تحوّل إلى مركز السينتولوجيا الشرق أوسطي وهو يشكل واحد من أصل 60 مركزا في العالم. ومن المعروف لنا جميعا أهمية هذه المقالات على الرأي العام الإسرائيلي ولكن مع الأسف نجد أن الكثير من أبناء جلدتنا ممن يجهلون تاريخنا ومعالمنا .
على أطلال المنشية يقام منتزه للترفيه وفي صوميل تعلو مباني نقابة الهستدوت . جولة في تل أبيب السفلى وبتوجيه من كتاب بعنوان " אומרים ישנה ארץ" لجمعية تذكرن والذي يشمل على 18 مساراً لزيارة القرى المهدمة من أصل 531 قرية .
في شارع النزهة توجد محطة كهرباء وعليها لافتة صغيرة من الحديد كتب عليها محطة فيصل مع مرور الزمن تم محو كلمة ملك والمقصود هو الملك فيصل وهو اسم الشارع الذي تحوّل إلى رقم 54 في العهد البريطاني ثم إلى يهودا هيميت الاسم الحالي نسبة إلى عملة رومانية قديمة تبيّن فيما بعد أنها مزيفة ولكن هي محاولة لطمس التاريخ الجديد بالتاريخ القديم . " هكذا هي الأمور عندما نعاني من فقدان الأمن نقوم بتغيير الملك بعملة مزيفة وتزييف يجر تزييف كما يقول كاتب المقال.
ويضيف , انه قرر القيام بجولة حسب مسار الكتاب أعلاه إلى تل أبيب السفلى , تلك التي دفنت تحت محاولات الطمس والمحو. تلك التي حتى في العام 2012 تخاف أن تكتب اسمها باللغة العربية على لوجو بلدية تل أبيب. لغة من تبقى من اللاجئين من يافا وحتى الشيخ مونس عن طريق سلمه والمنشية وصوميل والجماسين . من يافا وحتى رمات أبيب .... بلدنا تل أبيب المنفتحة والمتنورة بنيت على أنقاض قرى مهدمة وهي غير مستعدة حتى الاعتراف بذلك يقول الكاتب تجولنا في شارع جمال باشا وهو شارع النزهة والذي نسيه شديروت يروشليم ومررنا على شوارع أطلق عليها أسماء الكهنة , شأريت إسرائيل , نس لجوييم وشبطي إسرائيل في مدينة عربية تحولت إلى مختلطة والتي تنعدم فيها تقريبا الأسماء العربية للشوارع.ومن النزهة إلى قرية سلمة كفار شليم اليوم بعد أن تم تهجير السكان العرب منها وقد بلغ عدد السكان 7800 نسمة وعلى حائط المسجد المتبقي من أطلال سلمة كتب " كاهانا صدق" وقدتم فتح عدة فتحات في قبة المسجد أما المقبرة فقد أزيلت على مرأى ومسمع الجميع وتحوّلت المقبرة إلى حي سكن للقادمين الجدد من روسيا .وفي رمات أبيب تقوم الجامعة ببناء مساكن للطلبة على قبور مقبرة الشيخ مونس .
في المنطقة الجنوبية الغربية من تل أبيب يقع حي المنشية 22000 مواطن فلسيني عام 1948, 12 مخبزا في الحي , 20 مقهى , 14 منجرة , .... أربعة مدارس ومسجدان بقي واحد منهم وهو مسجد حسن بك . تقول الكتبة نورما موسي كيف أشرح لأبتني التي لم تبلغ 4 سنوات أن البحر التي تحب والشاطئ كان يوما حي يسمى المنشية وكان يسكنه أطفال مثلك وكانت لهم الحياة بكل ما تحمله من حب وكراهية وأحلام ... ما تبقى من الحي هو المسجد ومحطة سكة الحديد ومبنى متحف الإتسيل وقد سمي المنتزه باسم منتزه المحتل. حتى في محطة سكة الحديد والتي تعتبر الصيحة الأخيرة يتم ذكر التركي والعثماني والتمبلر( الألمان) ولكن لا ذكر للفلسطينيين سكان الحي .
أخي القارئ
مدينة يافا هي كنز من التاريخ والحضارة والثقافة والعلم. قيل عنها الكثير ولكن ما قيل لا يفيها حقها . أدعو كل من يريد التعرّف على هذه المدينة الاشتراك في الجولات التي نقوم بها للتعريف عن معالم المدينة ما بين الماضي والحاضر والمستقبل. يمكن القيام بالجولات في ساعات النهار والليل.
عبد القادر سطل يافا
لقراءة المقال يرجى الضغط هنــــــــــــــــا
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]