عقدت حركة النساء الديمقراطيات ونادي النساء في مدينة الرملة، ، يوما دراسيا تناول موضوع "العنف ضد النساء" في المركز الجماهيري "كلور" بالرملة، وذلك في أعقاب التدريبات التي شارك فيها النساء ضمن مشروع التربية لحقوق الانسان في مركز مساواة والتي عقدت في تموز الأخير في الناصرة.
وجاء هذا الاختيار اثر رغبة النساء لطرح الموضوع الذي لا زال يعتبر من "المحظورات"، ولأهميته تجندت النساء والعضوات في حركة النساء الديمقراطيات لإنجاح هذا اليوم الدراسي، الذي يشكّل تجربة أولى من نوعها في المركز، خصوصا وأنه يتناول موضوعا "ساخنا" كهذا، ولكن النجاح فاق التوقعات، فشهد اليوم الدراسي حضورا مكثفا من نساء وفتيات من منطقة المركز وبشكل خاص مدينتي الرملة واللد، بالإضافة الى نساء ديمقراطيات من الناصرة، أم الفحم، شفاعمرو، وغير ذلك.
افتتحت اليوم الدراسي العريفة عايدة زقوت من حركة النساء، مرحبة بالحضور، ومؤكدة أن "ظاهرة العنف ضد النساء هي ظاهرة همجية، تشكل خطرا على المجتمع العربي بشكل خاص والمجتمع عامة". كما أشادت بدور الحركة بتنظيم هذا اليوم والمساهمة في بناء مجتمع خالٍ من العنف.
تلتها رائدة غنيمي عضوة حركة النساء، فأعطت لمحة عامة عن حركة النساء الديمقراطيات ونادي النساء في الرملة، مؤكدة أن حركة النساء ونادي النساء هما استمرارية لحركة النساء الديمقراطيات والتي بدأت نشاطها عام 1980 وكان لناشطاتها بالرملة دور فعّال في بناء المجتمع وأخذن دورا بارزا في المجالات شتى، كما نفذن لقاءات ومحاضرات توعوية اسبوعية واحتفالات وأعمال خيرية وغير ذلك.
أما المحامي نضال عثمان مدير المشاريع في مركز "مساواة" فأشار الى شعوره بالفخر بكل عضوة من النادي وأبدى سعادته بنجاح اليوم الدراسي، مشيرا الى أهميته لكون "نعاني من انهيار قيمي في مجتمعنا، ولذا هناك أهمية عظمى بتنظيم أيام دراسية مماثلة". وأشار الى أهمية العمل على تثقيف الرجال أيضا حول مفهوم العنف وأشكاله كون غالبية الرجال عادة لا يعترفون بتصرفات معينة بأنها عنف أو شكل من اشكال العنف. وأكد على استمرار التعاون بين مساواة ومجموعات النساء ومجموعات أخرى في الرملة والمركز في مواجهة ومحاربة آفات العنف والعنصرية والتمييز.
في الجلسة الأولى التي تولت إدارتها حورية السعدي من حركة النساء بالرملة، أكدت فيها أن "الرجل الذي يمارس العنف ضد المرأة لا يتسم بالقوة بل بالضعف". موجهة اللوم تجاه المجتمع العربي الذي لا يحرك ساكنا عند العنف تجاه المرأة.
واستعرضت رغدة النابلسي - طالبة دكتوراه في قسم الخدمة الاجتماعية في الجامعة العبرية وناشطة نسوية سياسية، بعض نتائج البحث في رسالة الدكتوراه التي ستناقشها قريبا بموضوع العنف ضد النساء الفلسطينيات في الداخل، وأعطت نماذج حية وقصص واقعية من خلال مقابلات شخصية مع نساء معنفات من مختلف الأديان والأجيال اجرتها معهن. كما وتحدثت عن مشكلة العنف المجتمعي في لوم المرأة وتذنيبها بالعنف تجاهها وعدم فهمها. مشيرة الى أن المرأة "دوما تواجه جملة "لازم تتحملي". الصفعة الكبرى هي حين لا تؤازرها امرأة مثلها"...
أما مها ساق الله- تلّي وهي عاملة اجتماعية عيادية وناشطة اجتماعية فأكدت أن "العنف هو آلة اجتماعية يمارسها الرجل في البيت. ونحن كمجتمع نقبع داخل دائرة العنف". كما تطرقت الى حقوق المرأة من الناحية الطبية والإمكانيات المتواجدة لدعمها ومساعدتها. وتحدثت عن عدة قوانين سنت لتخطي دائرة العنف وحماية النساء المعنفات. وأنهت محاضرتها بين الحلم والواقع واقع مجتمعنا الاليم على مدار سنين طويلة تمثل بالعنف والسيطرة الذكورية وحالات الثوران التي لا تخمد إلا بالإيذاء وبين حلم بعيد عن العنف نصل به الى الاحترام الثقة الدعم التفاوض وتقاسم المسؤولية واتخاذ القرارات بشكل متساوي.
في حين تحدث الدكتور ابراهيم زبيدة مدير المركز الطبي التخصصي في صندوق المرضى "كلاليت" بمركز اللد ومحاضر في جامعة تل ابيب عن تشخيص وحقوق المرأة المعنفة من خلال منظور الجهاز الطبي والخدمات الصحية التي تستطيع ان تحصل عليها. واستعرض د. زبيدة معطيات رسمية حول تعرض المواطنين (نساء ورجال) في اسرائيل للعنف عامة وحول العنف ضد النساء بشكل خاص. وقدم تفصيلا وافيا حول تشخيص الحالة للمرأة المعنفة من خلال ظواهر خارجية وتصرفات بادية خلال المعاينة الطبية. وانهى محاضرته بوجوب التكاتف والاستمرار في محاربة ظاهرة العنف ضد النساء من خلال نشاطات وفعاليات مفيدة مختلفة.
وفي الجلسة الثانية، والتي أدارتها المربية هنرييت منصور عضوة في حركة النساء بالرملة، تطرقت الى مراكز داعمة للنساء المعنفات. وتحدثت خلالها سحر حداد- داوود من جمعية نساء ضد العنف ومديرة مأوى للنساء المعنفات عن الظروف التي تدفع المرأة المعنفة للجوء الى المأوى وعن المعايير التي تفكر بها قبل الخروج من البيت والثمن التي قد تدفعه او دفعته قبل ذلك وتدفعه بعد ذلك. كما وتحدثت عن خدمات الجمعية حيث قالت بأنه في حالة تعرض اي فتاة او امرأة للعنف عليها ان تبعد عن مكان الخطر اذا وجد اي تهديد على حياتها والوصول الى احد الملاجئ التابعين للجمعية.
تلتها سماح سلايمة اغبارية – مديرة جمعية نعم التب بدورها تحدثت عن بناء خطة عمل حول مكانة العنف ضد النساء والفتيات في ظل جرائم القتل، التسرب الدراسي، والبطالة. مشيرة الى تقصير المؤسسات الحكومية وخدماتها في الرملة، اللد، ويافا، ومنها الصحية النفسية القضائية والحقوقية التعليمية والاجتماعية. كما وتطرقت الى تقصير الشرطه في منع وحل الجرائم، فقد قتلت 35 امرأة في السنوات العشر الاخيرة، 14 منهن في السنتين الماضيتين.
وتطرق المتحدث بلسان الشرطة ورئيس مكتب المباحث بشرطة الرملة جاي كتار الى خطورة ظواهر العنف والحالات التي تصل قسم الشرطة، وقال أن الوسط العربي هو "وسط صعب للتعامل معه لحل قضايا العنف" لأنه وبحسب رأيه "لا يوجد تعاون من قبل النساء او حتى ذويهن من اجل مساعدتهن".
معظم الجمهور اختار أن يوجه أسئلته للمتحدث باسم الشرطة موجها اصبع الاتهام لرجال الشرطة وتقصيرهم في حماية النساء ومعاقبة المجرمين قتلة النساء. وفي اطار رده على ادعاء الشرطة بأنها تقوم بواجبها للكشف عن المجرمين الذين ينفذون عمليات قتل النساء، قال المحامي نضال عثمان للضابط المشارك " انكم في الشرطة مشتبه بكم بالتواطؤ مع منفذي الجرائم من عالم الاجرام المبعوثين من افراد العائلات وذلك بعدم الكشف عنهم وعن جرائمهم لأسباب لا اود الخوض بها، وامتحانكم هو امتحان النتيجة. من ناحيتنا انتم مشتبه بكم حتى تثبتوا العكس".
وأجمع الحضور على أهمية متابعة هذا الموضوع وتنفيذ ورشات وأياما دراسية أخرى لرفع الوعي حول العنف ضد النساء. ومن التوصيات التي خرج بها المؤتمر، تنفيذ ورشات توعية ومناهضة العنف للخاطبين من شبان وشابات، ورشات ومحاضرات توعية للرجال والشباب بشكل خاص، وإصدار عريضة لجمع التواقيع على وثيقة شرف يتعهدون بها بالامتناع عن قتل النساء.
وفي النهاية أثنى الجميع على نجاح هذا اليوم الدراسي، وشكرت العريفة عايدة زقوت – كل الشركاء في إنجاح هذا اليوم من حركة النساء، ومركز مساواة، وجمعية نعم، وجمعية نساء ضد العنف، وملتقى الناشطات النسويات في مدن ألمركز والسيد ميخائيل فانوس مدير المركز الجماهيري كلور في الرملة الذي استضاف اليوم الدراسي، وكل من ساهمت وأنجحت اليوم الدراسي.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]