بث الموقع بالفيديو شهادة من سماهم عظماء العالم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم , ونشر مقالا للأخ احمد سطل بعنوان , أعظم إنسان كيف يهان ؟ واستشهد كاتب المقال بعدد من المستشرقين على بعض مزايا النبي صلى الله عليه وسلم , لي ملاحظتان على هذا الاستشهاد بالمستشرقين ,
الملاحظه الأولى : نحن المسلمين لسنا بحاجة إلى شهادة احد بعد شهادة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : وانك لعلى خلق عظيم , فالاستشهاد بأحد بعد شهادة الله عز وجل , يوحي بان شهادة الله غير كافيه , والله تعالى يقول وكفى بالله شهيدا ,
الملاحظه الثانيه : هؤلاء الذين استُشهد بهم , إن صح ما نقل عنهم , لم يعترف احدٌ منهم بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم كلهم تحدث عن الجانب الإنساني والأخلاقي لمحمد , وعن عظمته وحس إدارته وحكمته في القيادة والسياسة, هذه الشهادة من هؤلاء , سبقهم إليها مشركوا مكة قبل أربعة عشر قرنا ونيّف , وكانوا ألد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم , شهدوا له بالصدق والأمانة والعفاف ومكارم الأخلاق , إلا النبوّة أنكروها , لأن الاعتراف بالنبوّة يقتضي الإيمان بالرسول والرسالة , تروي كتب السيرة أن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم , اصطحب أبا سفيان أمام معسكر المسلمين قبل فتح مكة , وكان أبو سفيان كلما رأى كتيبه من جيش المسلمين تمرُ أمامه يسأل العباس , من هذا ؟ فيقول العباس هذا فلان من أمراء الجند , ولما مرّت أمامه الكتيبة الخضراء , سأل أبو سفيان عنهم , فقال العباس هذه كتيبة رسول الله من المهاجرين والأنصار , فقال أبو سفيان : والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بن أخيك اليوم عظيما , فقال العباس يا أبا سفيان إنها النبوّة , ولما دخل به العباس على النبي صلى الله عليه وسلم , قال العباس للنبي جاء أبو سفيان ليسلم ,
فقال أبو سفيان اشهد أن لا اله إلا الله وسكت , فقال له العباس واشهد أن محمدا رسول الله , فقال أبو سفيان أما هذه ففي النفس شيء منها , أي في شك , فقال له العباس ويحك اشهد قبل أن يضرب عمر عنقك , فشهد , انه التوافق بالفكر بين مشركي الأمس ومستشرقي اليوم , كلٌ من الفريقين يقر ويشهد للنبي صلى الله عليه وسلم, بالصدق والأمانة العفاف والحنكة وبالقيادة الحكيمة وغيرها من المزايا , أما النبوّة فلا يقرون ولا يعترفون بها , وشتان بين القيادة والزعامة والسلطان وبين النبوّة , هذا ما فطن له سيدنا العباس رضي الله عنه , عندما قال له أبو سفيان , والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما , فقال له مصوّبا , يا أبا سفيان إنها النبوّة , ما أشبه اليوم بالأمس , نعم إنها النبوّة التي ينكرونها , فهل نحن المسلمين نقرّ ونعترف بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم , سؤال كبير وخطير؟؟؟ لسان حالنا , أخلاقنا سلوكنا , معاملاتنا تشير إلى عدم الإقرار والاعتراف إلا باللسان , أحوال المسلمين على جميع الأصعدة , خير شاهد علينا , أليس هذا اشد إيلاما وإيذاء لنبينا صلى الله عليه وسلم من إيذاء أعدائنا ؟؟؟
والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ,
سعيد سطل أبو سليمان 19 / 9 / 2012
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]