الرجال مواقف ، إما أن تُكتب لهم أو تُكتب عليهم ، فلربما الإنسان يقف موقفا ينصر به دين الله أو موقف حق يرتقي به إلى أعلى الدرجات ، إلى جنة عرضها السموات والأرض ، وبينما إنسان آخر يقف موقف يخذل به دين الله أو موقف باطل يهوي به إلى أسفل الدرجات ، إلى جهنم وبئس المصير .
الإنسان في حياته صفحات تُكتب فيها أسطر إما مُضيئة مشرقه وإما سوداء مظلمة ؛ فالنبحث عن المواقف التى تُضيء لنا حياتنا ، حتى يكتب التاريخ تلك المواقف الخالدة وتكتبها لنا الملائكة في سجلات نورانية متلألئة ، والواجب المتحتّم على كل إنسان منا في وقتنا الحاضر نصرة دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى تكتب لنا مواقف مشرفة في التاريخ ، فالكل مطالب في النصرة والدفاع والذود عن حياض الدين وعن جنابه الطاهر صلى الله عليه وسلم ؛ فالأب في بيته وكذلك الأم مطالبون ، والخطيب من على منبره ، والأديب في قلمه ، والطبيب والمعلم والعامل ... جميعهم مطالبون بالذود عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، كلٌ بطريقته ووسائله .
لذلك ندعوكم يوم الجمعة لنقف وقفة مشرفة في مهرجان لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أقل من أقل القليل لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم فالجميع مطالبون بالحضور لهذا الموقف كي يكتب التاريخ لنا أننا نصرنا الله ورسوله ولا يكتب عنا أننا خنا الله ورسوله ، مع أن البعض يقول وماذا يفيد ذلك وماذا يفيد حضوري ؟
إسمع يرعاك الله واسمعي حفظك الله ، كان ابن أم مكتوم أعمى ، والأعمى معذور في عدم حضوره إلى الجهاد في سبيل الله والمعارك فالله يقول ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ في التخلف عن الجهاد ولكن أبن أم مكتوم الأعمى المعذور كان يحضر الغزوات والمعارك ، فسئل عن ذلك فقال : أُكثّر من سواد المسلمين فهكذا الرجال فرضي الله عنك يا ابن أم مكتوم .
أما عبد الله ابن الجموح رضي الله عنه فقد كان أعرج وكان أيضا معذور في التخلف عن الجهاد في سبيل الله بنص الآيه ولكنه كان يحضر المعارك والمواقف مع أن الله عذره فسئل عن ذلك فقال : أدخل الجنة في عرجتي هذه ، هكذا الرجال فاكرمك الله يا ابن الجموح فهذا فعل المعذورين فماذا نقول نحن الأصحاء الشباب ... هل لنا من اعذار بعد ذلك ؟
فالنصرة لدين الله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ ، ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]