بمشاركة العشرات من اهالي مدينة الرملة وعلى راسهم قيادة الوسط العربي، نظمت اللجنة الشعبية في المدينة مساء اليوم مسيرة جابت الشوارع الرئيسية حتى الوصول الى الساحة المركزية وسط المدينة، حيث استمع الحضور لعدة كلمات تنديدا واستنكارا لاعمال العنف والقتل التي تجتاح مدينة الرملة والوسط العربي بشكل عام.
وتولى عرافة المهرجان الخطابي مركز اللجنة الشعبية نايف ابو صويص الذي شكر الحضور على المشاركة في واحدة من النشاطات التي تشهدها المدينة لمحاربة ظاهرة العنف. واضاف: "لا يخفى على احد بان مدينة الرملة تشهد تصاعدا خطيرة في منسوب العنف والاجرام، بشكل اسبوعي تقريبا كباقي البلدات العربية في البلاد، الامر الذي اصبح يهدد حياتنا ومجتمعنا. ونحن اعضاء اللجنة الشعبية رأينا من الواجب الانساني والاخلاقي ان ندعو الى هذه المسيرة السلمية لنصرخ ضد الاجرام والعنف المستشري الذي يدمر الامة".
وتحدث عضو المجلس البلدي فايز منصور قائلا: "ان العدد القليل الذي يشترك في هذه التظاهرة لهو كبير معنويا وعددا وعدة. عندما بادرنا الى هذه المسيرة والوقفة الصارخة فان هدفنا ان نكسر حاجز الصمت والخوف واللامبالاة ازاء ما يحدث من جرائم وقتل للرنساء والرجال".
عضو المجلس البلدي عبد ابو عامر قال في كلمته: "ان حضوركم اليوم يشهد لكم بنضجكم الاجتماعي وكفائتكم على تحمل المسؤولية. يجب ان نقف وقفة رجل واحد ونقول "لا للعنف لا للقتل ونعم للمحبة بين الجميع". ان ما يجمعنا اليوم هو امر هام جدا لانه يخص كل واحد ما. لان العنف ينتشر في مجتمعنا العربي اليوم هو من اكثر التحديات التي يواجهه مجتمعنا ككل".
المهندسة بثينة ضبيط قالت في كلمتها: "اشيد ايضا باصبع الاتهام الى الشرطة ووزارة الامن الداخلي والبلدية ويرهم على تقصيرهم في الحفاظ على ارواحنا. لان الشرطة تنتهج سياسة اللامبالاة والتمييز اتجاهنا ونصبح نحن المتهمين ولو كنا الضحية. وواجب علينا ان نضع المرآة امام انفسنا وعلينا ان نتحمل المسؤولية في مواجهة العنف والجريمة دون خوف".
الاب عبد المسيح فايز فهيم القى كلمة قال فيها: "نحن جميعا اخوة وسنظل اخوة حتى يزول الشر. العنيف هو الانسان الاناني وهو الذي يحكم وينفذ الحكم بيده وهو الذي نقص في تربيته ورعايته. والعنف ينمو كما تنمو ايضا الفضيلة ولكذلك المسؤولية على الجميع مثل العائلة والمدرسة والمجتمع والمؤسسات المجتمعية، نحن جميعا مسؤولين حتى نواجه هذا الانسان العنيف حتى يعود الى صوابه".
الشيخ مهدي ابو لبن امام وخطيب المسجد العمري قال: "منذ 20 عام ونحن نقف هذه المواقف والقتل منتشر، ولعلى القتلى يستهزؤون ويضحكون ولكن لنا تخطيط اخر بان الاجرام في البلاد له نصيب الاسد للاسف الشديد. الاجرام والعنف ليس فقط في القتل واطلاق النار وانما في امور اخرى مثل السير بمركبة دون الانصياع لقوانين السير وغيرها".
الشيخ حماد ابو دعابس رئيس الحركة الاسلامية في البلاد قال: "العنف هو اشد تاثير وخطورة عندما يكون الحديث عن المدن المختلة. واعتقد ان العنف هو اكبر تهديد على مجتمعنا بعد النكبة والنكسة. ان هذه الظاهرة باتت مهددة ومقلقة لامتنا وواقعنا وعلينا ان نتحرك جميعا مسؤولين وأئمة واعلاميين لايصال الكلمة والرسالة الى كل أذن وقلب يجب ان يسمعها".
النائب احمد الطيبي قال في كلمته: "يجب ان نوجه نقدا ذاتيا لنا. العنف عمل همجي وبدائي ولعنف ليس حلا بل تعميق لازمتنا لاننا ضحايا التمييز والاقصاء، والحل هو الحوار. والمجتمع العربي هو ضحية نفسه في قضية العنف والجريمة الى جانب تقصير الشرطة".
النائب ابراهيم صرصور قال: "نحن نحس بالعنف في كل جوانب الحياه في المفترقات في المدارس والشوارع وغيرها، ويبقى التحدي الكبير كيف نستطيع التخلص ونحد في نسبة العنف في مجتمعنا العربي؟. هذا المجتمع الذي ططالما تحلى في اديانه المختلفة وفي اعرافه الجميله بما يدفع مجتمعنا الى التراحم والتعاظم الذي يدعو اليه ديننا. ولكن للاسف ادرنا ظهورنا لما جاء في ديننا وتقاليدنا واستسلمنا لمجموعة هامشية من ابناءنا مرضوا في كل ذلك، ويجب ان نأخذ العبرة من الربيع العربي في الدول العربية".
النائب طلب الصانع قال: "لا نقبل اعتذار الشرطة بانها تنتظر منا الادلة للتعرف على الجناة. والسلاح المنتشر في مجتمعنا العربي هو مسؤولية الشرطة لانه لو كان موجها للاجهزة الامنية لتم القبض عليه بسرعة، ولكنه في حال كان موجها للعرب فالابمكان ان نسكت ونصمت. والسكوت على العنف فهو تشجيع للجريمة. والعنف اليوم هو مثل مرض السرطان الذي ينتشر في مجتمعنا العربي، ويجب ان نأخذ زمام المبادرة لمحاربة العنف".
الطفل الرملاوي عمر نبيل حرز الله القى كلمة مؤثرة طالب فيها الجميع بمحاربة العنف قائلا: "من هنا وباعلى صوت انادي كفى للعنف وكفى للسلب والرذيلة والرعب وانادي بحياة آمنة، وانادي رجال الشرطة والقانون كفى لاننا فقدنا الامن والامان".
وانهى المهرجان الخطابي المطران عطا الله حنا قائلا: "انتهز هذه المناسبة لاعزي عائلة الرملة والدكتور احمد الطيبي بوفاة ابو جميل التاجي الذي قتل داخل المسجد العمري مؤخرا. لكن تكون هذه اخر جريمة قتل فيجب ان تتخذ اجراءات اساسية كثيرة، ونحن نندد بظاهرة العنف اينما كان واينما وجد، خاصة ان البلدات العربية تشهد في الاونة الاخيرة موجة عنفية غير مسبوقة ولن اذيع سرا بان هنالك من يغذي هذا العنف لخلق الفتنة بين ابناء البلد الواحد".
بقي ان نذكر بان شرطة الرملة عملت على اغلاق الشوارع لتمر المسيرة دون اعاقات، وللحفاظ على النظام في المكان.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]