أمي ..
لقد كنت تخافين علينا من الحزن دائماً
تريننا دائما صغار مهما مرت السنين
قلوبنا ضعيفة هشة قابلة للكسر
وأنا بالذات
كنتِ تشفقين عليّ من هذه الحساسية التي تربك مشاعري سريعا
وتسيل أنهار دموعي.
تحدثيني دوماً عن الصبر في مواجهة ملمات الحياة
يحاول كل منا ان يمسح الدمع
حتى لا يثير بحيرة الدموع القابعة في داخلنا,
وأعلم يا أمي بأنك لو كنتي هنا
لما أردتِ لنا ذلك كله
أعرف ذلك,, وكلنا نعرف,.
تريدين أن نترحم عليك وندعو لك بالمغفرة
تريدين أن نعيش وأن ننجح وأن نتقدم أكثر
وأن نضحك كما كنت تضحكين.
وأن نتآلف مع الناس والأصدقاء والجيران والأقارب
كما كنت دائما تفعلين,.
تريدين لنا أن نمنح بعضنا كل دفء مشاعرنا
وأن نعطي من أنفسنا كما كنت تهبين بلا مِنَة .
لكننا يا أمي مكممون بالحزن على فقدك,.
نؤمن بالموت ونؤمن بخالق الموت والحياة,.
وندرك فضل الصبر والاحتساب,.
ونحن ان شاء الله من الصابرين,,
لكننا بك يا أمي مفجوعون وبالحزن ساكنين .
رحلت دون أن تكملي مشوارك معنا
ودون أن تتأملي في زرعك كيف أثمر
وكيف أينع وكيف استقامت ورودهِ .
وكيف تشابكت أغصانه وتآلفت.
كان قد آوان الأوان لان تجلسي بالمكان الوثير
ليلعب حولك الأحفاد ويتلون عليك أناشيد الطفولة
كنت ستكونين أروع وأصغر الجدات
رحلت عنا سريعا
ولكأن حكاية رحيلك كانت حلماً
والوداع كان وهماً,.
اطمئني يا أمي,.
نحن بموتك مصدقون,.
ونحن على فقدانك ان شاءالله صابرون محتسبون.
تلهج ألسنتنا منذ رحيلك وستظل
بــ ... إنا لله وإنا إليه راجعون,.
لكننا يا أمي
سنظل نبكيك وسيظل الدمع يغالبنا في كل مرة نذكرك
وذاكرك عنا لن تغيب,.
اصفحي يا أمي عنا,.
فنحن نعلم انك تودين لو أننا لم نبك واننا لم نحزن,.
لكننا مغلوبون على أمر قلوبنا المُحِبَةِ لكِ .
فقد منحتنا كل ما يمكن وما لا يمكن لأم ان تمنحه.
لم تبخلي,, لم تتأففي,, لم تشتكي,.
ظللتِ تغدقين العطاء علينا حتى آخر لحظة,.
كنت ترسمين ابتسامة على شفتيك بمجرد ان تري وجوهنا مقطبة
تحاولين ان تتحدثينا عن الآتي والمستقبل
تواسيننا وتبثين في ارواحنا روح الأمل.
هل أقول لك وداعا يا أمي.
هل يودع المرء قلبه ويظل نابضا بالحياة.
لقد كنت منا القلب يا أمي...
فليرحمك الله يا أمي.
وليوسع مدخلك
وليجعل قبرك روضة من رياض الجنة
وليجزيك بالخير عن كل عمل خير
وعن كل كلمة طيبة تعاملت بها مع الناس أجمعين.
ولئن كان حزننا عليك عظيما.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]