وقولوا للناس حُسنا
علّمنا الإسلام الحنيف أن الاختلاف في الرأي وفي وجهات النظر أمر مشروع ، وأنه لا يعني بحال من الأحوال أن يحوّل أحدنا قلمه إلى مبضع لتجريح الآخرين (أيا كانوا) ، والتهجم عليهم ووصفهم بأبشع االصفات والنعوت !! لنا الحق أن ننتقد مخالفينا ، ولكن ضَمن دائرة الموضوعية والتجرد ، بعيدا عن حظوظ النفس ونزغات الشيطان .فالنقد هو نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا بدان يكون هذا النقد وفقا لقوله تعالى : (أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) هذا ما لم يتم المساس بالثوابت الدينية والوطنية . وعلى كل صاحب قلم أن يُسخّر قلمه في خدمة قضايا هامة ولما فيه نفع لمجتمعه وللناس ، بعيدا عن الإسفاف بتناول الموضوعات الهابطة ، أو ما من شأنه أن يحوّل فكر القارئ عن الأمور النافعة والمصيريّة إلى ما يضر بالفرد وبالمجتمع ، وهذا مما يحرُم كتابته أو نشره لما فيه من إشاعة للفاحشة بأنواعها ، أو جلب للضرر على الفرد أو المجتمع ، والشرع يحرم هذا كله .فلنتّق الله في ما نكتب وننشر فإننا مسئولون عنه أمام الله...
الإخوة المسيحيون كل عام وأنتم بخير
في هذه الفترة من كل عام تحتفل الطوائف المسيحية بميلاد سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ، هذا الميلاد المعجز الذي أظهر الله فيه قدرته للعالمين قال تعالى :(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) ، وإن الإسلام الحنيف قد أمر المسلمين بالإيمان بالنبي الكريم عيسى عليه السلام ، وبتبجيل أمه الصدّيقة مريم البتول ، ووفقا للعقيدة الإسلامية فإن المسيح عليه السلام له منزلة خاصة فهو من أولي العزم من الرسل (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ) عليهم أكمل الصلاة وأتم التسليم . وقد بين القرآن الكريم أن الله رفع عيسى عليه السلام إلى السماء تخليصا له من محاولة الصلب ، وبشّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنزول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان ، ويعتبر هذا النزول من علامات الساعة الكبرى . إن أُخوّة النبوة التي تجمع بين محمد وعيسى وسائر الأنبياءعليهم السلام تؤكد على أن رسالتهم واحدة ، وعلى وحدة القيم والأخلاق التي دعا إليها الأنبياء جميعا ،فهي تُشعُّ من مشكاة واحدة ، ومنها خلق المحبة والتسامح مع الآخرين . فبهذه المناسبة نتوجّه للإخوة المسيحيين أبناء مدينتنا الحبيبة يافا خصوصا ، وللطوائف المسيحية في البلاد عموما بخالص التهنئة بحلول أعياد الميلاد المجيد ، وكل عام وأنتم بخير .
شاس وحقوق المرأة
في معمعة انتخابات الكنيست ال 19( ولنا حديث عنها قريبا ) وبعد أن عرض كل حزب مرشّحيه ، توجّه الطاعنون إلى القضاء لعرض طعونهم ، وكان من بين الأحزاب المطعون فيها حزب "شاس "
وكان الاعتراض على عدم إدراج أسماء مرشحات من النساء ضمن قائمة المرشحين في الحزب . فماذا كان رد " شاس " الرسمي ؟؟ كان الرد وبكل بساطة كالتالي : 1- إن معترك السياسة لا مكان فيه للنساء !!
2-إن إدراج أسماء مرشحات من النساء في قائمة المرشحين عن الحزب سيؤدي إلى عزوف اليهوديات المتدينات عن التصويت للحزب !! ( وهذا غيض من فيض لتصوّر القوم لمكانة المرأة في ديانتهم ) ، فقُبل الرد ولم ينبس دعاةُ "حقوق المرأة " و "المتنوّرون " ببنت شفة ؟! فأين هؤلاء بربكم من حقوق المرأة في الإسلام ، فحماس قد رشّحت نساء للمجلس التشريعي ونجحن ، والإخوان المسلمون والإسلاميون في الدول العربية والإسلامية قد رشّحوا نساء للمجالس النيابية والتشريعية ونجحن . ولو أن تبريرات "شاس " طرحها حزب إسلامي أو جماعة إسلامية ، لأقامت الجمعيات النسوية والمدافعون عن "حقوق المرأة" مأتما وعويلا ، ولاتهموا الإسلام بالتخلف والرجعية وهضم حقوق المرأة !!! إنه النفاق السياسي والعداوة للإسلام تتجلى في أبشع صورها . معلش لعيون " شاس " كل إشي بصير....
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]