الانترنت والفيس بوك بميزان الشرع
نعيش اليوم في عصر الشبكة العنكبوتية - الانترنت - والفيس بوك ، زمن ثورة المعلومات حيث تحوّل العالم إلى قرية صغيرة بحكم توفر وسائل اتصالات بسرعة البرق ، والتي تأتي لنا بكل عجيب ، ومن الملاحظ الإقبال بل والتهافت المنقطع النظيروعديم المثيل من الناشئة والمراهقين خصوصا ، ومن البالغين عموما للتواصل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر واليوتيوب ، ومن لا يحسن استعمال هذه الوسائل التي أصبحت لغة العصر يعتبر أمّياً .
وإن الإسلام يحثّ المسلمين ليكونوا سبّاقين في كل الميادين النافعة ، التي تجعلهم في مقدمة أو على الأقل في مصافّ الدول المتقدمة ، وإن من يتابع الكمّ الهائل من المعلومات ، والمواد التي تموج بها وتعرضها هذه الوسائل يمكنه أن يرى بوضوح أنها تحمل النافع والضار والغثّ والسمين ، لذا يجب على المسلم أن يعلم الضوابط الشرعية عند ولوجه إلى هذا العالم –إي والله إنه عالم بحد ذاته آخذ بالتوسع والانتشار- فهاكم خلاصة هذه الضوابط الشرعية كما بينها شيخي فضيلة البروفيسور الشيخ حسام الدين عفانة – نفع الله به - أضعها بين أيديكم بتصرف واختصار :
1- لا يجوز شرعا الدخول أو زيارة المواقع التي تنشر المنكرات والمحرمات والبدع والخرافات .
2- لا يجوز دخول أو زيارة مواقع التعارف وما يسمى " الصداقة " بين الجنسين ، ومواقع الدردشة (الشات) إذا كانت متضمنة للمحادثات الجنسية ، والعلاقات المحرمة ، والغزل والحديث الفاحش ، ونشر أسرار الحياة الزوجية ، والتحدث مع الآخرين من غير المحارم بلا غرض شرعي . قلت : وكم من أعراض هُتكت وبيوت دُمّرت وأسر تفككت بسبب سوء استعمال هذه الوسائل !!
3- لا يجوز عرض صور النساء على الشبكة العنكبوتية – الانترنت - والفيس بوك والتويتر واليوتيوب ، وخاصة صور المتبرجات والعاريات وأشباههن ، ويدخل في ذلك تبادل الصور بين الجنسين بأي شكل من الأشكال .
4- لا يجوز إلحاق الضرر بالآخرين عند استعمال هذه الوسائل ، كإيذاء المسلمين والناس بالتشهير بهم ، ونشر الشائعات ، والطعن في علماء المسلمين بغير حق .
5- لا بد من المحافظة على الأوقات وعدم الإسراف في استعمال هذه الوسائل وأن لا تلهي عن أداء الصلاة وغيرها من الواجبات الدينية والدنيوية . انتهى .
وإنني أتوجه إلى أولياء الأمور أن يؤدوا واجبهم تجاه أبنائهم بالنصيحة والتوجيه ، وليس بالعنف والتوبيخ لإرشادهم لما فيه نفعهم ، ومتابعة استعمالهم لهذه الوسائل (ولا ننسى الأجهزة الذكية كالأيفون والتابليت وغيرها) فهذه الوسائل يُحكم عليها بمقاصدها واستعمالاتها فلنتّق الله في أنفسنا وأهلينا .
أبناؤنا والعطل المدرسيّة
ها هو الفصل الدراسي الأول في المدارس قد طُوي ، وإنني أهنئ أبنائي وإخواني الطلبة على ما حصّلوه من العلوم النافعة ، والدرجات التحصيلية الممتازة والجيدة ، سائلا الله العلي القدير أن يوفقهم لمرضاته ، وأن يقرّ أعين آبائهم وأمهاتهم بهم .
يا أجيال المستقبل إن العطلة ستمتد قرابة عشرين يوما فكيف سيتم استثمارهذه الأيام ؟؟ هل ستُهدر في البطالة ، والاستغراق في النوم حتى الظهر ، وطول السهر، وأمام شاشات التلفاز وشاشات الحاسوب بما لا طائل من ورائه أو لربما يأتي بالضرر ؟؟
هاكم أحبتي بعض النصائح التي تعينكم على الانتفاع والاستمتاع بأيام العطل :
1- عدم تضييع الوقت بما لا ينفع ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ " .( رواه البخاري) مغبون :أي لا يقدرهما حقهما . والإمام الشهيد حسن البنا يقول : " الوقت هو الحياة " .
2- وضع برنامج محدد لما سنفعله خلال أيام العطلة ، ويشمل ذلك الترفيه وغيره ، وبذلك يتم استغلال الوقت على أفضل وجه .
3- اختيار الرفقة الصالحة ممن سنمضي معهم أوقاتنا ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " . (رواه أبو داوود والترمذي ) ، وقيل قديما : إن القرين بالمقارن يقتدي .
4- تخصيص الوقت لحفظ القرآن والحديث الشريف والعلوم الشرعية ، ومن نافلة القول الحفاظ على الصلاة في وقتها .
5- الالتحاق بالدورات النافعة كعلوم الحاسوب ، وتعلم اللغات وغير ذلك مما ينفع .
6- زيارة القدس والمسجد الأقصى المبارك بنيّة الرباط . ( ولا ننسى صحن كنافة من عند جعفر...بس لا تنسوني ) .
7- إحياء ثقافة التطوع لمصلحة المجتمع من خلال الجمعيات والمؤسسات وغيرها .
يا رجائي ...
نحتاج بين الحين والآخر إلى ما يرقق القلوب من الشعر العذب واللحن الشجيّ ، وخصوصا مع كثرة الأعباء ومشاغل الحياة وما أكثرها..
يا مدرك الأبصار لا تدري له ولكُنهه إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني في كل شيئ أستبين عُلاك
أنا كنت يا رب أسير غشاوة رانت على قلبي فضلّ سناكا
واليوم يا رب مسحت غشاوتي وبدأت بالقلب البصير أراك
يا غافر الذنب العظيم وقابلا للتوب قلب تائب ناجاكا
*مقطع من كلمات أنشودة يا رجائي (2) ، المنشد مشاري العرادة . استمع للأنشودة ، ولا تحرم روحك متعة مناجاة بارئها ...
رحم الله قارئا دعا لي ولوالديّ بالمغفرة
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]