أبو حنيفة - رضي الله عنه - مُعظّماً للقرآن ...
إن سلف الأمة الصالح أدرك بوجدانه وفكره منزلة القران العظيم ، وبالتالي كان تعظيمهم للقرآن بالقول والعمل ، وقد بذلوا ما في وسعهم لتعلّم القرآن وتعليمه لأبنائهم ولأهليهم وللناس، وقد جادوا لهذه الغاية االسامية بالغالي والنفيس ، تقديرا منهم لكتاب الله عزّ وجلّ ، ولإدراكهم أن مدار الصلاح في الدنيا ، ومناط الفلاح في الآخرة إنما يبدأ بالقران وينتهي عنده .
وقد كان هناك اهتمام ملحوظ لتعليم الأطفال كتاب الله ، وغرس محبته وتعظيمه في أنفسهم منذ نعومة أظفارهم ، وأضع بين يدي القارئ هذا النموذج الحي لإمام الأئمة وسراج الأمة ، أبو حنيفة رضي الله عنه ، فعندما أتقن ابنه حماد سورة الفاتحة وهب أبو حنيفة للمعلم خمس مائة درهم ( وكان الكبش يُشترى بدرهم )!! اسكثر المعلم هذا القدر من المال فهو لم يعلّم الطفل سوى سورة الفاتحة ، فاسمعوا أيها الأحبة ماذا قال له أبو حنيفة : "لا تستحقر (أي لا تستقل ) ما علّمت ولدي ، ولو كان معنا أكثر من ذلك لدفعناه إليك تعظيما للقرآن " . !! يا لله ما أروع هذه الكلمات النورانية ، فقد آن الأوان أيها المسلمون أن نتعلم كيف نُدخل تعظيم الكتاب العزيز إلى نفوس أبنائنا وأن نُشرب محبته في قلوبهم ، فالدروس الخاصة لتعليمهم اللغات الأجنبية والعلوم الدنيوية ليست بأهم من كتاب الله سبحانه وتعالى ، أم أنها كذلك ؟!
فلسطينيو ال48 والكنيست ...
في هذه الأيام تعمل الأحزاب العربية المنخرطة في العمل السياسي من على مسرح الكنيست الإسرائيلي بجهد متواصل ، وعمل دؤوب للترويج لبضاعة هذه الأحزاب ، وذلك من خلال اللقاءات المكثفة بالجماهير العربية ، ومن خلال الحملات الإعلامية الضخمة التي يموّلها الكنيست الإسرائيلي القلب النابض للمشروع الصهيوني .
ويأخذ هذا الجهد منحى تصاعديا كلما اقترب موعد انتخابات الكنيست ال 19 - كما هو الحال في كل دورة انتخابية - ، وبالطبع إن الأحزاب العربية - كغيرها من الأحزاب - تعرض برامجها الانتخابية على جمهور الناخبين العرب ، وتشمل هذه البرامج الطروحات في الجانب السياسي ، والاجتماعي ، والاقتصادي ، والديني ، وحقوق المرأة ...إلخ .
وهنا لا بد من إثارة أسئلة غاية في الأهمية ، لنتمكن من تحديد موقفنا من انتخابات الكنيست ضمن دائرة المصالح والمفاسد ، ولا بد أن تكون الإجابة عن هذه الأسئلة بطريقة علمية وبتجرد تام ، بعيدا عن التعصب الحزبي ، والشعارات الرنانة ، والتهويل المصطنع البعيد عن الواقع ، والمنهج العلمي ولغة الإحصائيات والأرقام ، وهذه الأسئلة كالتالي:
1- ما هي الإنجازات الحقيقية التي قدمتها الأحزاب العربية - مجتمعة - للتعامل مع الملفات المصيرية المتعلقة بواقع فلسطينيي ال 48 على شتى الصعد ؟ 2- هل يستحق الكنيست منا الجهود المبذولة للمشاركة في اللعبة السياسية ، بالنظر إلى كم ونوع الإنجازات التي تم تحقيقها حتى كتابة هذه السطور ؟ 3- من المستفيد الأكبر من مشاركة فلسطينيي ال48 في الكنيست ، الدولة العبرية أم نحن ؟ 4- لماذا لم تتحد الأحزاب العربية منذ عقود ضمن حزب سياسي واحد ، مع أن قضايا وهموم الداخل الفلسطيني واحدة ، أم هناك مصالح حزبية هي أكبر من القضايا المصيرية لجماهير الداخل الفلسطيني تحول دون هذه الوحدة السياسية ؟ 5- لماذا يزداد عدد المقاطعين من الجماهير العربية ضمن تيار المقاطعة لانتخابات الكنيست ، حتى بلغت نسبة المقاطعة لأسباب سياسية زهاء 50% في الدورة الانتخابية الأخيرة ؟ 6- هل هناك بديل لكون الكنيست السقف الأعلى لقضايا وطموح فلسطينيي ال 48 ؟ 7- ماذا قدم المقاطعون للكنيست لفلسطينيي ال48 في قرابة عقدين ، نسبة لما قدمته الأحزاب العربية قاطبة على مدار عقود ؟ - يتبع -
محمد رسول الله ...
ها هي أنوار مولد خير البرية تلوح من بعيد (12 من ربيع الأول ) ، هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله - عزّ وجل - رحمة للعالمين قال تعالى : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " ( الأنبياء :107 ) قد أشرقت أنواره على العرب والمسلمين ، بل وفاح عبق نبوته على مشارق الأرض ومغاربها ، تمهيدا لانتشار الإسلام في ربوع العالمين ، لتسعد البشرية بميلاد أحمد صلى الله عليه وسلم ، ومن بشائر هذا الفتح الرباني ما نقله موقع " قصة الإسلام " عن قيام شركة مياه أسترالية بكتابة حديث النبي صلى الله عليه وسلم " ... لا تسرف ولو كنت على نهر جار " على قناني الماء في أستراليا. قلت : والنص في المصادر الحديثية عن سعد بن أبي وقاص " ...أفي الوضوء إسراف ؟ قال : نعم ، وإن كنت على نهر جار " .( ضعفه الألباني في إرواء الغليل) .
وهاكم النص باللغة الانجليزية :
" DO NOT WASTE WATER EVEN IF YOU WERE AT RUNNING STREAM "
PROPHET MUHAMMAD .
نعم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كانت أستراليا تلتزم هدي النبي في هذا الباب ، لما في ذلك نفع للناس ، ألسنا أولى الناس بالتزام هديه ، والتمسك بسنته ، والذب عن دينه ؟؟ قال تعالى :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ... " . ( آل عمران :31 ) صلوا عليه وسلموا تسليما .
* للاستشارة والنصيحة يمكن التواصل على [email protected]
رحم الله قارئا دعا لي ولوالديّ بالمغفرة
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]