بداية أتوجّه إلى أهالي المتوفين بخالص لتعزية سائلا الله عز وجل أن يغفر لموتاهم ، وأن يأجرهم في مصيبتهم ، وأن يلهمهم الصبر والسلوان ، كما نتضرع إلى الله العلي القدير أن يمن على المصاب أحمد نجار بعفوه ، وأن يلبسه ثوب العافية اللهم آمين .
كنت بالأمس أتجاذب أطراف الحديث مع أحد الإخوة عن أحوال شباب مدينتنا الحبيبة يافا ، وعن مستقبل هؤلاء الشباب في ظل الظروف الصعبة التي تحيط بنا ، وكان من ضمن ما تحدثنا عنه حالة العنف المنتشرة في صفوف الشباب ، وكثرة حوادث الطرق ، ومن ثم افترقنا وكلنا أمل أن يصلح الله حالنا إلى أفضل حال.
في صبيحة هذا اليوم طالعتنا وسائل الإعلام وخصوصا المحلية منها بتفاصيل خبر الفاجعة التي حلّت على أهالي مدينة يافا بوفاة ثلاثة من الشبان ، وإصابة رابع بجراح بليغة إثر تعرضهم لحادث طرق فجر اليوم ، وخلال النهار كان هذا المصاب الجلل حديث اليافيين - كل اليافيين - ومن خلال ما سمعت وفي ضوء ما تنامى إلى سمعي عن ما يتناقله الناس حول هذه المصيبة التي حلت بمدينتنا رأيت من الواجب أن أنصح نفسي والناس بالأمور التالية :
1-أن نتعظ من هذه المصيبة وأن نتذكر أن الموت هو مصيرنا جميعا قال تعالى : " كل نفس ذائقة الموت ..." .
2-أن نبادر بالتوبة إلى الله فالموت يأتي فجأة ، وكان من الممكن أن يكون أحدنا مكان أحد الشباب المتوفين .
3-أن نتقي الله في كل ما نقول ، وأن لا نكون من الذين يسعون إلى التفكه بفضح ما ستره الله ، ولنسأل الله جميعا حسن الختام .
4-أن لا نكون ممن يشنّفون أسماعهم للتلذذ بالشائعات ونشرها بين الناس . قال تعالى : " وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم " .
5-أن نشارك في تعزية أهالي المتوفين بالرغم من صعوبة الأحوال الجوية ، فهم الآن أحوج ما يكونون إلى المواساة والتخفيف عنهم
6-أن نحسن استعمال السيارات ووسائل النقل حتى لا تتحول إلى أداة للقتل ونشر الأسى والحزن بين الناس .
وأخيرا أتوجه إلى الشباب : إن الله قد أنعم عليكم بالشباب والصحة والفتوة ، فلنستغل هذا النعم في طاعة الله ، ولنسارع بالتوبة ورفع راية الصلح مع الرحمن الرحيم الذي يقبل توبة العاصين ويفرح بها ، وإياكم والتسويف والتأجيل فالموت لا يفرق بين صغير وكبير ، فالتوبة التوبة قبل فوات الآوان قال تعالى : " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ".
دعاء
اللهم اغفر لهم اللهم تجاوز عنهم اللهم اجعل قبورهم روضة من رياض الجنة واجمعنا وإياهم على حوض حبيبك محمد بن عبد الله لنشرب من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا اللهم واهد شباب وشابات المسلمين . اللهم آمين
رحم الله قارئا دعا لي ولوالديّ بالمغفرة
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]