كنت في زيارة لبيت عمي الحاج شعبان بلحة. وذكرت أمامه أنني قادم من تدريب شبيبة أبناء يافا. وخلال دقائق دار بنا الزمن لنعود إلى يافا ما قبل النكبة وبالتحديد في منطقة البصة .
هو نفس المكان الذي أقيم عليه ملعب بلومفيلد. كان سابقا ملعب النادي الاسلامي المعروف. سألت ,هل تذكر أسماء اللاعبين في ذلك الوقت ضحك وقال طبعا وبدأ يسرد أسماء اللاعبين حارس المرمي عبد الغني الهباب وفي الدفاع ابو جمال الشنطي وفي الوسط فخر( الذي استشهد دفاعا عن يافا في الجناح الايسر كان اللاعب زكي الدجاني وكان في الفريق ثلاثة من أبناء عائلة الدعدع مصطفى وكان كابتن الفريق وإبراهيم في الدفاع ويوسف جاء بعدهم وكان لاعب آخر أسمه الحج مير والقمبرجي وإسماعيل النجار والكابوك وطبعا الهداف سماره الذي كان يعمل في سكة الحديد في المنشية.
وذكر لي آخر مباراة جرت بين فريق النادي الاسلامي والنادي الارثوذكسي خلال الحرب وكان قد ترك عدد كبير من اللاعبين بلدهم ورحلوا إلى المجهول.
وكانت هي المرة الاولى التي يخسر فيها النادي الاسلامي مباراته أمام النادي الارثوذكسي. فيما بعد انضم الحاج شعبان بلحة أطال الله في عمره لإدارة فريق الإتحاد الذي صعد من الدرجة الثالثة إلى الأولى وأصبح أحد أهم الفرق في الوسط العربي حيت لاقى اهتماما قطريا وتشجيعا من المئات. خليل الاسمر وفوزي وأحمد أبو شميس واحمد سكحفي وعطا ابو دية رحمه الله وخميس دكة ورفعت ترك وشريف ترك وخليل منيعي وكوكبة من اللاعبين لم أذكرهم ولكنهم تركوا بصمات على كرة القدم في يافا وهي الرياضة الوحيدة التي نمارسها في يافا حاليا.
أتردد إلى الملعب في الآونة الاخيرة وأتابع فريق شبيبة أبناء يافا الارثوذكسي بعد الوحدة التي تمت قبل حوالي العام. هناك ما يقارب ال 150 لاعب من الاجيال المختلفة يلعبون ضمن الفريق من جيل 8 سنوات ولغاية 20 وما فوق. وكما هو معروف منذ سنوات أن الفريق يعاني من نقص في اللاعبين مما يضطر الادارة لجلب لاعبي تعزيز لمنع هبوط الفريق إلى الدرجات السفلى. قبل أيام شاهدت فريق أبناء يافا في مباراته أمام فريق قلنسوة وهو في المركز الثاني بينما فريق أبناء يافا في المركز الحادي عشر.
صورة من مرافقة السيد عبد القادر السطل في تدريبات الفريق
دخلت الملعب وتحدثت مع اللاعبين وقلت لهم أنكم تلعبون اليوم من أجل النصر أولا وهو إنجاز لكم أولا ثم ليافا. أقول لكم بصراحة أنني كنت مندهشا من التفاني والمجهود الكبير الذي قام به أولادنا حيث تم التغلّب على الفريق الضيف في الدقيقة ال 90 . وهذا الاسبوع سيلتقي الفريق مع فريق أبناء الطيرة . وهنا أوجه نداء بداية الى أهالي الاولاد بل الشباب الواعدين راجيا إياهم أن يحضروا المباراة يوم السبت ويشجعوا أبنائهم الذين اختاروا الرياضة وبالتحديد كرة القدم على التسكع في الشوارع ونحن نعلم جيداً ما آلت إليه الأوضاع في أحيائنا من عنف وجريمة. الرياضة تحمي أولادنا وتنمي فيهم روح المنافسة والتفوّق والتألق.
كلنا يريد جيلا أفضل لبلدنا الحبيب يافا. كلنا يطمح لأن يكون أبنه نجما لامعا في العلم والرياضة لذلك علينا أن نشجع أبنائنا على الرياضة ونحفزهم على الاندماج في فرقنا العربية. وإلى أبناء يافا عامة نقول لا تبخلوا علينا بزيارة إلى الملعب الوحيد .علينا أن نحضر المباريات لتشجيع ألفرق المختلفة وهنا أوجه كلمة شكر لكل القائمين على هذا المشروع الصحي لأبناء يافا فالعقل السليم في الجسم السليم فإذا كان العنف هو المرض فالرياضة هي العلاج.
عبد القادر سطل
متطوع لمساعدة فريق أبناء يافا الارثوذكسي
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]