ليس صدفه اختيار الإسلاميون في تونس اسم حركة النهضة الإسلامية , وليس صدفه اختيار الإسلاميون في مصر اسم الحرية والعدالة , وليس صدفه اختيار الإسلاميون في المغرب اسم العدالة والتنمية كما في تركيا , نهضة , حرية.
عدالة , تنمية , لو دققنا في هذه المفردات التي اختارها الإسلاميون أسماء لأحزابهم , لوجدناها تحمل المعاني التي يطمحون إلى تحقيقها في بلدانهم , ابتداء بالنهضة وتعني النهوض من الكبوات والعثرات ونفض غبار الذل الذي تجرعه الشعب التونسي سنوات طويلة من جراء التبعية للغرب , واسم الحرية والعدالة الذي اختاره الإسلاميون في مصر , الحرية التي هي أساس العيش الكريم والتي هي أول من نادى بها ورسخها هو الإسلام في قولة عمر بن الخطاب الشهيرة , متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
والعدالة التي هي أساس الحكم , والتي تعني رفع الظلم عن المظلومين وإعطاء كل ذي حق حقه أي أن يأخذ كل مواطن ما له ويؤدي ما عليه , والتنمية التي تعني نمو الاقتصاد الذي يجنب الدولة ومواطنيها ذل السؤال والتسول , ويكفل للمواطنين العيش بكرامه , ونمو الاقتصاد يشمل الزراعة والصناعة والثروات الطبيعية من بترول وغاز ومعادن مختلفة , هذه هي الأهداف التي يصبو الإسلاميون إلى تحقيقها في بلدانهم , في ظل حكم ديمقراطي حقيقي , السؤال هل يسمح أدعياء الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان بذلك ؟ الإجابة في الأحداث الجارية في تونس وليبيا ومصر والجزائر واليمن وسوريا والصومال والعراق.
الديمقراطية تختلف من بلد لآخر , تختلف باختلاف الدول وولاءاتها لأمريكا والغرب , إذا خرج الحزب الحاكم عن طوع أمريكا والغرب ورفض الاملاءات الأمريكية والغربية يصبح حزبا غير ديمقراطي أي غير صالح للحكم.
أما إذا أعلن ولاءه وطاعته للبيت الأبيض وللغرب ساعتها يحظى بالقبول والرضا , ويصبح شكل الحكم ونوع النظام ديمقراطي أو دكتاتوري أمرا شكليا ومجرد تسميه لا قيمة لها.
والشاهد على ذلك الانتخابات التي جرت في غزه والضفة الغربية وبرقابه دوليه كان على رأسها جيمي كارتر الرئيس الأسبق للوليات المتحدة , لما فاز فيها الإسلاميون أصبحت بين يوم وليله غير ديمقراطيه , ومن قبلها الانتخابات في الجزائر والتي فاز فيها الإسلاميون فانقلب عليهم العسكر صنيعة الاستعمار الفرنسي , ومنعوهم من تسلم الحكم وإدارة البلاد , فالديمقراطية في مفهوم أمريكا والغرب لها مقاسات ومعايير مختلفة تختلف باختلاف الدول وولاءاتها لأمريكا والغرب , فمن كان ولاؤه لله ولوطنه فهو خارج دائرة الديمقراطية , وهو اقرب إلى دائرة الإرهاب.
سعيد سطل ابو سليمان
29 . 1 . 2013
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]