عندما يوظفُ الإعلام في الخلافات والنزاعات التي تنشأ بين الدول أو بين الشعوب والأنظمة، فهو اشد خطرا من الآلات العسكرية المدمرة والقاتلة، فالإعلام هو الذي يؤجج الصراعات، ويؤزّم الأوضاع بين الدول حتى الشقيقة منها، حتى في داخل الدولة الواحد بين الشعب والنظام كما هو حاصل في مصر، وسائل العلام وخاصة الفضائيات هي المسئولة عن كل يجري في مصر من قتل وتخريب ودمار وعدم استقرار، وبخاصة وسائل الأعلام المأجورة والرخيصة التي تموّل من الخارج هي التي تتاجر بدماء الشعوب، وما أكثرها في مصر وخارجها.
ولا يخفى على احد ما للخبر المصحوب بالصورة من تأثير على المُشاهد، وغالبية المشاهدين يصدرون أحكاماً ويتخذون موقفا من هذه الجهة أو تلك بناء على ما يشاهدونه في وسائل الإعلام المرئية، مثال على ذلك، إن حقيقة ما يجري في سوريا من تفجيرات ومن قتل ودمار وتخريب وانتهاكات للحرمات، لا يعلم حقيقته سوى المتواجدين أنفسهم على الأرض السورية وفي ساحات القتال، وكل من هو خارج ساحة القتال على امتداد العالم العربي والإسلامي والغربي المتابع لما يجري في سوريا، يبني رأيا ويتخذ موقفاً مما يجري وفقا لما يشاهده على شاشات الفضائيات.
ومن الفضائيات الرخيصة والمأجورة من تستهدف المشاهد العربي محليا وإقليميا، وتعمل في دأب على مدار الساعة في الليل والنهار في نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق وتشويه الصورة، مما جعل حقيقة ما يجري في سوريا يختلط على الكثيرين من مختلف فئات الشعب العربي على امتداد الوطن العربي، يتصدر هذه الفضائيات قناة الجزيرة وقناة العربية، منذ عامين تدار ضد سوريا حربٌ إعلامية شرسة تقودها هاتان القناتان، ما تبثه من أكاذيب وأضاليل هو الذي يؤزم الوضع هناك، يعتمدون ألفاظا مضلله في جميع نشراتهم، يطلقون على المرتزقة المأجورين اسم الثوار.
الثوار والثورة السورية, وهذه أكذوبة كبرى، حقيقة الأمر لا توجد ثوره ولا ثوار انما يوجد مرتزقة، يوجد أدوات تعمل لحساب ووفق أجندة خارجية على تدمير سوريا، الثوار لا يدمرون المرافق الحيوية في البلد، لا يدمرون المدارس والمستشفيات وأنابيب البترول وخطوط السكك الحديدية، الثوار لا يقتلون الأبرياء من الموطنين، الثوار لا يعتدون على حرمات البيوت، الثوار لا ينهبون الدكاكين والمحال التجارية، الثوار لا يفجرون سيارات مفخخة في الأماكن العامة والحساسة لقتل اكبر عدد من المواطنين، هذه التفجيرات تصنّف جرائم حرب، لا صلة لها بالثورة بتاتا.
ما يدور في سوريا خلفيته سياسيه، لا علاقة له بالإصلاح ولا بالحريات ولا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان، القضية قضية تصنيف دول الشرق الأوسط على قاعدة أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق بوش، (من ليس معنا فهو ضدنا) الآن في هذه اللحظة يغيّر الرئيس السوري وجهته نحو البيت الأبيض، ينتهي ما يسمونه بالثورة، وتتوقف الجرائم وأعمال العنف من قبل المسلحين المأجورين، ويصبح الرئيس السوري من المقربين، أمريكا صرّحت بذلك في بداية الحراك منذ أيامه الاؤلى أعلن اوباما ووزيرة خارجيته بصريح العبارة إذا فكت سوريا ارتباطها مع إيران وحزب الله وحماس يعود الهدوء والاستقرار إلى سوريا فورا وكلمه أخيره إلى الذين يدورون في الفلك الأمريكي يسبحون بحمد أمريكا انتم لستم بمنأى عن الحراك الشعبي، أولى بكم أن تهتموا بشؤونكم الداخلية وإصلاح نظام الحكم في بلدانكم.
فالحراك الشعبي على أبوابكم وربيبتكم أمريكا ستتخلى عنكم كما تخلت عن مبارك وزين العابدين والقذافي وعبد الله صالح، لا صداقة في السياسة السياسة مصالح، فحيثما المصلحة فثم الدعم والتأييد الأمريكي والغربي.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]