شبابنا إلى أين ...
على خلفية مقتل الشاب محمد صوصة
إن من نعم الله التي لا تحصى علينا وعلى الناس هي نعمة الشباب ، فكل الخير في الشباب لأنهم هم الوقود الذي يزوّد الأمة بالطاقة اللازمة لأداء دورها ، على النحو الذي خطّه الله لهذه الأمة ، وأما على مستوى الأفراد فإن الفرد يمكنه من خلال نعمة الشباب أن ينشط ويتحرك ، ويستفيد من حركته هذه دوائر كثيرة أهمّها الدوائر الثلاث التالية :
1- ينفع نفسه على شتى الصُعُد .
2-ينفع أُسرته وأهله .
3-ينفع محيطه ومجتمعه .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه " . رواه الترمذي وقال : حسن صحيح .
نعم لا بد من أن نتعامل مع نعمة الشباب على هذا الأساس ، وأن نربّيَ أبناءنا من خلل هذا المنهج النبوي الشريف ، ليدركوا قيمة الشباب ، وبالتالي لا يهدروا شبابهم فيما لا ينفعهم ، بل في كثير من الحالات ينتهي الأمر ببعض شبابنا إلى الانحراف بشتى أنواعه – نسأل الله السلامة – وقد يصل الأمر إلى القتل وسفك الدماء المعصومة !! فمن المسئول بربكم أيها الناس ؟؟ من المسئول عن ضياع شبابنا ؟ من المسئول عن خسارة زهرات لم تُينع بعد ؟ من المسئول عن آلام ودموع وحسرات الأمهات الثكالى ؟ من المسئول عن انغماس الشباب في مستنقعات الرذيلة والفساد ؟ من المسئول عن تسكع الشباب في الشوارع ، والمقاهي حتى الهزيع الأخير من الليل ؟ من المسئول عن تفاهة آمال وطموح الجيل الصاعد ؟ من المسئول عن ضياع مستقبل مجتمعنا بضياع شبابه ؟؟؟
الحقيقة أننا جميعا نتحمل المسئولية أمام الله ، ومن ثم أمام مجتمعنا ، كل منا في موقعه : في البيت ، وفي المدرسة ، وفي المسجد ، وفي النوادي ، وفي الأحياء والحواري ... وفي كل موقع يمكننا أن نحدث فيه التغيير لمصلحة الأفراد والمجتمع . فهل من مجيب ؟ اللهم إني قد بلّغت اللهم فاشهد .
جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر الجيوش أخلاقية في العالم !!!
أقام جيش الاحتلال قبل عدة أيام لجنة تحقيق للبحث في مقتل سبعين فلسطينيا من أبناء شعبنا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة !!
إن هذا الفعل لا يمكن أن يصدر إلا عن جيش يتمسك بالأخلاقيات العسكرية على أكمل وجه ، وقد رأينا ترجمة ذلك من خلال مئات الأطنان من باقات الورود والرياحين التي كان الطيران الحربي يدكّ بها قطاع غزة المحاصر – اللهم فك الحصار عن إخواننا في غزة وفلسطين وفي كل مكان – كما وظهر الحس الإنساني وفيض الرحمة لجيش الاحتلال ، من خلال قذائف المسك والعنبر التي كان يطلقها سلاح مدفعيته على البيوت والعمارات ، ولا ننسى طبعا صناديق ألعاب الأطفال ، التي كانت تحملها الصواريخ التي كانت تطلقها بوارج سلاح البحر للترفيه عن أطفال غزة الأبطال !! أظن أنه وبعد هذا العرض الموجز لبعض أجوانب خلاقيات جيش الاحتلال فإن أحدنا من شدّة التأثر بلغ حالة من الغثيان تجبره على التقيؤ ،لا بل ربما أكثر من ذلك !!
يريد الاحتلال التحقيق في مقتل سبعين فلسطينيا من " المدنيين " كما وصفهم جيش الاحتلال ، فماذا عن المعطيات التالية :
1-162 شهيدا منهم 43 طفلا ، و15 امرأة ، و18 مسّنا .
2-1222 مصابا من بينهم 431 طفلا ، و207 سيدات ، و88 مسّنا .
أم أن هؤلاء يا أكثر الجيوش أخلاقية في العالم ليسوا " مدنيين " ؟؟!! بل لعلهم " إرهابيون " كانوا يطلقون الصواريخ التي دوّت أصوات انفجاراتها ، وتطايرت شظاياها في صميم قلب تل أبيب ؟؟ اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل .
ألا تُفاً لجيش هذه " أخلاقياته " التي لا يتردّى إليها أشد الوحوش فتكاَ ، فالوحوش هذه هي فطرتها ، أما جيش الاحتلال فلقد انسلخ عن آدميته – هذا إن كان آدمياً - منذ أن احتل الأرض الفلسطينية وولَغ بعد ذلك في دماء الفلسطينيين ، من خلال المجازر وشـتى وسائل العنف والإجرام الساديِّ ، بحق شعب صامد يأبى الخضوع إلا لله .
أضفيتَ على الحسنِ العبَقا ...
لا نزال نعيش مع نسائم المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، ومن يقرأ في سيرة الحبيب لا شك أنه يتأثر بالغ الأثر، ويزداد إيمانه بحبه لرسول الله - بأبي وإُمي هو صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين - ولكن في المقابل بالإضافة للقراءة يمكن لارواحنا أن تسبح في بحور النور، من خلال الإنشاد الذي يتخصص في مدح الرسول ، وسرد سيرته العطرة .
وقد تميّز في هذا الباب المنشد الكويتي الشيخ مشاري بن راشد العفاسي ، والذي – شخصيا - تبتهج روحي ، ويتمايل قلبي طربا عند سماعه ينشد في باب المديح ، والشمائل والسيرة النبوية .
ومن أروع ما أنشده العفاسي – برأيي – أُنشودة : أضفيت على الحسن العبقا ، وهاكم إخوتاه بعض أبياتها :
أضفيتَ على الحسن العبَقا فالورد تضوَّع واعتنقا
حسّن يا ربّ لنا الخلُقا طهّره فلا يحوي نزَقا
كم أثنى الله على خُلُق في أحمدَ أصدق من صدقا
قد أدّب ربي مرسَلَه هو أكرمُ من ربي خلقا
تضوع المسك ونحوه : تحرك فانتشرت رائحته
للنصيحة والاستشارة يمكن التواصل على : [email protected]
رحم الله قارئاً دعا لي ولوالديّ بالمغفرة
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]