الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
انتشر بين فتياتنا وفتياننا الاحتفال بما يسمى عيد الحب (يوم "فالنتاين") وهو اسم قسيس يعظمه النصارى يحتفلون به كل عام في 14 شباط، ويتبادلون فيه الهدايا والورود الحمراء، ويرتدون الملابس الحمراء، فالحكم هو كما يلي:
أولًا: لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة، لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع، فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [متفق عليه]. أي مردود على من أحدثه.
ثانيًا: فيه مشابهة للكفار وتقليد لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبّه بهم فيما هو من ديانتهم، وفي الحديث: "من تشبه بقوم فهو منهم" [رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن أبي شيبة].
ثالثًا: ما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمون من التحفظ، فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها.
وعلى هذا فلا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام، حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة.
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]