لو تتبعنا مسلسل الاغتيالات منذ بدء الإسلام حتى يومنا هذا ابتداء بالخليفة الثاني عمر رضي الله عنه , مرورا بعثمان وبعده علي , وصولا إلى العلامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي , لوجدنا أن المستهدف هم النخبة من أبناء ألامه , هم القادة والعلماء , واستهداف النخبة استهدافٌ للأمة بأسرها , لأنه جاء في الأثر إذا صلح الأمراء والعلماء صلحت الأمة , وذا فسد الأمراء والعلماء فسدت الأمة , فهم القلب النابض في جسد الأمة , إذا صلح هذا القلب صلح الجسد كله , وإذا فسد القلب فسد الجسد كله , ومن المفارقات العجيبة أن معظم الاغتيالات نفذتها أيدي إسلاميه مأجورة , وعدد قليل منها نفذتها أيدي أجنبية بالتعاون مع جهات إسلاميه عميله , ولولا تعاون العملاء مع العدو بتقديم المعلومات عن الشخصية المستهدفة لما تمكنت إسرائيل من اغتيال العشرات وربما المئات من علماء الذرة المصريين والعراقيين والإيرانيين وغيرهم , والعشرات وربما المئات من القيادات العربية والإسلامية , وعلى رأسهم القيادات الفلسطينية أمثال أبي جهاد وفتحي ألشقاقي والشيخ احمد يس , وقيادات المقاومة الإسلامية في لبنان وسوريا أمثال القائد عماد مغنيه والمبحوح والقائمة طويلة , هؤلاء جميعا لولا تعاون العملاء العرب والمسلمين مع المخابرات الإسرائيلية , وتقديم المعلومات ألدقيقه والمفصلة عنهم , لما تمكنت إسرائيل من الوصول إليهم وتصفيتهم جسديا , بالرغم من فداحة الخسارة بفقدان هؤلاء الأعزاء , لعلنا نلتمس لإسرائيل عذرا في تصفيتهم , لان هؤلاء النخبة باعتقادها يشكلون خطرا استراتيجيا على وجودها , فهي إنما قامت باغتيالهم حماية لوجودها المهدد , فالاغتيالات التي تقوم بها بنفسها أو بالوكالة عنها , أمر مبرر في عُرفها وعقيدتها القتالية , وفي أعراف الدول الداعمة والمؤيدة لها وعلى رأسها أمريكا وأوربا , والكثير من الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها ما يسمى بدول الاعتدال ,
لعلنا كما قلت آنفا نتفهم دوافع إسرائيل الباعثة على ارتكاب جرائم الاغتيالات للنخب من القادة والعلماء العرب والمسلمين الأخطر من ذلك على الأمة العربية والإسلامية , والأكثر دموية وألما , أن تستباح أرواح ودماء وأموال وأعراض المسلمين بفتوى تكفيرية , يصدرها جاهلٌ متنسك أو عالمٌ متهتك , كم من الأعراض انتهكت ؟ وكم من الدماء سفكت ؟ وكم من الأرواح أزهقت ؟ في باكستان والعراق وفي سورية بفتوى تكفيرية , وآخرها كان اغتيال الشيخ العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي , وما يزيد على أربعين مسلما كانوا جلوسا حوله يستمعون إلى درسه الديني , تمزقت أجسادهم إلى أشلاء تطايرت في جميع أنحاء المسجد, بتفجير انتحاريٌ مُضلل نفسه بينهم , ما كان لهذا المُضلل أن يفجر نفسه إلا بفتوى شيخ مُضَلِل من التكفيريين , هؤلاء التكفيريون اشد خطرا على الأمة من أعدائها الأجانب , يجب على تجمع علماء المسلمين في العالم التصدي لهؤلاء الجهلة المضللون ولجمهم وملاحقتهم في كل مكان لمنعهم من إصدار الفتاوى التكفيرية المدمرة , والله غالب على أمره
سعيد سطل ابو سليمان 23 /3 / 2013
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]