بين الخليفة عبد الحميد الثاني والعثماني الجديد أردوغان ...
على خلفية خضوع الكيان الإسرائيلي للمطالب التركية .
بعد مرور سنوات على الهجوم الوحشي من قبل الجيش الإسرائيلي على سفينة الإغاثة الإنسانية "مافي مرمرة " لفك الحصار عن قطاع غزة ، والذي أدى إلى استشهاد تسعة مواطنين أتراكا كانوا على متن السفينة ، لم يجد الكيان الإسرائيلي بُدّا من الخضوع للمطالب التركية ، وعلى رأسها الاعتذار للشعب التركي ، وتعويض أُسر الشهداء ، هذا الاعتذار الذي حاول الساسة الإسرائيليون الادعاء بأنه لن يُقدم في يوم من الأيام ، وذلك بسبب ما اعتاده هؤلاء الساسة في ظل حالة الذل والهوان التي كانت تعتري الزعماء العرب ( قبل الربيع العربي طبعا ) ،فإذا بهم يُفاجؤن بموقف يحمل في طياته كل معاني العزة والكرامة الإسلامية. لقد أصرّ الشعب التركي بقيادة البطل المسلم " أردوغان " على مطالبه ، مؤكدا للكيان الإسرائيلي ومن وراءه ، أن المنطقة والعالم على أعتاب مرحلة جديدة ، هي عصر ظهور الإسلام وأهله ، وبالمقابل هي مرحلة أُفول نجم الظلم والظالمين !
إن الموقف المشرف الذي أظهره أردوغان للكيان اللإسرائيلي ، ليس وليد الحدث ، أو نتاج المرحلة ، ولكنه تراث يعود لدولة الخلافة العثمانية ، التي رفعت راية الكتاب والسُنة ، وخدمت الملة المحمدية ( واللفظ من الأدبيات العثمانية ) ودافعت عن الإسلام وأهله في العالم لعدة قرون .
وبما أن الحديث عن موقف الزعيم المسلم أردوغان في مواجهة العنجهية والوحشية الإسرائيلية ، وانتصار الإرادة السياسية التركية ، فلا بد من الوقوف مع المشهد التالي لخليفة المسلمين " عبد الحميد الثاني " أنزل الله شآبيب الرحمة على روحه ... في مواجهة دجّال الصهيونية " هرتسل " عندما أراد أن يساوم السلطان عبد الحميد الثاني –رحمه الله - عن أرض فلسطين المباركة ! فقد حاول الصهيوني الصغير إغراء الخليفة المسلم بخمسين مليون جنيه ذهبا إذا ما سمح لليهود بأن يستوطنوا فلسطين في ظل الحكم العثماني ، ولكن السلطان رفض ذلك العرض على الرغم من الأزمات المالية الحادة التي كانت تجتازها الإمبراطورية آنذاك .
وهاكم كلمات الخليفة عبد الحميد الثاني – والتي حُق لها أن تُكتب بماء الذهب - ، ووالله إنها لتخرج وكلمات أردوغان من مشكاة واحدة ! خاطب السلطان الوسطاء قائلا : "انصحوا الدكتور هرتسل بأن لا يتخذ خطوات جديدة في هذا الموضوع ، إنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض ، فهي ليست ملك يميني ، بل ملك شعبي . لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه . فليحتفظ اليهود بملايينهم إذا مُزّقت إمبراطوريتي ، فلعلهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين . ولكن يجب أن يبدأ ذلك التمزيق أولا في جثثنا ، فإني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة .. " .
نعم إنها عزّةُ المسلم ، والتي توارثتها الأجيال ، حتى جاء عصر " الفاتح " أردوغان العثماني الجديد ، لتأتلق هذه العزّة من جديد وفي ذات القضية ، قضية فلسطين ، والأقصى دُرّة تاجها ... فنم قرير العين يا خليفة المسلمين فإن من عرضوا عليك بالأمس المال للتنازل عن فلسطين ، ها هم اليوم يخضعون لطلبات أحفادك العثمانيين الجدد ، وسيدفعون الأموال ، ولكن ليس من باب المساومة والرشوة ، ولكن من باب الذل والهوان ، إي والله بعد الأعتذار سيبذلون الأموال عن يد وهم صاغرون .
فيا أيها العرب والمسلمون : إن الثبات العنيد على الحق والثوابت لا بُد أن يؤتي أُكله ولو بعد حين . يسألونك متى هو ؟ قل : عسى أن يكون قريبا ...
لا تكرهوا البنات ...
عنما أشرقت شمس الإسلام على العالم كان العرب يكرهون البنات خشية العار ، وقد وصف القرآن حال أحدهم عندما تولد له الأُنثى ، قال تعالى : " ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{59} ))النحل.
فنهى الإسلام أتباعه من التفرقة بين المواليد الذكور والإناث ، وبيّن القرآن أن مرجع جنس المولود إنما أمره إلى الله ، قال تعالى : (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ . أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) الشورى/ 49 ، 50.
بل أكثر من ذلك ، فقد أوصى نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بالبنات خيرا ، وذلك من باب عناية الإسلام بالبنات ، وحفاظا عليهن وعلى حقوقهن ومكانتهن ، فاسمعوا أيها المسلمون ، بل فلتسمع الدنيا بأسرها إلى حديث النبي ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات " .رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة .
صدقت بأبي وأمي أنت سيدي يا رسول الله ، فما أرحم البنات على آبائهن وأمهاتهن، رحمة دائمة لا تنقطع. اللهم آنسنا ببناتنا ، وأدم أُنسهن لنا، واحفظهن ، واسترهن في الدنيا والآخرة ، واجعلهن حجابا لنا من النار. اللهم آمين
من وجد الله فمادا فقد ...
من الأقوال الشائعة عند أهل السلوك : " من وجد الله فماذا فقد ؟ ومن فقد الله فماذا وجد ؟ ".
إنها الحقيقة التي ربّى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عليها ، فمن نال رضوان الله ومعيّته ، فإنه قد بلغ الغاية التي يسعى إليها المؤمن ، وبعد ذلك فإنه لن يحزن عل ما فات ، ولن يصيبه الهمّ على ما قد يصيبه ، لأنه يعلم أن الله واقيه وكافيه ، فمن كان هذا حاله ، فماذا عساه يكون قد فقد ؟
والعكس صحيح ، فمن لم يكن في معيّة الله ورضوانه ، ولو كانت له الدنيا – كل الدنيا – ولكنه قد وكله الله إلى نفسه ، إلى الهموم والغموم والأحزان والمكدّرات وضيق الصدر ، فمن كان هذا حاله فماذا يكون عساه وجد بعين الحقيقة ؟
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك ، فوَضنا أمرنا إليك ولا حول ولا قوة إلا بك .
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]