أنهت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث وبالتعاون مع جمعية "ميراثنا" التركية لحماية التراث العثماني مؤخرا المرحلة الثانية والأخيرة من مشروع ترميم وصيانة مسجد "البحر" في مدينة يافا . وتمحورت أعمال المشروع حول ترميم الواجهات الأثرية الأربع للمسجد ، حيث تم تغيير حجارتها المتآكلة بأخرى جديدة من نفس الطراز ، كما تم ترميم مئذنة المسجد من الداخل والخارج وصيانتها وتقويتها بشكل جذري بعد سنوات من الإهمال وعدم الصيانة .
وشمل المشروع الذي واكبه طاقم مهني مختص في صيانة المباني الأثرية ترأسه الأخ مروان حمّاد ، عملية ترميم النوافذ الخشبية التاريخية وطلائها من جديد بطريقة تحفظ طابعها الأثري ، وقد بلغت تكلفة المشروع نحو ربع مليون شيكل .
ومن جهته قال مدير "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" المهندس أمير خطيب " تأتي هذه الأعمال في مسجد البحر بعد أن قطعنا شوطا كبيرا في المرحلة الأولى التي كنا بدأناها قبل نحو عامين وذلك انطلاقا من المسؤولية التي أخذناها على أنفسنا تجاه المقدسات الإسلامية في الداخل الفلسطيني ، لنعود اليوم ونجدد العهد مع المسجد من خلال رعايته وصيانته ليكون صرحا دينيا وتاريخيا عريقا يدلل على إسلامية الأرض وعروبة الإنسان ، وهنا لا يسعني إلا أن أٌقدم خالص شكري وامتناني لجمعية " ميراثنا" لحماية التراث العثماني التي لولاها لما تمّ هذا المشروع المبارك ، كما ونناشد الجمعيات المعنية الأخرى أن تحذو حذوها لعمارة هذه المقدسات لتبقى شامخة في وجه المعتدين ".
وبدوره قال الأستاذ عبد المجيد اغبارية مسؤول ملف المقدسات في "مؤسسة الأقصى" ان مسجد البحر أحد المساجد التي عاشت نكبة فلسطين ، حيث بقي على حالة يرثى لها عشرات السنين ، فقد تهدمت الكثير من مرافقه وكان لسنوات طويلة دون سقف ، لكن هيهات أن يرضى أهل فلسطين ويسلّموا بالأمر الواقع ، ففي بداية التسعينيات هبّ الأهل من القدس الشريف والداخل الفلسطيني ليعيدوا للمسجد هيبته ورسالته المسجدية لتصدح مئذنته من جديد بصوت الله أكبر . وأما الأعمال الأخيرة وعلى ضخامتها ومهنيتها فهي مكملة لمشوار العطاء الذي بدأه أهلنا المقدسيين وأهل الداخل والملاحظ من أعمال الترميم جودة العمل والمهنية العالية على يد مختصين اجتهدنا من خلالهم أن تشمل معظم مرافق المسجد ونأمل أن يظل المسجد منارة تهفو إليه قلوب المؤمنين وكل من زار عروس البحر يافا ".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]