في 14 أيار 1948 تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل , 65 عاما مضت على احتلال فلسطين بكل ما تعنيه كلمة احتلال , من قتل وتهجير وتشريد وتدمير مدن وقرى , وسلب ونهب واغتصاب ارض وممتلكات , بكل ما تعنيه من معاناة وآلام وجراحات , خلال هذه الفترة الزمنية تم إبرام ثلاث معاهدات سلام بين المعتدي والمعتدى عليه , بين المنتصر والمهزوم , في 17 / 9 / 1978 تم توقيع اتفاقية كمب ديفيد بين مصر وإسرائيل , وفي 13 / 9 / 1993 تم توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وبين إسرائيل , وفي 26 / 10 / 1994 تم توقيع اتفاقية وادي عربه بين الأردن وإسرائيل.
هذه الاتفاقيات الثلاث ألبست العرب ثوب الذل والهوان , ثوبا صناعه عربيه بامتياز, إسرائيل لم تطبق بندا واحدا من بنود هذه الاتفاقيات الثلاث , التطبيق جرى من جانب واحد فقط من الجانب العربي , الكاسب الوحيد من إبرام هذه الاتفاقيات هو إسرائيل , المكاسب لا حصر لها , من أهمها اعتراف العرب بدولة إسرائيل , والاعتراف معناه إعطاء شرعيه لاحتلال ارض فلسطين , وإعطاء الشرعية للاحتلال هو تنازل ضمني عن فلسطين , العرب المهزومون أعلنوا أمام العالم بأسره أن السلام هو خيارهم الاستراتيجي , ولإثبات نواياهم الصادقة طرحوا في قمة بيروت مبادرة عربيه تحت شعار السلام مقابل الأرض , فجاء الرد السريع من شارون برفض المبادرة قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به , فقامت إسرائيل من جانبها إكراما للزعامات العربية بطرح مبادرة السلام مقابل السلام , مضمون هذا الطرح إذا رفض العرب المبادرة الإسرائيلية السخية , فلا امن لهم ولا استقرار, ليس أمامهم إلا الرضوخ والاستسلام للإرادة والاملاءات الإسرائيلية.
ومن مكاسب وبركات اتفاقيات كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربه على إسرائيل , معظم الدول العربية وعلى رأسها مصر, مليئة بأنصار أمريكا وإسرائيل , من رجال الأعمال والسياسيين والمثقفين ورجال الأمن والمخابرات والعملاء, حُق والله لإسرائيل أن تحتفل وان تشرب نخب العرب.
سعيد سطل ابو سليمان
16 نيسان 2013
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]