الأعراس الـ"مش إسلامية"
في مطلع ثمانينيات القرن الماضي كانت " الصحوة الإسلامية " في عنفوانها في الداخل الفلسطيني ، وقد جاءت الحركة الإسلامية يومها بقيادة أستاذي وشيخي الشيخ بسام أبو زيد - صب الله شآبيب الرحمات على روحه - لتغير في المجتمع اليافي حالة الغربة التي كان يمر بها الإسلام بين المسلمين في عروس فلسطين كما كان الحال في سائر الداخل الفلسطيني ، وفي فلسطين وعالمنا الإسلامي عموما .
ومن ضمن ما ثارت عليه الصحوة الإسلامية ، ما تم التعارف عليه حينها ، ب " الأعراس الجاهلية " ، تلك الأعراس المختلطة التي تشرب فيها الخمور والمخدرات ، وتحييها فرق " العوّيدة " أو " الجناكي " على ألحان الموسيقى و" إبداع الراقصات " !! نعم هكذا كانت أعراس المسلمين ، تمثل حالة الاغتراب التي كان يمر بها المسلمون يومها .
إن شعار الحركة الإسلامية " الإسلام هو الحل " يمثل الفكر والطرح الذي تحمله جماعة " الإخوان المسلمين " ، حيث يكون الإسلام عقيدة وشريعة هو المرجع للمسلمين في كل شأن من شؤون حياتهم ، وأعلنت الحركة الإسلامية عن البديل للعرس الجاهلي ، وهو " العرس الإسلامي " ، هذا العرس الذي أثار دهشة المجتمع اليافي ، فالعرس الذي يدعو إليه " المشايخ " يخالف كل ما يعرفونه عن أعراس المجتمع يومها !!
ولا أزال أذكر بوضوح – وكنت يومها شبلا في دار القرآن في مسجد العجمي - كيف كانت " الزفّة " تخرج من المسجد يتقدمها " العريس " وهو يحمل المصحف ، والرايات الخضراء ترفرف في كل مكان ، وأصوات المنشدين تصدح بالنشيد الإسلامي ، والمشاركون في موكب الزفة يرددون وبكل حماسة خلف المنشدين ، وكأنهم يريدون أن تشهد السماء وأهل الأرض أنهم يسيرون على نهج القرآن ، وأنهم لا يرضون عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بديلا ، ومن ثم كان المشاركون يصلون إلى النادي الإسلامي – غالبا – ويقوم العريف بافتتاح العرس بكلمات طيبة ، ومن ثم تكون خير بداية مع القرآن الكريم ، تليها فقرات من الأناشيد الحماسية ، ومن ثم يتناول المدعوون الطعام ، والفقرة المركزية في العرس كانت للكلمة التي يلقيها أحد المشايخ الأفاضل ، وبالطبع كان العريف يبارك للعروسين والحضور يرددون خلفه ، ومن ثم يختم العرس بدعاء ختم المجلس ، ( يعلم الله كم أحن إلى هذه الأيام ) .
كانت بدايات العرس الإسلامي بدايات خجولة ، ولكن بحمد الله اشتد عود العرس الإسلامي وصلب ، وتنحى العرس الجاهلي جانبا أمام مد الصحوة الإسلامية ، وفعلا نعمنا بهذه الحالة ردحا من الزمن ، إلى أن بدأ التراجع ووصل العرس الإسلامي إلى الحالة التي نقف معها اليوم .. ففي كثير من الأعراس لم يبق من " العرس الإسلامي " إلا اسمه !! فمن اختلاط إلى شرب الخمور ، بل الأدهى والأمرّ من ذلك : " العرس الإسلامي " الذي يبدأ بدون اختلاط وعلى إيقاع النشيد الإسلامي ، ثم وفي ساعة محددة – تقررها النساء غالبا - يتحول " العرس الإسلامي " إلى عرس مختلط تظهر فيه النساء بكامل زينتهن وما يغطينه من أجسادهن أقل بكثير مما يسترن !! ويذوي صوت النشيد بعد أن ابتلعه هدير الأغاني والموسيقى !! وإن مما يعتصر القلب ألما أن يكون العرس لأُناس من أهل المساجد ، أو من الشباب الملتزمين ، بل أكثر من ذلك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .
آن الآوان أن تعود الحركة الإسلامية بالعرس الإسلامي إلى مجده السابق ، وهذا الأمر ليس من المندوبات بل هو من الواجبات . وأنا شخصيا لا أشارك في كثير مما يُسمى زورا وبهتانا ب " الأعراس الإسلامية " ، وذلك موقف أُعبر من خلاله عن رفضي أن أضفي الشرعية على أعراس تُسمى " إسلامية " ومن ثم يُعصى فيها الله ورسوله ، وكفى بالمشاركة في هذه الحالة إثما مُبينا .
اللهم هلّا بلغت اللهم فاشهد .
وللابتسامة نصيب ...
بالرغم من مشاغل الحياة التي لا تنتهي ، وبالرغم من وجود المنغصات والهموم في حياتنا ، إلا أنه لا بد من أوقات لنضحك فيها من قلوبنا ، ضحكات بريئة تُدخل حالة من البهجة على أرواحنا ومزاجنا العام ، لنعود لمعترك الحياة بطاقة وحيوية متجددة .
إليكم هذه الطرفة :
في أحد الأيام دخل رجل إلى منزله مسرعا ونادى زوجه قائلا لها : إن أمير المؤمنين قد أمر بقطع رأس كل رجل لم يتزوج بامرأة ثانية ! فأجابته فورا ودون تردد : إذا هنيئا لك الشهادة ...
همسات في العشق والهوى ...
في كثير من الأحيان أسمع مقولة مفادها أن الحب وكلام الغزل ، إنما يعبر عن حالة تكون أيام الخِطبة وأيام الزواج الأولى ، ون ثم تذوب المشاعر ، وتنتحر العواطف !
وحقيقة فإنني أستهجن مثل هذا الكلام الذي يدل على عدم الاطلاع على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب .
إن المشاعر الدافئة والكلمات الرقيقة بين الزوجين - بعيدا عن الأذى وهجر القول – لهي من أقوى أسباب دوام العشرة بالمعروف بين الزوجين ، وإن بلغوا من الكبر عتيا ، وعلى الزوج والزوجة أن ينتقيا أطايب الكلام لبعضهما كما تُنتقى أطايب الثمار ، فما أجمل الحياة الزوجية حين تكون المودة والرحمة ركنها ، والكلمة الرقيقة بريدها ، والنظرة الحانية سهمها ، لينفذ المحب إلى روح حبيبه ، والله إنها لحياة طيبة ، وعشق حلال ، وحب صادق في دائرة الشرع ، وبعيدا عن ما حرم الله ، ألا ليت قومي يعلمون .
إليك أخي الزوج أهدي هذه الكلمات الرقيقة ، وحبذا أن تستمع إلى الأنشودة ( للمنشد أحمد بو خاطر ) مع زوجتك في ساعة صفاء ، وأنا على يقين أنه سيكون لها مفعول السحر – الحلال طبعا - على حبيبة قلبك ، وشريكة حياتك ، وأم أولادك ، وموضع سرك ....إلخ .
احبك مثلما انتِ
احبك كيفما كنتِ
ومهما كان مهما صار حبيبتي أنتِ
زوجتي
انت حبيبتى انتِ
حلالي انت لا اخشى عزولا هَمُّه مقتي
لقد أذن الزمان لنا بوصل غير منبتِّ (غير منقطع )
سقيت الحب فى قلبى بحسن الفعل والسمتِ (الفعل والخلق )
نهاري كادح حتى اذا ما عدتُ للبيت
لقيتك فانجلى عني ضناي اذا ما تبسمتِ
احبك مثلما أنت
تضيق بي الحياة اذا بها يوما تبرمتِ (تضايقت )
فأسعى جاهدا حتى احقق ما تمنيتِ
هنائي انت فلتهنئي بدفء الحب ما عشتِ
فروحانا قد ائتلفا كمثل الارض والنبتِ
فيا املي ويا سكني
ويا اُنسي وملهمتي
يطيب العيش مهما ضاقت الايام إن طبتِ
احبك مثلما انت
وتخطئ المرأة التي تظن أن زوجها لا يحب أن يسمع منها كلاما طيبا تُعبر فيه عن مكنونات روحها ، وخلجات فؤادها تجاه حبيبها . نعم لا يكفي أن يقول أحد الزوجين في نفسه : إن شريكي يعلم أنني أحبه ، لا بد من التعبير عن المحبة بالكلام والأفعال ، وهذه هي السنة ، ولنتدرب على قول كلمة : أحبك أو بالعامية " بحبك " ، هيا أيها المتزوجون لنقل جميعا في دائرة الحلال : " بحبك يا زوجتي " و" بحبك يا زوجي " .
وصدق الله " ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما " .
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]