تدبروا معي قول الله تعالى , يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن , ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين, وكان الله غفورا رحيما سورة الأحزاب آية 59 , الجلباب هو اللباس الخاص بالمرأة المسلمة يُميّزها عن غيرها من النساء , فُرض عليها صونا لكرامتها وعفافها وطهرها , قوله تعالى ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ,أي اقرب أن يعرفن بهذا اللباس الخاص والممّيز بأنهن نساء مسلمات حرائر عفيفات طاهرات.
نحن المسلمين ديننا هو الذي يحكم حياتنا كلها , بما في ذلك لبسنا وأكلنا وشربنا ونومنا وما إلى ذلك من أمور الحياة , فكل أمر ورد فيه حكم شرعي ليس لنا فيه رأي , إنما نتقبله كما هو بلا زيادة ولا نقصان نقول سمعنا واطعنا.
فالجلباب يميّز المرأة المسلمة عن غيرها من النساء, وهو ليس كأي ثوب, الجلباب له مواصفات خاصة بيّنها واتفق عليها علماء الأصول والفقه , لأنه يتعلق بدين المرأة , فالمرأة المسلمة مكلفة بلبس الجلباب من لحظة بلوغها الحلم , وعدم ارتدائه فسوق ومعصية , والفسوق والعصيان يؤدي إلى الفجور , وإنكار فرضيته كفر.
اتفق العلماء أن للجلباب خمسة شروط:
الشرط الأول : أن يكون ساترا لجميع بدن المرأة.
الشرط الثاني : أن يكون الجلباب كثيفا غير رقيق , لا يجوز أن يشف عما تحته.
الشرط الثالث : أن لا يكون الجلباب زينه في نفسه ,أي مزركشا أو لونه فاقع أو فيه بريق , فالثوب هو أول ما يلفت النظر إلى صاحبه , لذلك قال تعالى : ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها , إلا ما ظهر منها هو ما لا يمكن للمرأة أن تخفيه مثل طول المرأة أو القصر أو النحافة أو السمنة , هذا ليس بإمكانها أن تخفيه , وهذا معنى إلا ما ظهر منها.
الشرط الرابع : أن يكون الجلباب فضفاضا غير ضيق , فالثوب يُبدي العورة ويظهر المفاتن في حالتين , إذا كان شفافا يشف عما تحته , وإذا كان ضيقا يظهر شكل وحجم الجسم , فأي ثوب يظهر المفاتن أو الشكل والحجم فليس جلبابا ولا ثوبا شرعيا , ولا ينبغي للمرأة أن ترتديه وتخرج فيه خارج البيت , فالثياب الضيقة ثياب محرّمة لأنها تصف خطوط الجسم وتظهر ملامحه.
الشرط الخامس :أن لا يكون الجلباب فيه تشبه بالرجال , فارتداء النساء للسروال هو تشبه بالرجال , وهذا لا يجوز بل محرّم , للأسف معظم الفتيات المسلمات يرتدين ثوبا من قطعتين , قميصا ضيقا يبرز الصدر, وسروالا ضيقا يبرز الساقين بحيث تبدو الفتاة كأنها عريانة , هذا ليس لباسا شرعيا بل يحرُم ارتداؤه , لأنه يبرز مفاتن الفتاة وفي ذلك تعدٍ على حدود الله.
خلاصة القول الجلباب فرضه الله على المرأة المسلمة ليس تضيقا لحريتها ولحرمانها , وإنما فرضه الله تعالى تكريما للمرأة وتشريفا لها لأنها جوهرة غالية لا بد من صيانتها والحفاظ عليها , فأنت أيتها الفتاة المسلمة سلعةٌ غالية , فلا تكوني أنت من يبخس ثمنها.
سعيد سطل ابو سليمان
19 /4 / 2013
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]