حوادث إطلاق النار في المدينة ...
بات من الأمور الشبه يومية في المدينة سماع وابل من الطلقات النارية ، وقد يتبعها دويّ صافرات الشرطة والإسعاف لوقوع إصابات ، أو أن الأمر يمر مر الكرام فهذه الزخات من الأسلحة الخفيفة ( المسدسات والرشاشات ) !! قد يكون الغرض منها التحذير أو مجرد " اللهو" من شباب ليس لهم في الحياة أي هدف على الإطلاق .
إن حالة فوضى انتشار السلاح ، واتساع دائرة العنف ، وفقدان الأمن في مدينتنا الحبيبة يافا – بل وفي الداخل الفلسطيني - لهو ناقوس خطر لا بد أن يجعلنا نتحرك ، وبشكل سريع وفق خطط مدروسة ، لإنقاذ المجتمع من التردي إلى الهاوية ، ولإخماد النار التي لن تبقي ولن تذر ! فإن دائرة المسئولية لمواجهة هذه الظاهرة ملقى على عاتقنا جميعا ، بداية من البيوت ، والمدارس ، والمساجد ، والنوادي ، والتيارات الإسلامية ، والقوى الوطنية .
صحيح أن كم التحديات الذي نواجهه – في ظل عداء المؤسسة الإسرائيلية لفلسطينيي ال 48 – لا يجعل الأمر مهمة سهلة ، بل الأمر لا شك صعب جدا ، وخصوصا في الوضع الحالي الذي آلت إليه الأمور . لكن الواقع المعيش يفرض علينا جميعا وبقوة أن نجعل أمن الفرد ومجتمع في سلم أولوياتنا ، ولا يكون ذلك بمجرد الحديث عن الموضوع ، أو الإعلان عن مشروعات للتعامل مع الظاهرة دون متابعة وتطوير لهذه البرامج والمشروعات .
وبما أن الأمر يخص الداخل الفلسطيني بعمومه فإنني أقترح أن يتم طرح هذا الملف – وبشكل جدي – ضمن برامج عمل لجنة المتابعة ، وأن تعمل التيارات الإسلامية ، والقوى الوطنية على بلورة برامج ومشروعات عملية ، يتم تنفيذها على مراحل – كخطة خمسية – أو أقل من ذلك أو أكثر ، على أن تتم الاستعانة بالخبراء ، وأهل الاختصاص على اختلاف مشاربهم ، وتنوع طروحاتهم ، للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة نظريا ، وقابلة للتطبيق على الأرض عمليا .
إن تتابع الأحداث ، وسرعة انقضاء الأوقات لا يدع لنا مجالا للتأخر أو التباطؤ في حماية أنفسنا وأهلينا ومجتمعاتنا من دمار محقق . وبالطبع إن من نافلة القول أن المؤسسة الإسرائيلية لن تحرك ساكنا لتغيير الوضع ايجابا ، كيف تفعل ذلك وهي أصلا ضالعة وبشكل عميق لوصول مجتمعاتنا إلى فقدان الأمن وانشغال بعضنا ببعض ، عوضا عن التصدي لمشروعاتها الرامية لاقتلاعنا من أرض الآباء والأجداد ، لاستكمال ما تركوه - آسفين – في نكبة فلسطين عام 1948 ، من محوتام وإزالة شاملة لملامح الهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية لهذه البلاد .اللهم هلا بلّغت اللهم فاشهد
استقالة بمذاق " الشوكولاتة "...
قبل ايام قام أحد موظفي أحد المطارات في بريطانيا بتقديم استقالته من عمله ، ولكن الاستقالة كانت بشكل نوعي يخالف النمط المتعارف عليه للاستقالة .
فقد قام الموظف " كريس هولمز " بكتابة استقالته على سطح كعكة – شكلها يفتح الشهية – وقد بين وبأسلوب راق ، وبكلمات طيبة أسباب استقالته ، حيث ذكر أنه يريد التفرغ لأسرته ، ولعمله الجديد .
صحيح أن أسلوب الاستقالة المميز هذا فيه نوع من الطرافة ، ولكنه بنظري يحمل أكثر من ذلك بكثير ، فالعلاقات البينيّة ، والتي تجمع بين طرفين ، كالأصدقاء ، والشركاء ، والأزواج ، والموظفين وأرباب العمل ، وعضوية في الجماعات والأحزاب ...إلخ . كل هؤلاء قد يجمعهم القدر حينا من الزمن ، وقد يحصل ما يوجب انفضاض هذه العلاقات البينية ، وهذا أمر طبيعي ، ولكن الغير طبيعي أن يتحول الأمر إلى عداء سافر ، وطعن وافتراء وتشهير ، بل والأمرّ من ذلك ستر كل جميل وحسن عشرة !!
إن كريس هولمز الانجليزي ليس بأحق منا بتطبيق قوله تعالى : " ولا تنسوا الفضل بينكم " . فيا من تنسون الفضل بينكم وتسعون لتبييض صفحتكم بتسويد صفحات الآخرين ( وأنتم تعلمون الحقيقة كاملة ) أما تستحون من أنفسكم في الخلوات ؟ ألا تخافون من الذي يعلم السر وأخفى ( الأخفى من السر حديث النفس )؟ إن لم يكن لانتهاء الشراكة مذاق طيب " كالشوكولاتة " ، فلا أقل من أن يكون بلا نكهة ، لا أن يكون مرّا كالعلقم !
اللهم اجعلنا ممن لا ينسون الفضل ، بل ويظهرون كل جميل ، ويسترون العيوب ، طمعا في أن يسترهم علام الغيوب . اللهم آمين
تعريف ابن القيم للحب ...
طغى في العقدين الأخيرين على فئة الشباب تحديدا التغني بمفردات الحب والغرام ، وبالطبع إن لما يشاهده ويسمعه الشباب تأثير كبير على توجههم ورؤيتهم للحياة ، وقد استغلت ما يسمى بشركات " الإنتاج الفني " الفراغ الموجود في حياة جيل الإنترنت والفيس بوك شر استغلال ، وذلك وفق مخطط متكامل لتدمير الشباب ، الثروة الأهم للأمة ، وأعظم مقدراتها .
ووفقا لخبرتي المتواضعة مع المراهقين والشباب ، فإن أعظم الأزمات التي يواجهونها إنما هي صدمات عاطفية !! وإن العجيب في الأمر أنك إذا وجهت السؤال لهؤلاء الشباب ، وكذلك لغيرهم ممن بلغوا الثلاثين أو الأربعين : ما هو تعريف الحب الذي يشغل الحيز الأكبر من حياتهم ، ويسهرون الليل يجافي النوم جفونهم بسبب ما يكابدونه بسببه كما يقولون !
إن جلّ هؤلاء سيتلعثم ويقول : إيش ، الحب هو الحب ! وعند محاورتهم يتبين لنا أن حديثهم إنما عن الشهوات الجسدية ، والميل الفطري بين الذكر والأنثى . إن مما يؤسف له في مجتمعاتنا أن الحديث عن الحب يُعد من " المحرمات " ومن " العيب " ! مع أن الواقع يخبرنا بضرورة أن نتعامل مع الأمر من المنظور الشرعي ، والذي يضبط مفهوم الحب وحدود العلاقة بين المرأة والرجل .
لقد بات لزاما على أولياء الأمور ، والمدارس ، والمساجد ، أن يأخذوا دورهم في تثقيف الشباب والشابات في هذا الجانب من الناحية الدينية والاجتماعية والعاطفية ، وذلك حتى لا يلجأ أبناؤنا وبناتنا إلى المصادر الغير مقبولة والتي قد تكون سببا في ضياعهم .
يقول العالم الرباني ابن قيم الجوزية ، في كتابه الماتع : " روضة المحبين ونزهة المشتاقين " في تعريفه للحب :
" امتزاج الروح بالروح لما بينهما من التناسب فإذا امتزج الماء بالماء امتنع تخليص بعضه من بعضه ، وقد تبلغ المحبة بينهما حتى يتألم أحدهما بتألم اللآخر " .
يلاحظ في كلام ابن القيم الأمور التالية :
1- الحب الحقيقي ( الحلال ) إنما مرجعه بداية إلى الأرواح ، هذا العالم النوراني الطاهر ، الذي لا يخالطه إثم أو فحش .
2-إن سبب المحبة الصادقة هو التناسب والتشابه في الفكر والصفات والشخصية ، فإن لم يكن هناك انسجام فالخلاف سيطرأ بقضاء الحاجة والوطر ، أو بانقضاء المصالح ... إلخ . وإن استمرت الحياة لضرورة ، فهو العيش النكد بعينه ! أو حالة الموت السريري للعاطفة والمشاعر .
3-إن الحالة الوجدانية في حال المحبة الصادقة ، يتولّد عنها شعور عضوي وجسدي ، فيتأثر أحد الحبيبين جسديا لتأثر الآخر .
مرض الحبيب فعدته فمرضت من حذري عليه وأتى الحبيب يعودني فبرئت من نظري إليه
هذا هو الحب الحقيقي بأرقى حالاته ، فأين ما يتحدث عنه الكثيرون من هذه المعاني التي ذكرها العالم الرباني ابن القيم الجوزية رحمه الله ؟
رحم الله قارئا دعا لي ولوالديّ بالمغفرة
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]