إن ما نراه في وسائل الإعلان من مجازر بإخواننا المسلمين في بورما لأمر تتفطر له الأكباد ، ويعتصر له القلب ألما ، ويمتلئ الصدر منه غيظا من الذل والهوان الذي أصابنا .
يواجه إخواننا وأخواتنا في بورما مذابح تقشعر لها الأبدان من قِبَل الرهبان البوذيين الكفار ، دمائهم تراق رخيصة وتضيع هدرا ، يسومونهم سوء العذاب ، ويتفننون في طُرُق تعذيبهم ، فتارة يجمعونهم بمجموعات كبيرة ويقتلونهم بالرصاص ، وتارة يطعنونهم ويقطعون أعضائهم واحدة تلوى الأخرى ، وتارة يحرقونهم بمحارق جماعية .
تُغتصب المرأة أمام زوجها وأبيها وفلذات أكبادها ولا ناصر لها ، صيحات الأرامل والثكالى والأيتام تعلوا وليس لهم معين ولا مُغيث ، كأن العالم بأسره صُمٌ بُكمٌ لا تسمع لهم إلا همسا .
أَحرَقوا بيوتهم ، فمنهم من فَر بروحه ومنهم من احترق فيها ، هربوا عن طريق البر والبحر مشردين ، تعصف بهم الرياح يمينا ويسارا ، وتتأرجح بهم القوارب المكسرة ، وما ذلك لأنهم حملوا أمتعة ثقال ، ولكن لأنهم حملوا أكثر عدد من الناس كي ينجوا بأرواحهم .
حتى الدعاة إلى الله لم يسلموا ، فقد رُبطت ألسنتهم ثم قُطعت من جذورها ، ومن ثم قُطعت أجزائهم وتُركوا على هذه الحالة حتى الموت ، وما ذلك إلا لأنهم يدعون لعبادة الواحد الأحد ، الفرد الصمد .
لم يسلم الشيوخ والأطفال من زبانيتهم ، فقد عُذبوا بأنواع مختلفة ، من ذبح ، وتقطيع أشلاء ، وتجويع ، وتشريد ...
حتى القرآن يُداس بالأقدام ، ويحرق ، ويهان ، ولو صُنع ما صُنع بالصليب لاحتشدت لهم جيوش النصارى وما ذلك إلا لأنهم لن يرضوا أن يُداس الصليب بالأقدام ، أو يُحرق إنجيلهم بالنيران ، لقد تجرأ البوذيون علينا لأنهم رأونا سكوتا وإخواننا يموتون قهرا وذلا .
تبا لهم ماذا رأوا من الله حتى يكرهوا شريعته ، ويعذبوا عباده ؟!
وها هو حال المسلمين اليوم اتجاه هذه المجازر استنكار تلوى استنكار ، وبصوت منخفض ! أين نحن وأين حكامنا العرب والمسلمين من المعتصم بالله الذي حرك جيشا عرمرما من أجل مسلمة صُفعت على وجهها ؟
أين نحن وحكامنا من غضب صلاح الدين الذي أقسم أن لا يبتسم حتى يحرر المسجد الأقصى ؟ رحم الله أياما كان غضب المسلمين جيوشا لا يُرى آخرها .
إخواني وأخواتي في الله ما نراه في بورما إنما هو بلاء أُنزل بالمسلمين ، بلاء يمتحن به الله إيماننا ومدى صبرنا ، بلاء لأننا ابتعدنا عن شريعتنا ، فتقصيري وتقصيركَ وتقصيركِ سبب لهواننا ، نعم كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم :( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ )[أخرجه أبو داود ، وصححه الألباني] وقال الله تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾[سورة الرعد،آية:11] .
فيا تارك الصلاة أنت سبب من أسباب هواننا ، ويا شارب الخمر ، ويا مرتكب الزنا ، ويا من تأبين لبس الحجاب ، ويا من تغتاب ، ويا قاطع رحمك ... كلنا مسؤولون عما يحصل لإخواننا في بورما ، فلو رجعنا إلى الله حق الرجعة ، واتبعنا أوامره ، واجتنبنا محرماته أعزنا الله بعز الإسلام ، وألبسنا لباس التقوى ، وجعلنا أسيادا لجميع الأمم ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]