كعادتي في اخر فترة توجهت بحمد الله لأصلي صلاة الجمعة في مسجد النزهة، وبعد الخطبة مباشرة توجهت بطلب من الامام ان نصلي على اهلنا الشهداء في سوريا صلاة الغائب، فرفض الامام، وبعد الصلاة تضايقت، وأثناء خروجي من المسجد دار جدال بيني وبين الإمام وبعض المصلين، حيث رفعت صوتي غاضباً لدرجة ما وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لي ويعفو عني ان كنت قد أخطأت وأشعر انني أخطأت في ردة فعلي، ولكن والله إن القلب حزين ودمائنا تغلي مما نراه من ظلم واقع على أهلنا وأخواننا في سوريا.
وبصراحة فجميعنا يعلم ما يحصل في سوريا لاخواننا السنيين هناك، فالمجازر ترتكب بحقهم كل يوم!، وفي كل جمعة اتأمل ان نخصهم بالدعاء او نصلي عليهم صلاة الغائب، وفي اغلب الاحيان يخيب املي هذا بعد الصلاة، فمنذ اندلاع المذابح في سوريا اقولها بكل صراحة اننا مقصرين معهم، فمنذ سنتين لم نقم عليهم صلاة الغائب إلا مرتين، كما أننا قليلاً ما نخصهم بالدعاء في المسجد بعد صلاة الجمعة، اشهد ان ذلك حصل، لكنه قليل، يجب ان نزيد ونكثر، فأي يوم ابرك من يوم الجمعة؟؟ ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
الشرح
ترتبط خيرية هذه الأمة ارتباطا وثيقا بدعوتها للحق ، وحمايتها للدين ، ومحاربتها للباطل ؛ ذلك أن قيامها بهذا الواجب يحقق لها التمكين في الأرض ، ورفع راية التوحيد ، وتحكيم شرع الله ودينه ، وهذا هو ما يميزها عن غيرها من الأمم ، ويجعل لها من المكانة ما ليس لغيرها ، ولذلك امتدحها الله تعالى في كتابه العزيز حين قال : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ( آل عمران : 110 ) .
طفل سوري يبكي بعدما تهدم منزله وقتلت عائلته
اي منكر اكبر من الظلم الواقع على اهلنا في سوريا؟ أليس من واجبنا أن ندعي لهم أو نصلي على شهدائهم مرة كل جمعة على الأقل؟، والله ان لم ننصرهم بذلك فلا خير فينا، فما باليد حيلة غير ذلك، وذلك كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم، اضعف الايمان، فأمر المسلمين ما زال بحمد الله يهمنا ولن ننسى الحديث الشريف "من لا يهمه أمر المسلمين فليس منهم".
هناك من يقول لي صلِّ عليهم انت، صلِّ عليهم ببيتك، ادع لهم اينما كنت، جوابي لذلك هو ان الصلاة في جماعة او الدعاء جماعة هو دائما افضل وابرك، فذلك أقل ما يتوجب علينا فعله، وأيضاً العلماء أفتوا بوجوب نصرتهم، فنحن نحترم أئمتنا ونتوقع منهم أن ينتصروا للحق وكلمته.
ومن هنا أتوجه لجميع شيوخنا الكرام بأن يأخذوا ما قلناه بعين الإعتبار، وأن يسامحني الشيخ إبراهيم والمصلين ان كنت قد غضبت قليلاً، والله إن كنت قد غضبت فإني غضبت للمسلمين المقهورين المظلومين.
والسلام عليكم ورحمة الله - أخوكم إياد زبدة
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]