اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"التكفير إلى أين ؟" بقلم: الشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"

 
أمريكا والاتحاد الأوروبي ابتدعوا لائحة أسموها لائحة الإرهاب , الغرض منها إرهاب كل من يعارض السياسة الأمريكية , دولة كانت أو تنظيما أو حزبا , من يعارض الغطرسة والهيمنة الأمريكية ,  يوضع على لائحة الإرهاب لممارسة الضغط عليه , حتى يخضع ويذعن للإرادة وللاملاءات الأمريكية , وهناك لائحة إسلامية مشابهة للائحة الإرهاب  اسمها لائحة التكفير , تابعة  لمرجعيات دينية متشددة نصّبت نفسا حكما وقاضيا يقضي بكفر فلان ويحكم بتخوين فلان , هذه المرجعيات تصدر أحكاما تكفيرية  بحق كل من يعترض على نهجها أو يخالف رأيها , وكل معترض أو مخالف يُدرج اسمه على لائحة التكفير , ومن ثمّ يصبح دمه حلال وماله وعرضه , أيا كان مذهبه أو ملته أو منصبه حتى لو كان خليفة المسلمين , أو كان من كبار قادتهم أو من كبار علمائهم , أمثال الشيخ العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله. 
 
هؤلاء يعتبرون أنفسهم حماة الدين والمتحدثين الرسميين باسمه , يصادرون حق غيرهم في الاجتهاد والتفكير , فلا رأي إلا رأيهم , ولا اجتهاد إلا اجتهادهم , ولا فكر إلا فكرهم, هذا الفكر التكفيري وهذا التطرف والتشدد , هو نتاج أنظمة عربية قمعية تحكم مواطنيها بالحديد والنار , هذا الفكر التكفيري  ليس جديدا على المسلمين , بل له جذور تمتد عبر التاريخ الإسلامي , تعود  جذوره  إلى الخوارج في عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب , لما قبل علي التحكيم في موقعة صفين بينه وبين معاوية , انشق من جيشه اثنا عشر ألفاً خرجوا عليه وقالوا بتكفيره , وكان هذا سبب تسميتهم بالخوارج , كان خروجهم لأغراض سياسية أهمها الوصول إلى السلطة , فاستحلوا دماء المسلمين وقتلوا الخليفة علي بعد أن أفتوا بكفره , واعتبروا قاتله عبد الرحمن بن ملجم بطلا وشهيدا , كما تعتبر مرجعياتُ التكفير اليوم الانتحاريين شهداء , ويطلقون عليهم اسم استشهاديين ,  هذا الفكر التكفيري استمر عبر التاريخ الإسلامي في أماكن مختلفة من بلاد العرب والمسلمين , وحصد آلاف الأرواح وراح ضحيته آلاف الأبرياء من مختلف المذاهب والفئات والأجناس , مسلمين وغير مسلمين عرب وأجانب , حكام ومحكومين رجال سياسة ورجال دين. 
 
معظم جرائم القتل التي ارتكبها هؤلاء كانت دوافعها سياسية , الهدف هو الوصول إلى السلطة , ومما يؤكد ذلك إعلان هؤلاء عن إقامة دولة الإسلام على ارض العراق , والسعي  لإقامة  إمارة إسلامية على ارض  سورية , وحديثهم في المناسبات المختلفة عن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستملاء الأرض عدلا , بعد أن روها بدماء المسلمين الأبرياء , هذا الفكر التكفيري اخطر على الإسلام والمسلمين من كل أعداء الإسلام مجتمعين , لان حامل هذا الفكر مسلم مُضلل يعتقد انه على الحق والآخرين على باطل , وما يرتكبه من جرائم قتل يعتبره جهادا في سبيل الله , وتفجير نفسه لقتل الآخرين يسميه استشهادا يدخله الجنة ,  وكل من يخالف هذا النهج الإجرامي وهذا الرأي التكفيري يعد كافرا حلال دمه , هذا التشدد والتزمّت أنتج تشددا وتزمتا من الطرف الآخر , فأصبح هذا يكفر هذا وهذا يكفر هذا , وهذا يطعن بمصداقية هذا وعلى العكس , مما أدى إلى تمزّق الأمة إلى فرق وجماعات متقاتلة متناحرة متباغضة يتربص بعضها ببعض.
 
نتاج هذا الفكر التكفيري , شوّه صورة الإسلام  والمسلمين في العالم كله فهو في نظر العالم دين إرهاب , دين دموي يقدس سفك الدماء وقتل الأبرياء , وفي نظر أبنائه بات دينا ابعد ما يكون عن الرحمة , واقرب ما يكون إلى القسوة والظلم , اقتتال مذهبي  وصراع طائفي تفجير مساجد في شهر رمضان وقتل الركع السجود , دون إن ترف للقتلة رمشة عين , هذه الممارسات الإجرامية الوحشية آخذة الإسلام والمسلمين إلى المجهول , إلى مكان لا  يعلمه إلا الله.
 
سعيد سطل ابو سليمان       
27 /7 / 2013

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
عيب ان تتهم المسليمين بلتكفير والارهاب وحتى الان لم تتهم ايران وحزب الله في القتل والذبح بلشعب السوري ولماذا؟ كم عام فات وكم مقال كتبت ؟ متى ذكرت في مقالاتك عن ايران الماجوس ونصر الله الشيعي؟ لماذا تتهم اخوانك المجاهدين في سوريا بلتكفير؟ ولماذا كل مقالتك في السياسه وخاصه تدافع عن الشيعه والعلويين فكتب مقالات عن مشاكلنا في يافا وعن الوحده الاسلاميه وعن الحجاب الشرعي وعن الصلاه لان ما يجري في الوطن العربي هي حرب على الاسلام من قبل الشيعه والعلويه في سوريا وايضا مصر الحبيبه ومحمد مرس قائدنا الله يحمي من الكفره اللبرالين الشياطين فتقي الله يا حج زمن العجائب
مستغربه - 31/07/2013
رد
2
أرى سبب كل هذا المقال لغرض واحد : وضع حزب الشيطان ( نصر الله البناني ) على قائمة الارهاب فنعم هذا حزب الشيطان الشيعي ارهابي ، واقول لك يا شيخ وللاسف بدأنا نشوك المذهب الذي تتبعه انت. هل انت سني او غير ذالك لانك في الاونه الاخيره تدافع عن الشبيحه وعن الشيعه وعن النصيريه بحجة الموأمره في سوريا وتتهم المجاهدين بلتكفريين ، فهل سقط قناعك انت ايضا"؟ كلبوطي وغيره؟ ومع احترامي لك لا يحق لك ان تقول عن المجاهدين انهم ليس بشهداء وعند هذا الشيء اقول لك قف عند حدودك انت لست بعالم دين ولا دخلت مدرسه او جامعه لدين الاسلام لكي تقول من شهيد ومن لا فقف عند حدكى
ل :-) - 29/07/2013
رد
3
واذا قلتم فاعدلوا تحياتي الى الاخ الفضل عيسى علي صلاح , تعقيبك يدل على حسن ادبك , وعلى حكمتك وفهمك وثقافتك الواسعة , لعلك محق فيما تقول ,لكني كما رأيت انت المقال لم اكتبه للذين لا يحسنون القراءة ولا الفهم , انما لامثالك من القراء , مره اخرى تحياتي لك
سعيد سطل ابو سليمان - 29/07/2013
رد
4
من يدافع عن بشار فهو ليس على ملت سيدنا محمد كل القتل وسفك الدماء في سوريا سببها هو بشار العلوي والشيعه وبلنسبه للخلافه في سوريا وكل البلاد العربيه انشاء الله سوف تكون غصبن عن انف المنافقون العرب والله يحمي كل الكتأب الاسلاميه في سوريا وغصبن عن كل المنافقون العرب والكفار ومن يقول ان الشهدأ في سوريا ليس بشهدأ فهو منافق كاذب كشيخ البوطي وشيخ الازهر المنافق ان امرأه لست فقيها ولا متعلمه لكن قلبي يقول لي من يدافع عن بشار فهو لا يتبع ملة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال سيدنا : من خرج عن ملتي فليس مني
יפואית - 28/07/2013
رد
5
البوطي اكبر علماء المسلمين؟ الاشعري المنحرف من مثل نظام النصيري بشار وافتى بموالاة بشار الاسد وسفك دماء امسلمين الضعفاء. فبينت لنا باي الطرفين انت وقت دافعت على البوطي الغاشم ممثل نظام بشار الافسد وهاجمت من قاوم الامريكان باحتلالهم للعراق والشيعة ونطام بشار.
احمد اللد - 28/07/2013
رد
6
نصيحة السلام عليكم نصيحة لحضرتك يا ابا سليمان المحترم... برأاي هذا الموضوع فيه من المعلومات الجيدة لكل مثقف يريد ان يزداد ثقاقة, لكن لكل مقام مقال, ارى صراحة ان هذا الموضوع لا يفهمه كثيرا من الناس وخاصة العوام وخاصة اهل يافا الكرام.. مع انه جيد ومفيد. ممكن لو كتبت عن مواضيع تخص اهل يافا خاصة تمر بها البلد بصعوبات كمثل ادمان الخمور والمحلات التي تبيعوها والحجاب لاخواتنا الكريمات ووو كثير من هذه المواضيع الشيقة. الملاحظة الاكبر على هذا الموضوع الذي كتبته على التكفير انك لا تضمن لعله يشعل فتنة بين العوام لانهم لربما فهموا شيئا اخر لم تقصده انت... فأفضل لو نجتنب هذه المواقف.
عيسى علي صلاح - 28/07/2013
رد

تعليقات Facebook