اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "الحقيقة والمجاز" بقلم - الشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"

 

 
كل إنسان يحب المدح والثناء على فعل فعله , الكبير والصغير والملك والوزير والعالم والجاهل , لان الإنسان مطبوع على حب المدح والثناء من الغير , والصفات والألقاب وتسميات المدح والثناء التي تطلق على أناس بعينهم كثيرة , مثل لقب سلطان وأمير وملك ووزير وإمام  وشيخ  وعالم  وعلامة  وأديب وكاتب ومفكر وشاعر وما إلى ذلك , هذه الألقاب والصفات والتسميات لا تطلق إلا على أشخاص سيرتهم ناصعة بيضاء  , ولهم تاريخ مشرق وباع طويل في خدمة شعوبهم ومجتمعاتهم  وأكثر الألقاب انتشارا وتداولا بين الناس على اختلاف أجناسهم هو لقب شيخ , وهو لقب شائع عند العرب في البادية والحضر , في البادية شائع في القبائل وبين العشائر, وفي الحضر شائع بين علماء وشيوخ المسلمين  وكذلك بين أعيان الناس من غير المسلمين. 
 
فلقب شيخ يطلق على طوائف من الأعيان في مختلف بقاع الأرض   مثل مجلس الشيوخ الأمريكي في الكونغرس  , ويطلق لقب شيخ على أعيان الناس من أهل الجبال في لبنان وما جاوره  مثل الشيخ بيير جميّل , وكلمة شيخ تعني الأخ والسيّد والمعلم والمحترم , ولقب شيخ يطلق على الأستاذ والمعلم , وتطلق كلمة شيخ على من كبُرت به السن وظهر  الشيب عليه للتوقير والتبجيل , كما جاء على لسان ابنتي شعيب في قوله تعالى : وأبونا شيخ كبير , وإطلاق لقب شيخ شائعٌ بين أبناء الحركات الإسلامية في العالم , يطلقونه في الغالب  مجازا لا حقيقة للتوقير والتبجيل , فهو على الحقيقة لقب خاص بالعلماء والأئمة الكبار , وكبار القوم من أبناء القبائل والعشائر , لان لقب شيخ يتطلب مجموعة من الصفات والمعايير التي لا بد أن تتوفر في الشيخ , فمن صفات شيخ القبيلة أو العشيرة مثلا الحصافة والحكمة والشجاعة والكرم وقرى الضيف فعندما سُئل أعرابيٌ كيف يصير الشيوخ عندكم ؟ قال وهو يهز سيفه بالفهم السوي والزند القوي , أي برجاحة العقل والشجاعة والشيخ في القبيلة أو العشيرة هو الحاكم الفعلي الذي يقضي في الخصومات والخلافات بين الناس.
 
ولقب شيخ في مفهوم الإسلام له معايير خاصة لا بد أن تتوفر في كل من يتطلع إلى هذا اللقب , أولى هذه المعايير العلم , أن يكون عالما فقيها في الدين حافظا للقرآن دارسا للغة العربية ,  وان يكون حسن السيرة والخُلق , وان يكون من أهل الاستقامة  , وان يكون زاهدا عابدا تقيا ورعا , هذه هي المعايير الإستحقاقية للقب شيخ في الإسلام , وما دون ذلك فهو لقب مجازي وليس حقيقي , واللقب المجازي وهو ما عليه غالبية شيوخ الحركات الإسلامية في العالم , لا يجيز لمن وصف به التحليل والتحريم , يقول هذا حلال وهذا حرام , وهذا جائز وهذا غير جائز , كما لا يجيز له إصدار أحكام تكفيرية , هذا كافر وهذا ملحد وهذا منافق وهذا ضال , كما هو الحال اليوم مع  شيوخ  الفرق الإسلامية المتشددة , الذين يكفرون الناس على اختلاف مللهم ونحلهم ,  حتى المسلمين لم يسلموا من تكفيرهم , لقد وصل التعدّي بهؤلاء الأدعياء أن كفّروا المسلمين وأباحوا دماءهم وأموالهم وأعراضهم , وبلغ بهم التعدي إلى التطاول على كبار علماء المسلمين أمثال الدكتور احمد الطيّب سيخ الأزهر , وعلى مفتي مصر الشيخ علي جمعة , وعلى إمام الحرم المكي الدكتور عبد الرحمن السديس , يشتمونهم وينعتونهم بالخيانة , لمجرد أنهم يخالفونهم في الرأي , هؤلاء يعرضون الإسلام للعالم بأبشع صوره , الشيخ  هو قدوة  للناس بأخلاقه وسلوكه ومعاملاته , فإذا سلك سلوكا مشيناً لن ينظر إليه احد , ولن يحترمه احد , ولن يقبل منه احد نصيحة ولا موعظة , إذ لا بد أن يكون سلوكه وفقا لقواعد الدين الذي يدعو له , والإسلام دين سلام ومحبة , دين رحمة وإخاء , دين هداية ونصح , لا دين قتل وتكفير وسفك دماء.
 
سعيد سطل ابو سليمان      
  15 / 9 / 2013

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
ومن صفات الشيخ قول الحق وبيانه للناس وكشف حقيقة الاحزاب المنحلة والانظمة الفاسدة فالحلال بين والحرام بين .
ابو حذيفة - 16/09/2013
رد

تعليقات Facebook