اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"من فاز في انتخابات الهيئة الاسلامية للدورة الـ13" - بقلم زهية حسن قندس

 
2221 رجل وإمرأة قرروا البارحة أننا أصحاب حق. 2221 إمرأة ورجل ساروا امس جنباً إلى جنب نحو صناديق الاقتراع، مفتاح التغيير. صدر أمس 2221 قرار يؤمن لا بضرورة التغيير فحسب، بل بامكانيته، قرار يؤمن أن يافا سوف تكلل من جديد عروس فلسطين. 
 
منذ الساعات الباكرة لصباح البارحة كان يعتليني التساؤل: هل سوف يذهب اليافيون واليافيات اليوم للتصويت في هذا الجو البارد؟ في الحقيقة كانت آمالي ضئيلة جدا عندما حضر لاصطحابي أمي وأخي. عندما وصلنا مكان الاقتراع وبالكاد وجد أخي مكانا فارغاً ليوقف السيارة بدأ قلبي يدفق. المفاجئة الكبرى كانت عندما شاهدت المرشحين من الائتلاف يقفون في مجموعات، أيديهم في جيوبهم، وأيديهن في جيوبهن، والابتسامة والتوتر يرتسمون على شفاههم وشفاههن. عندما دخلنا منطقة الانتخاب للنساء فرحتي كانت أكبر، أولا، للعدد الهائل من النساء في الصف لانتظار دورهن في التصويت؛ وثانيا، عندما اقتربت لاعطاء هويتي وأخذتها مني فتاتين لم تبلغا السابعة عشر بعد. دمعت. هذه هي يافا، يافا بتلامذتها المؤمنات بالطاقات الهائلة التي يملكن. استلمت تعليماتهن وأخذت دوري في التصويت بيقين أن نتائج هذه الانتخابات محسومة، محسومة لا لقوى تستخدم السياسة لعلوها هي، بل لتجعلها وسيلة للنهضة والبناء. 
 
"انتو التغيير"، قلت للسيدة باكزة عاشور سكسك، احد اضلاع القوة النسائية أجابتني، "لا، زهية، احنا التغيير، انتو احنا واحنا انتو".
 
مع عودتي الى البيت استوقفتني هذه الجملة النبيلة، يا له من تعبير رائع قلت في نفسي. إنني أشهد عرس تاريخي. متى جاءنا، أو بالاحرى متى جائتنا، إمرأة مثقفة سياسية تطرح علينا ما هو صراط السياسة الحقيقي، أن لا فرق بين اصحاب القوة ومانحيها. في جملة واحدة لخصت عاشور- سكسك ماهية العمل الاجتماعي السياسي وشرعيته الوحيدة: نحن مانحي السلطة، نحن، أصحاب الحق.  
 
من فاز حقاً في انتخابات الهيئة الاسلامية في مدينة يافا الحبيبة للعام 2013 هو شعار النهضة. هناك في يافا اليوم جيل جديد صاحب بصيرة، يؤمن بمصداقيته في التفكّر والتعقل ورسم الخطط والمشاريع للنهوض في البلد. وبذلك فهو جيل يدرك واجباته كما يدرك حقوقه. 
 
شعارات الحاجة في التغيير في العالم العربي والاسلامي لا تسمع اليوم ولا منذ الـ 48 فقط، انها تسمع منذ على الاقل مئة سنة، وبأكثر الحاحاً عقب سقوط الخلافة العثمانية في بداية القرن العشرين. بالرغم من النداءات للاصلاح، منذ ذلك الحين وحتى اليوم، فما زالت تحديات كبيرة المجتمع الاسلامي في حيال مواجهتها. نحن الفلسطينيون اليافيون جزء من هذا المجتمع الكبير ونعيش هذه التحديات يومياً. أضف الى ذلك القضايا اليومية التي تتراكم وتنجلي أمامنا في ظل الاضطهاد والتمييز السياسي اتجاه فلسطينية الداخل والتي أشار إليها الاخوات والاخوة في أثناء الحملة الانتخابية والتي هم في خضم مواجهتها. 
 
ما أريد وضع خط عريض تحته، إلى جانب القضايا الغاية في الاهمية التي طرحها الائتلاف، هو العلم. اسمحو لي أخواتي وإخواني أن أشير الى ان تغيير الواقع، أي واقع، بحاجة الى بناء، بناء همم تدرك ذاتها وتستبصر واقعها وتحب مجتمعها. إن هذه ليست شعارات فارغة بل هي حقيقة. لدينا جيل يرغب في العلم لكن معظمه تنقصه الوسائل المادية والمرافقة والدعم العلمي والبيروقراطي. علينا ان نعي كيفية استقطاب هذه الطاقات الشابة وهذا لسببين. الأول، من أجل الاصغاء لاحتياجاتها، ولتساؤلاتها وغاياتها؛ وذلك ثانيا، لنستطيع توجيهها ودعمها. هذه الطاقات الشابة هي المفتاح الرئيسي للاستثمار في بناء مستقبل يسوده الإخاء والطمأنينة.
  
لا بد أنكم أعزائي القراء شاهدتم البارحة في عيون المرشحات والمرشحين علامات الكرامة والثقة بالنفس. العامل الاكبر من وراء هذه الصفات، والتي هي مكتسبة، هو العلم. إن كنا قبل عشر سنوات نتبارى من لديه سيارة آخر موديل فإننا اليوم، وأقول والحمد لله، نتفاخر من يدرس في الجامعات والكليات والمعاهد والورشات للحصول على شهادات. إن ديننا الاسلامي علمنا أن لا دين بدون علم. بالعلم نستطيع نحن كمجتمع، لا فقط كأفراد، ان ننهض لنكون من جديد خير أمة أخرجت للناس. 
 
ومع ذلك، من المهم الاشارة لعدم المبالغة في التفاؤل في هذه المرحلة الاولية. إننا أمس رسمنا بداية لطريق طويلة جدا، إننا البارحة زرعنا النبتة، والثمرة لكي تنمو بحاجة لصبر وعناية، فلنكون نحن ماء وشمس الائتلاف، نسقيهم ونلتف من حولهم لندفئهم ونكون شعلة إن طفئت آمالهم، فالطريق محسومة لصالحنا ولكنها بحاجة الى عمّال يمهدوا لها سبل النجاح. ولله التوفيق.  
 
الكاتبة هي طالبة دكتوراة في قسم العلوم الثقافية في جامعة تل ابيب

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
مبدعه حبيبتي زهيه ليس غريب ان نسمع مثل هذه الكلمات الرائعة في رفع الروح المعنويه من إنسانه أكثر من رائعه فهي ابنة المربي الفاضل "حسن قندس" ف تلك الشبله من ذاك الأسد .....
نفين قبطان ابو ديه - 20/12/2013
رد
2
رائعة
شهيرة فخر - 16/12/2013
رد
3
الله محيي اصلك اختي زهية حسن قندس الله محيي اصلك، بوركت، كلماتك المعبرة نور حق ، اسعدني وشرفني اللقاء بك على عتبات المركز الجماهيري وقريبا من صناديق الاقتراع ، ومقالك هذا زادني املا ان القادم افضل باذن الله تعالى ، والخير ببلدنا يافا وشبابها وبناتها ونسائها ورجالها وما علينا الا ان نقوم بالتعزيز والتطوير والتنشيط لهذه الهمم والقدرات ، ولا يسعنى الان الا ان ارجو من الله الاخلاص بالقول والعمل والتوفيق والسداد لما فيه مصلحة الدين ومجتمعنا اليافي الطيب اهله . والحمد لله رب العالمين وقل وما توفيقي الا بالله .
باكزة سيد عاشور سكسك - 16/12/2013
رد

تعليقات Facebook