اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"وفاء العهد وعهد الوفاء" بقلم: عبد القادر سطل

 
سامحيني يا أمي كلمة رددتها كثيرا في الأيام الماضية. سامحيني فأنا الأبن المقصر بحقك. سامحيني لأنني لم أقدم لك ولو زفرة من زفرات ميلادي. الفراق صعب ولكن فراق الأم أصعب. الموت حق ولكن في موت الأم خسران كبير. وفيه ألم ليس مثله ألم وفيه معاناة تفوق كل معاناة. من سيقول لي كلمة الله يرضى عليك يما " أين سأجد دعاء ولو من أقرب الناس يضاهي دعاء الأم , وقد قرن الله الإحسان إلى الوالدين بعبادة الله في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" صدق الله العظيم.
 
كل الكتب السماوية أشادت بمكانة الأم وإحترامها والعمل على راحتها. الحاجة وصفية سطل زوجة الشيخ المرحوم الحاج فتح الله سطل كانت نعم الام والزوجة الصالحه. الحاجة أم محمد يشهد لها الجميع بالورع والتقى والإيمان وحب الناس وحب الخير والعمل به. تقول حفيدتها وهي تستقبل الوفود المشاركة بالتعزية  ليت جدتي معنا لتشاهد بام عينها مدى حب وإخلاص الناس لها. كنت معها على مدى اربعة وعشرون يوما في المستشفى ومعي أخوتي وأقاربي الكل يدعو ويصلي لها بالشفاء العاجل. كنا ننتظر أن تفتح عينيها لتقول لنا أنها معنا تسمعنا وترانا. كانت تعيش بعض الوقت معنا ثم تغيب وكأنها تقول لنا . كفى ! آن موعد الرحيل . آن موعد الفراق. وكان لها ما أرادت لترحل عنا ونحن نقف بين يديها وقدميها نقبلهما وهي ذاهبة للقاء الأحباب والأصحاب. إلى دار المقر سبيلي. إلى الرفيق الأعلى لتشرب شربة ماء لا تظمأ بعدها أبدا. أمي الانسانه البسيطة الرقيقة الحنونة المحبه ترقد الآن في روضة من رياض الجنة وسيكون لها مقعدا على حوض الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بإذن الله. 
 
لقد شعرنا أنا وأخوتي والحضور بالنفحات الإيمانية خلال أيام العزاء. شعرنا بأننا فارقنا إنسان هو من أهل الجنة بإذن الله. أم مؤمنه بقدر الله تتقبل منه ما أراد وشاء. فقدت إخوتها زياد وجهاد وهم أصغر منها سنا ولكنها كانت الصابرة المحتسبة. وأنا أقول في نفسي من أين لها هذه القوة والصبر والرضى بما كتب الله إن لم يكن ذلك من عمق إيمانها بالله ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. 
 
أحمل رسالة باسمي وباسم إخوتي أبناء الحاج فتح الله سطل والحاجة وصفية سطل أن احملوا أبائكم وامهاتكم على كفوف الراحه. راعوا مشاعرهم واعتنوا بهم فليس هناك رضى أهم وأكبر من رضى الوالدين. وليست هناك سعادة تفوق كلمة الله يرضى عليك , عندما تخرج من فم الام والاب. ولا ننسى أن رعايتهم والسهر على راحتهم هو جهاد في سبيل الله. "  فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً" صدق الله العظيم. 
 
اسمحوا لي باسمي وباسم اختي فاتن وبقية الاخوة وباسم آل سطل وطوخي أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من شاركنا عزائنا . وكل من قدم لهذا العزاء من الخير الكثير . من يافا وخارج يافا نقول لهم جميعا بارك الله فيكم وشكر الله سعيكم وليكن ما قمتم به بميزان حسناتكم. 
 
ولأمي أقول :انا على العهد يا أمي الغالية . كل كلمة سمعتها منك مستقرة في ذهني. سأبقى لك وفيا إلى أن القى الله والقاك على حوض الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ولنفسك أقول ارجعي الى ربك راضية مرضية لتكوني في عباده وتدخلي جنته. 
 
عبد القادر سطل 
ابن الحاجه وصفية سيد سطل ( الطوخي ) 
يافا 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
الحاجة وصفية الى جنة الخلد ورحم الله موتاكم
ندى - 28/02/2014
رد

تعليقات Facebook