اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

وتشرفتُ أني يومًا قبلتُ رأسك...بقلم الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني

إنه فضيلة الدكتور محمد بديع؛ المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، المعتقل في سجون الانقلابيين من بعد مجزرة رابعة الرهيبة يوم 2013/8/14، ولا يزال قابعًا في السجن تُلفّقُ له التهم الظالمة هو والدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب الشرعي، ومئات من قيادات الإخوان المسلمين وقريبًا من عشرين ألفا من أبناء هذه الجماعة وأنصارها من مؤيدي الشرعية

في الأسبوع الماضي؛ وخلال إحدى جلسات المحاكم الهزلية، حدث سجالٍ جرى بين فضيلة المرشد ومنكانوا معه في قفص المتهمين وبين القاضي، حيث طالبوه فقط بالعدل وتحكيم الضمير فقال القاضي وبصلف: (أنا أجلس على هذا الكرسي وأعرف معنى العدل)، عندها انبرى له فضيلة المرشد كالأسد قائلًا له:(وأنا أجلس في هذا القفص منذ الستينات وأعرف معنى الظلم). نعم! إنه الأستاذ محمد بديع، الذي جلس في قفص الاتهام مع سيد قطب رحمه الله في العام 1965، وكان بديع يومها شابًا في مقتبل العمر، يعمل معيدًا في الجامعة، حيث سجن لأكثر من عشرين سنة بينما حكم بالإعدام على سيد قطب رحمه الله، أيام الحملة الظالمة التي قادها عبد الناصر يومها ضد جماعة الإخوان، حيث بلغ عدد المعتقلين 34 ألفًا منهم 450 امرأة.

ليس هذا فحسب، بل إن فضيلة الأستاذ المرشد محمد بديع قد قال للقاضي، مبينًا له عدم الخوف من حكم الإعدام: (لو اعدمتموني ألف مرة والله لا أنكص عن الحق، إننا لم نكن نهذي حين كنا نهتف، "والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، اللهم فاقبل، اللهم فاقبل). 

إنه محمد بديع الذي استشهد ابنه المهندس عمار؛ ابن السابعة والثلاثين في الأحداث والمجازر التي استمرت بعد مجزرة رابعة

نعم! هكذا هم قادة الإخوان المسلمين، يقدمون أروع النماذج في البطولة والعطاء والبذل في سبيل الله، ليس في أحداث مصر الأخيرة فقط، ولكن في أحداث مصر منذ الملك فاروق، مرورًا بكل الظالمين والطواغيت؛ عبد الناصر، والسادات، ومبارك، وانتهاءً بالسيسي.

إنهم قادة جماعة الإخوان المسلمين الذين اتهموا بالإرهاب وأعلن عنهم جماعة محظورة، بعد أن كانوا حصلوا على 44.5% من أصوات الناخبين المصريين في أول انتخابات تشريعية تجري بعد خلع حسني مبارك. ومع أن الدنيا شهدت اعتقالات بعضهم المتلفزة كاعتقال الأستاذ محمد بديع أو الدكتور البلتاجي وعصام العريان ومحمد مهدي عاكف وغيرهم، إلا أننا لم نسمع ولم نَر واحدًا منهم قد استعمل القوة بنفسه، أو حتى كان معه من يستعمل السلاح. ولو كانوا يعتمدون القوة والسلاح لدافعوا عن أنفسهم ولقاوموا من أراد أن يعتقلهم، بل إنها كلمة المرشد محمد بديع على منصة رابعة لما قال: (إن سلميتكم أقوى من الرصاص) مطالبًا المعتصمين بالحفاظ على السلمية وعدم الانجرار خلف العنف

لم يكن موقف الأستاذ محمد بديع فريدًا ولم يكن بدعًا من المواقف، بل إنها سيرة وسلوك من سبقوه من المرشدين قادة هذه الجماعة ؛بدءًا من المؤسس الإمام الشهيد حسن البنا ومرورًا بالأستاذ حسن الهضيبي ثم عمر التلمساني ثم محمد حامد أبو النصر ثم مصطفى مشهور ثم مأمون الهضيبي ثم محمد مهدي عاكف. وإنني استعرض بعض هذه المواقف المشرفة ليس دفاعًا عن هؤلاء الأشراف، وإنما إظهارًا للحقيقة وتعريفًا للأجيال

* الأم الحقيقية وليست المزيفة: 

حين صدر القرار بحل جماعة الإخوان المسلمين في الثامن من ديسمبر 1948/12/8 في عهد النقراشي رئيس وزراء مصر في عهد الملك فاروق، كان ما كان من محنة وابتلاء وسجون واعتقالات بالآلاف لأبناء الجماعة عقابًا لدورهم في حرب فلسطين ضد العصابات الصهيونية قبيل النكبة؛ هذه المحنة التي سبقت ومهدت لاغتيال الأستاذ البنا بعدها بشهرين؛ أي في 1949/2/12

وخلال هذه المحنة ذهب بعض الشبان إلى الإمام الشهيد ليستأذنوه في مقاومة شرطة ومخابرات النقراشي وفاروق المدعومة من الإنجليز، فنهاهم بشدة عن هذا الأمر وأوضح لهم عاقبته الوخيمة، وذكرّهم الإمام الشهيد بالقصة المشهورة عن نبي الله سليمان حين اختصمت امرأتان على طفل وليد وادعت كلتاهما ببنوته، فحكم سليمان بشطره نصفين بينهما، فبينما وافقت المرأة التي لم تلد الطفل على قسمته عز وشق ذلك على الأم الحقيقية وآلمها قتل فلذة كبدها، فتنازلت عن نصيبها لقاء أن يظل الطفل حيًا. ثم قال لهم الإمام الشهيد: "إننا نمثل نفس الدور مع هؤلاء الحكام وعلاقتنا بالوطن مصر، فنحن أحرص منهم على مستقبل الوطن وحرمته، فتحملوا المحنة ومصائبها وأسلموا أكتافكم، تحملوا السجن والقتل والظلم حرصًا على مستقبل وطنكم وإبقاءً على وحدته واستقلاله". فما أشبه الليلة بالبارحة! فالإخوان هم الإخوان ؛كالأم في حرصها على مصر، بينما الطغاة والفاسدون هم الأم المزيفة المدعية بحرصها على الوطن. وقديمًا قالوا (ليست النائحة كالثكلى). 

* ابحثوا عن لافتة أخرى: 

تحت وطأة سياط التعذيب وغياهب الزنازين في سجون جمال عبد الناصر، في محنة وحملة اعتقالات 1965، خرجت بعض الأصوات من إفراز القهر والظلم تكفّر هؤلاء الحكام وكل من والهم وساندهم من السياسيين ورجال الأمن والمخابرات والجيش. وكان المرشد حسن الهضيبي ضمن المسجونين، وقد حكم عليه عشرين سنة، فناقش داخل السجن هذه الفتنة (أي فتنة التكفير) وطالبه بعض الإخوان بإرجاء النقاش لأن في هذا سببًا لتمزيق الجماعة، فقال قولته المشهورة بكل صراحة ووضوح: (إن هذا الفكر أشد خطورة على الدعوة من سياط وتعذيب عبد الناصر، فلنناقشه ولنفنده مهما كانت الظروف). وفعلًا كان النقاش، ورجع الكثيرون عن هذه الفكرة وبقيت قلة قليلة، طالبهما الأستاذ المرشد حسن الهضيبي بتجديد البيعة للإخوان المسلمين فقال هؤلاء: (نبايع على كل شيء في الجماعة ما عدا مسألة التكفير فإنها تبقى للاجتهاد الشخصي)، عندها انتفض الهضيبي كالأسد الهصور، مع أنه داخل سجن عبد الناصر، وقال كلمته المشهورة: (بل البيعة على كل شيء حتى موقف الجماعة من مسألة التكفير، ومن لم يبايع على هذا الفهم فليبحث له عن لافتة أخرى غير لافتة الإخوان المسلمين). فهل مثل هؤلاء يسمون بالإرهابيين والتكفيريين يا كل العملاء والفاسدين؟

* كسر تقاليد الانحناء: 

كان من التقاليد المهينة أيام الحكم الملكي، حكم فاروق أن ينحني الشخص للملك عند حلف اليمين القانونية لتأدية دوره كقاضٍ جديد.
وترقى الأستاذ الهضيبي إلى منصب مستشار (قاض) هو وعشرة آخرون، وكان عليهم أن يؤدوا اليمين أمام الملك. ودخل العشرة، سبقه منهم خمسة لم يترددوا في الانحناء
وجاء دور الهضيبي ففاجأ الجميع بأن مد يده لمصافحة الملك وأقسم اليمين منتصب القائمة مرفوع الجبين بصورة أنعشت الإباء فيمن بعده، ففعلوا مثلما فعل، فكان حسن الهضيبي، القاضي الذي أصبح فيما بعد المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين، أول من كسر تقاليد الانحناء بين يدي الملك.
فليس عجيبًا ولا مستغربًا على الإخوان المسلمين من تربية حسن البنا وحسن الهضيبي ومحمد بديع ألا يقبلوا اليوم الانحناء أمام السيسي وزبانيته، وأن يظلوا يواجهون هذا الانقلاب بكل عزة وإباء حتى ينحني السيسي نفسه وحتى يندحر ويفشل انقلابه ودمويته أمام صلابة وشموخ وصمود جماعة الإخوان المسلمين، وحتى تكسر وتفشل تقاليد الانقلابات العسكرية إلى الأبد ليس من مصر وحدها وإنما من العالم كله بإذن الله.

* عمر التلمساني في مواجهة السادات: 

عندما قرر السادات عقد لقاء فكري في الإسماعيلية مع السياسيين والمفكرين وزعماء المعارضة، التقى وزيرُ الإعلام المصري الأستاذَ عمرَ التلمساني يرجوه حضور اللقاء والأستاذ عمر يرفض، لأنه كان يعرف كبرياء السادات الأجوف وحرصه على أن يظهر بمظهر المتعالي. وبعد إلحاح الوزير حضر الأستاذ عمر وهو المرشد الثالث للإخوان المسلمين بعد حسن البنا وحسن الهضيبي وجلس في الصف الأمامي.
وبعد استرسال السادات في حديثه تطرق إلى الحديث عن عمر التلمساني وعن الإخوان، ثم أخذ يكيل لهم الاتهامات بإثارتهم الفتنة وتحريض الشعب ضد النظام، فما كان من الأستاذ عمر، وقد قارب يومها من الثمانين، إلا أن رد على السادات وفند ما قاله، ثم قال بعزة المؤمن الواثق في ربه: "لو كان غيرك وجّه إليّ مثل هذه التهم لشكوته إليك، إنما وأنت يا محمد يا أنور يا سادات صاحبها فإني أشكوك إلى أحكم الحاكمين وأعدل العادلين"، فما كان من السادات إلا أن صُعق من قوة كلمات التلمساني وجرأته فاعتذر على الفور قائلًا: "أنا لم أقصد الإساءة إلى الأستاذ عمر ولا إلى الإخوان المسلمين. يا أستاذ عمر أسحب شكواك"، فرد الأستاذ عمر: "أنا لم أشكُك إلى ظالم وإنما شكوتك إلى الله العادل ويعلم ما أقول". 
هكذا هو عمر التلمساني ؛مرشد جماعة الإخوان المسلمين بطلٌ في وجه الظلمة والطواغيت يواجههم بلا تلعثم، إنه نفسه الذي كان يومًا في زيارة إلى لندن، وفي لقاء صحافي سُئل أسئلة فيها انتقاد للحكومة المصرية، فأجاب بطريقته، فقال الصحافي: أنت تتهرب! فقال الأستاذ عمر: التهرب ليس خلقي ولكن خلقي يأبى علي أن أنتقد وطني من أوطان الآخرين، بل أنا أوجه مآخذي إلى حكومة مصر من داخل مصر، هذا مبدأ وليس سياسة

* الموت أهون عندي من شهادة الزور: 

إنه البطل الآخر من أبطال الإخوان المسلمين. إنه فضيلة المرشد محمد مهدي عاكف، الذي قاد موكب الإخوان المسلمين قبل المرشد الأخير محمد بديع، حيث يحدّث ما وقع عليه وعلى إخوانه من تعذيب يشيب لهوله الولدان، ورغم ذلك لم يُول ظهره ولم يُعطِ فرصة للزبانية كي يشمتوا فيه أو يروه فيه في وضع ذلك فيقول

"5/نوفمبر/1954 يوم عصيب في حياتي، نُقِلتُ إلى مجلس قيادة الثورة حيث تجري المحاكمات، أدخلوني إلى "السلخانة" ؛أي غرفة التعذيب والسلخ التي كان يشرف عليها علي صبري وصلاح الدسوقي الششتاوي، لا أريد الحديث عما جرى فيها، فهو أمر يندى له جبين الإنسانية، لم أدرِ بنفسي إلا وأنا في غرفتي بالسجن الحربي مشلول اليدين والرجلين، أعِدتُ إلى مجلس قيادة الثورة بقيادة عبد الناصر لأشهد على فضيلة المرشد حسن الهضيبي رحمه الله، بأن كل شيء في الجماعة كان بأمره، وأنا ملقى على الأرض لا استطيع الحركة، قلت لعلي صبري والششتاوي: لو كان فيكم رجل لأطلق علي الرصاص، فهو خير لي من أن أشهد شهادة زور. قالا: لا! ولكن سنتركك تموت موتًا بطيئًا ونلقيك في النيل". 
إنه محمد مهدي عاكف يتحدث عن سجنه وعذاباته في العام 1954 في عهد جمال عبد الناصر، وها هو اليوم بعد ستين سنة (في 2014) يُعذب في سجون السيسي، حيث هو معتقل منذ أحداث رابعة، إنه البطل الذي عرض عليه السجن قبل مدة قصيرة إطلاق سراحه مقابل الإعلان عن انقلاب 7/3 أنه ثورة وليس انقلابا فرفض، بل وسخر من السيسي وزبانيته ليظل في سجنه وهو ابن 84 سنة

* القاضي الذي حاكم الإخوان صار منهم: 

إنه المستشار أحمد كامل بك، الذي حاكم الإخوان زمن الملك فاروق، وتحديدًا في العام 1948 في القضية المشهورة باسم "سيارة الجيب"، يحدث عن نفسه فيقول: "سمعت لأول مرة في حياتي عن الإخوان المسلمين عام 1935، وكنت أظنهم جماعة صوفية لحلقات الذكر، وحدث مرة أنني حضرت احتفالًا بالمولد النبوي أقامه الإخوان في الزقازيق، فاستمعت إلى حسن البنا وشعرت وعرفت أنه خطيب ممتاز، لكنني لم ألتقه إلا وأنا مستشار في محكمة جنايات القاهرة، حين وضعت بين يدي مستندات النيابة ضد اثنين وثلاثين عضوًا من الإخوان المسلمين أو "الأعضاء الإرهابين في الجماعة المنحلة" كما أطلق على الإخوان المسلمين يومها.

كنت حريصًا على أن أقرأ كل شيء، فتتبعت نشأتهم وأحسست إذ ذاك بروحي تجوب معهم في شوارع الإسماعيلية عام 1928، ثم تترك المدينة الضيقة لتضيء كل مكان في مصر وحتى في ميدان القتال على أرض فلسطين". ويستطرد القاضي أحمد كامل بك فيقول: "كنت مطالبًا بأن أكوِّن عقيدة لنفسي قبل أن أكون عقيدة لغيري، وكان يجب أن أعيش في القضية مكان المتهمين، ومكان أعضاء الجماعة، ومكان قائد الدعوة لأؤمن بما يؤمنون به أو لأكفر بما يعتقدون أنه الحق، وبين الإيمان والكفر كانت تُنظر قضية "السيارة الجيب" لتحدد وإلى الأبد مصير الإخوان المسلمين ولتحدد بعد ذلك مصيري أنا، فإني أعتقد أن هذه القضية هي وحدها التي هدتني إليهم، وهي التي دفعتني إلى أن أصبح عضوًا عاملًا في الجماعة أسير معهم وأدافع عنهم". 

* وتشرفت أني يومًا قبلتُ رأسك: 

إنه الفارق الكبير إذن بين القاضي صاحب الضمير، والذي يبحث عن الحق من أجل نفسه وضميره، قبل أن يبحث عنه لأجل المتهمين، كما كان حال المستشار القاضي أحمد كامل بك، وبين القاضي شعبان الشامي الذي حكم على 529 من الإخوان ثم على 683 آخرين بالإعدام، كان أحدهم فضيلة المرشد محمد بديع، والذي خلال الجلسة دار السجال بينه وبين القاضي الذي قال: (أنا أجلس على هذا الكرسي واعرف معنى العدل) فأجابه البطل ابن الجماعة المباركة بل ومرشدها: (وأنا أجلس في هذا القفص منذ الستينات وأعرف معنى الظلم). 
يا فضيلة الأستاذ المرشد؛ إنك بكلماتك هذه وموقفك هذا تبعث في أبناء الأمة معاني الشموخ والكبرياء والاعتزاز، وتذكر أن في الأمة طرازًا من الرجال تتشرف بهم هذه الأمة. لقد كان لكلماتك هذه في نفسي معنى عظيما زادني حبًا لك وتقديرًا واحترامًا ووفاءً، زيادة عما كان من يوم أن التقيتك في شهر شباط 2013 في العاصمة التركية "أنقرة" خلال مهرجان أقامه حزب السعادة التركي في الذكرى الثانية لوفاة طيب الذكر نجم الدين أربكان رئيس الحكومة التركي السابق، ومؤسس الحركة الإسلامية في تركيا، فلقد تشرفت يومها أني صليت خلفك، فكنت أنت الإمام والمرشد. وبعد الصلاة كان السلام، وقد تشرفت يومها أني قبلتُ رأسك، فالسلام عليك يا صاحب الرأس المرفوعة والقامة المنتصبة، السلام عليك وأنت من زنزانتك تُرهب وتخيف كل الأقزام والمتطاولين، السلام عليك وأنت ترفع شراع وراية الجماعة والدعوة المنصورة بإذن الله، ألا فلا نامت أعين الجبناء!!! 

رحم الله قارئًا دعا لنفسه ولي ولوالديّ بالمغفرة
(والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون)

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
بارك الله فيك من يافا الى كل جماعت الاخوان بارك الله فيكم ان الله معكم انشا الله
44444444444 - 10/05/2014
رد

تعليقات Facebook