اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"رمضان شهر الخير ويافا أهل له" بقلم: عبد القادر سطل

 
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن. أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. فيه ليلة خير من ألف شهر. يعم فيه الخير علينا جميعاً. هو شهر التزاور والمحبة. شهر أشبه بسوق مؤقت يحل علينا مرة في السنة توزع فيه الجوائز على قدر العطاء. وقد تكون الجائزة إدراك ليلة هي خير من ألف شهر. فيه نخلع عن أنفسنا ملابس الدنيا ونلبس لباس المحبة والتقوى . لباس الألفة والسكينة. شهر نعود فيه إلى القرآن نتدبر كلماته ونعيش آياته . وكأننا نكتشف ما لم نعهد من قبل. شهر نتواصل فيه مع أماكن العبادة ونشد فيه الرحال إلى المسجد الأقصى مسرى الرسول الكريم. وجعل الله للصائم بابا في الجنة أسماه الريان. هو شهر الخير والمحبة والعطاء والتسامح والرضا والابتعاد عن ما يغضب الله. وقد نستمر على هذا النهج ولن تكفي مجلدات لكتابه الكم الكبير من الخير الذي يقدم للمسلم الصائم بل وحتى غير المسلم في هذا الشهر الفضيل. ويافا كباقي المدن والقرى تلبس هي أيضا حلة رمضان في الأيام الأولى نرى المساجد تمتلئ بالمصلين الذين يؤدون الصلوات الخمس وبشكل خاص صلاة التراويح. عشت هذا الشهر لأكثر من خمسة عقود ونيّف. 
 
وأذكر رمضان الطفولة وكيف كنا بعد الإفطار نجوب شوارع الحي ونردد لوما أهل الدار ما جينا يا حاليه... إلى آخر النشيد وكان الأهل الكرام يوزعون علينا الحلوة ويطعموننا من الخير الكثير الذي كان يعم البيوت ولا ننسى قطايف أم محمود فخر من حارتنا .  
 
أقول دائما أن يافا بخير بل هي نعمة أنعمها الله علينا كوننا نعيش في أكناف بيت المقدس الذي بارك الله حوله. هي مهد الديانات السماوية. ولد فيها المسيح عليه السلام وعاشت فيه مريم البتول خير نساء العالمين وقبلهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب. ويوسف ويونس. وأسري بخير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قبة الصخرة. نشكر الله دائما على هذه النعمة ونرجو دوامها. في هذا الشهر لا بد أن نستذكر موتانا ذكراً حسنا ولا ننسى أفضالهم علينا وهنا لا بد من الإشارة الى البعض منهم وهم كثر ممن عاشوا في يافا بعد النكبة ومنهم والدي الحاج فتح الله سطل والشيخ بسام أبو زيد إمام يافا وداود مرزوق ومحمود ريحان أبو سامي رحمه الله الذي تعلمت منه الكثير من السور والآيات ولا ننسى فضله علينا ولا أنسى صوته الجهور في مسجد العجمي الجديد والقديم. ولا ننسى أفضال مشايخنا أئمة المساجد والمقرئين وهم الحمد لله كثر. هنا لا بد من الإشارة أن يافا كانت في الماضي تستورد الأئمة والمشايخ من خارج يافا أمست اليوم منهلا من حفظة القرآن والمقرئين والوعاظ الذين يجوبون البلاد وخارج البلاد في سبيل الدعوة . نقول لهم جميعا بارك الله فيكم وجعل ما قدمتم من عمل على ميزان حسناتكم وأدخل موتانا فسيح الجنان. قد أكون قد أطلت الحديث ولكن الخير ما زال كثيرا وما يلج في الصدر بحاجة لمزيد. يحل علينا رمضان هذا العام وهناك عدد كبير من أسرى الحرية مضرب من الطعام منذ ما لا يقل عن 45 يوما وجزء منهم يقبع في المستشفيات بسبب الخطر على حياتهم. هم وأهلهم ونحن معهم نعيش فترة حرجه ولا بد من مساندتهم والوقوف الى جانبهم وجانب أهلهم.
 
لا بد لنا في هذا الشهر من نبذ كل أشكال العنف الجسدي والكلامي ونحوّل يافا إلى بيت واحد ومائدة واحدة. نعم مائدة واحدة مسلمون ومسيحيون ولنكن قدوة السلف الصالح والخلفاء الراشدون فقد قدّم لنا الفاروق عمر بن الخطاب  رضي الله عنه العهدة العمرية في بيت المقدس يا حبذا لو أطلعنا عليها وطبقنا ولو جزء منها. لنجعل من هذا الشهر شهر التزاور والتسامح على نطاق الفرد والعائلة والمجتمع. بل وأكثر من ذلك لنخصص هذا العام عدة أيام لتقديم وجبات الإفطار لأهلنا في المخيمات لنزور المخيمات ونفطر معهم ونستذكر معهم يافا الماضي ما كان يسمى بأيام العرب. تعودنا عدم الزواج في هذا الشهر وليكن هذا الشهر بدون طلاق أيضا بل محبة ورضا ووفاء. وليسطع نجم يافا في سما نابلس وبيت لحم وكل مدن فلسطين. لنبادر بتنظيم وفود لعدد من المدن والقرى مع المشايخ والرهبان والمقرئين. لنكن قدوة لغيرنا. ولأنني أحب يافا وأحب في أهلها الطيبة والنخوة ولأنني أحب أن أكون ممن يتسوّق في هذا الشهر وأطمح بنيل الجائزة مع أبناء بلدي الحبيب يافا أرجو أن يقال عنا في العام القادم أن يافا عرفت رمضان ونالت من خيراته بل ووزعت على من حولها. نقول ليافا عروس فلسطين ودرة الشرق هنيئا لك برمضان وعبّاد رمضان . هنيئا ليافا بالكم الهائل من أهل الخير ولتكن يافا حضن فلسطين الدافئ ولتسعد نجومها بليلة خير من ألف شهر. 
 
عبد القادر سطل 
يافا الخير 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
بارك الله فيك :) افكار رائعة في ميزان حسناتك ان شاء الله
لؤلؤة يافا - 18/06/2014
رد

تعليقات Facebook