اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "الله محيي الشباب" بقلم: عبد القادر سطل

 
لا يمكن أن يمرّ مشهد الامس مرّ الكرام. المئات من شباب يافا يجتمعون للدفاع عن طفلة تعرّض لها بعض المستوطنون في حي الجبلية وكأنهم يلبون نداء تلك المرأة المسلمة التي وقعت في أسر الروم فقالت وامعتصماه. في هذا الحي نبتت قبل عدة سنوات نبتة فاسدة ولا بد من اقتلاعها. بالأمس كانت خطوة بألإتجاه الصحيح.
 
هبّ الشباب ملبيا النداء. خلال أقل من ساعة وبعد أن انتشر خبر الاعتداء على الطفلة من قبل المستوطنين واستشهاد الشاب أنور سطل من جهة أخرى في حادث دهس وقع في منطقة الشمال تحوّل الحال في يافا من هدوء انتظار موعد صلاة المغرب والإفطار إلى ثورة غضب ربطت يافا بالقدس والقدس بوادي عارة والجليل والمثلث. ويلتقي الشهيد محمد أبو خضير بالشهيد محمد الدرة. كيف لعقولنا أن تستوعب حرق طفل وهو على قيد الحياة .. الغضب عارم في كل مكان. وما زلنا ندفع الثمن. 
 
اليوم سقط ما لا يقل عن تسعة شهداء. والشهيد ليس رقم ولكن عزة وكرامه لأهله وشعبه وأمته. دم الشهداء يروي أرض هذا الوطن في غزة والضفة والقدس. وكلها أرض مباركة. أرض الرباط الذي بارك الله حولها . شعفاط , غزة , يافا , الجليل , المثلث شعب واحد وقضية واحدة. نحن أولاد البلد . يافا الحبيبة. لن ولن نسمح لأيدي خبيثة أن تمس ولو شعرة من طفل أو طفلة فلسطينية من يافا. وإليكم الرد لا شعارات ولا هتافات بل وقفة رجل واحد تشرّف يافا وكل أبناء شعبنا الفلسطيني. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة من أي طرف كان للاعتداء على أولادنا وعلى حقنا بالعيش بكرامة على أغلى أرض وأغلى وطن. وليعلم القاصي والداني أن كلمة الحق ستعلو ومعها صرخة الحق في وجه الظالم. 
 
بالأمس قالها الشباب بشكل إرتجالي وعفوي. إنا هنا باقون , فلتشربوا البحر, وقالوا فلتكسر اليد الممدودة علينا. بالأمس قال الشباب "يا يافا لا تهتزي كلك كرامة وعزة". هذا الجيل سيقود يافا لبر الأمان. وبر يافا وبحرها هو المكان الآمن الذي لن نتخلى عنه أبد الدهر. دمنا مجبول بتراب يافا فإما أن نعيش فوقه بكرامة أو تحته على درب الشهادة والصمود. لقد أعلنها الشباب بالأمس النكبة فعل ماض لن يتكرر. نحن معا في سبيل حماية يافا وأهلها وأنا اليوم يافاوي فخور بشباب يافا. أنتم العزة والكرامة , أنتم نبراس المستقبل. نحن نعوّل عليكم لتقودوا المراكب الى الميناء وليس منها . نعوّل عليكم بأن تفرشوا شوارع يافا بالعلم والمعرفة والإيمان. بالعلم سنأخذ حقنا. وبالعلم سنمضي قدماً لتعود يافا إلى سابق العهد منهلا للعلم والمعرفة. وفنارا ينادي هنا يافا هنا العروس أين أنتم .. الله محيي الشباب .

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook