اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

الذهاب إلى المجهول - بقلم: الشيخ سعيد سطل "ابو سليمان"

 
أصدرت محكمة القاهرة حكماً ظالماً جائراً يقضي بأن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس منظمةٌ إرهابية , مدّعية زورا وبهتانا تورط الكتائب في العديد من العمليات الإرهابية في مصر , وان حماس استغلت الأنفاق للدخول إلى مصر لارتكاب عمليات إرهابية ,  وأنها استغلت الأنفاق لتهريب الأسلحة المستخدمة في الاعتداء على الجنود وأفراد الشرطة المصرية , وان حماس تهدف إلى زعزعة امن البلاد واستقرارها , لا يخفى على عاقل أن هذا القرار هو قرار سياسي بامتياز , والمتابع لوسائل الإعلام المصرية من صحف رسمية وفضائيات منذ الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي , يُصدم من اللهجة العدائية ومن كيل التهم لحركة المقاومة الإسلامية حماس , بحجة المس بالأمن القومي المصري , افتراءات وأكاذيب وأضاليل وأباطيل لم تشهد لها مصر مثيلا حتى في عهد الاستعمار البريطاني.
 
هذا الافتراء جاء ليُبيح إهدار دم المقاومة الإسلامية , وملاحقتها والزج بإفرادها في السجون ومصادرة أموالها وممتلكاتها , وكل عمل مقاوم للاحتلال أو التصدي لأي عدوان يقوم به الاحتلال يصبح مدانا يستحق الملاحقة والعقاب , ويبرر أي عدوان وارتكاب أي جريمة بحق المدنيين الفلسطينيين , وليس غريبا أن يتزامن صدور هذا القرار مع هجمة إعلامية غير مسبوقة من وسائل الإعلام المصرية الرسمية من صحف وفضائيات تحرّض على ملاحقة الإخوان وقتلهم وحرق ممتلكاتهم , والأمر المستغرب والمستهجن أن التحريض لم يقتصر على رجال السياسة فقط , إنما شمل أعلى سلطه دينيه في مصر ممثله بشيخ الأزهر   وهذا وزير الأوقاف المصرية محمد مختار جُمعه يعلن أن وزارته ستتقدم لمجلس الوزراء باقتراح سحب الجنسية المصرية ومصادرة أموال من يحرّضون على قتل الضباط والجنود المصريين , يؤيده في ذلك الشيخ الدكتور احمد كريمه أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر , فيقترح حرمان كل مؤيدي الأخوان من التعليم والعلاج المجاني كخطوة أولى قبل سحب الجنسية , أما من شغل منصب الإفتاء في عهد مبارك الشيخ علي جُمعه فحدّث ولا حرج ,ففي تصريحات عديدة له عبر الفضائيات المصرية , ألقى مسؤولية العمليات الإرهابية في مصر على الأخوان فأفتى بوجوب قتال جماعة الأخوان المسلمين قائلا : إن المسلمين مأمورون بقتال هؤلاء الإرهابيين , معللا ذلك أنهم أناس ظلاميون وأنهم قوم سوء مجرمين , هؤلاء النفر أصيبوا بهستيريا فرعونية أصيب بها فرعون من قبل , يوم أصدر أمرا بقتل مواليد بني إسرائيل الذكور, بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم , هذه التهمة وجّهت لهم وما زالوا في بطون أمهاتهم قبل أن يولدوا , التهمة الموجهة للمولود كانت انه ولد ذكرا , ما أشبه اليوم بالأمس , ففي شريعة القضاء المصري المُسيّس ,  وفي شريعة السياسيين أهل المصالح , وفي منطق مشيخة الأزهر المدجّنة , كل من ينتمي للإخوان المسلمين  وكل من ينتمي لمقاومة الاحتلال فهو إرهابي مهدور الدم , وسيعلم الذين ظلموا وفي مقدمتهم السيسي والطيّب وجمعه وكريمه وجنودهم من الإعلاميين أنهم كانوا خاطئين بانقلابهم على الحكم الشرعي للرئيس محمد مرسي , وبافترائهم على الأخوان وزج قادتهم في السجون بتوجيه تهم باطله لهم , "سيعلم هؤلاء الظالمون الذين يذهبون بمصر إلى المجهول أي منقلب سينقلبون".
 
سعيد سطل ابو سليمان 5 .2 . 2015

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook