.mp4_snapshot_00.00.387.jpg)
حكاية اللجوء لا تفارق ذاكرة الحاج ابو صالح والمرسومة في تجاعيد وجهه، فتصل حدود خيالاته بصحبة زوجته وأحفاده لمسقط رأسه اللد ولزمن جميل نغصه بطش الاحتلال وصار ذكرى لا يغيب عنها أمل العودة.
فالحاج عبد الرحيم سعد الذي يدعى ابي صالح والبالغ من العمر ٨٢ عاما يعد أكبر لاجئ من اللد في مخيم عسكر وأحد موثقي أحداث النكبة والتهجير، فيقول أبو صالح "هاجرت من اللد مع عائلتي حين كان عمري ١٦ عاما"٠
ويعود الحاج أبو صالح لأحداث النكبة عام ١٩٤٨والتي يظل يرويها لأحفاده، فيقول "نكل الاحتلال كثيرا بنا واستخدم أقسى الآساليب الإرهابية"، ويكمل أبو صالح الذكريات الأليمة "في مسجد دهمش باللد خلال شهر رمضان تم أسر أكثر من ٢٠ فلسطينيا وقتلى برصاص الاحتلال دفعة واحدة داخل المسجد ، وتم اخراجهم من المسجد أشلاء بعد أسبوعين بسبب حظر التجول".
ويتابع أبوصالح أحداث النكبة والمفتاح بكلتا يديه آملا بالعودة ذات يوم فيقول "عشنا أياما صعبة ورأينا الموت بأعيننا، فقد وقف اليهود على المأذنة وأطلقوا رصاصة من جانب أذني".
ولا زال الحاج أبو صالح يتذكر جيدا كيف أصبحت ليلة الخامس عشر من أيار في ذلك العام كالصريم فيذكر "قبل أن نهاجر من اللد بيومين ذهبنا عند أقربائنا في سهل اللد واجتمعت مجموعة من كبار العائلات للذهاب للحاكم العسكري البريطاني ليساعدهم ولم ينفع ذلك"، ويتابع " في ليلة الخامس عشر من أيار حين اشتد اطلاق النار هربنا بشكل جماعات من اللد، وجدي كان يبلغ من العمر 110 سنة وأطلق عليه الرصاص أثناء هربه على الدابة في طريق نعلين".
و في الذكرى الـ 67 للنكبة لا يزال الحاج أبو صالح يروي لأحفاده قصة مسار اللجوء من اللد إلى نعلين قضاء رام الله ومن ثم مخيم عسكر في محافظة نابلس.
ومن الجدير ذكره أن الحاج أبو صالح واللاجئين في مخيمات نابلس قضوا عاما في مدرسة الفاطمية حيث أعلنت حالة الطوارئ آنذاك، وابو صالح كرمته جمعية اللد في المخيم كأكبر لاجئ من اللد.
مفاتيح العودة لا تزال أملا لشعاع النور الذي يحتفظ به أبو صالح وغيره من اللاجئين الذين ظنوا هجرتهم لثلاثة أيام لا تزيد ساعة واحدة إلا أن الأيام طالت عليهم لتصبح ٦٧عاما، ويؤكد أبو صالح " برجع عخيمة باللد حتى لو كانت عندي قصور بالمخيم".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]