اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

الحاج أبو يوسف ما زال يحن إلى بلدته الأصلية الجماسين - قضاء يافا ويتمنى تقيبل ترابها

 
لكل لاجئ في فلسطين حكايته مع النكبة التي لا تزال فصولها تتوالي بعد67 عاما…اللاجئ الحاج يوسف محمد سالم أبو يوسف والذي هو من مواليد ( 1931م ) ومن بلدة الجماسين ( قضاء يافا) ورغم سنوات عمره التي تجاوزت الثمانين الا ان الحاج سالم ما زال محتفظا بحنينه ليافا.
 
أبو يوسف يرى أن النكبة لم تبدأ بتاريخ الخامس عشر من مايو 1948 بل قبل ذلك حين هاجمت “عصابات صهيونية” قرى وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً ونجحت في ذلك.
 
ولا ينسى الحاج أبو يوسف , بلدته الجماسين والتي تقع شمال مدينة يافا ووصفها بشدة الجمال حيث كانت تشتهر بزراعة البطيخ والشمام والبقوليات متمنيا أن يقبل ترابها قبل وفاته.
 
و ذكر لنا في حالة من الأمل بالعودة والحنين إلى بلدته العادات والتقاليد في ذلك الوقت من عام ( 1948م ) حيت كانت احتفالاتهم بالأعراس تحتوي على الدحية والدبكة والأغاني الشعبية مشيرا إلى اللباس الذي كان يميزهم وهو القمباز
 
كما عرج الحاج أبو يوسف إلى وصف بيوت العزاء والمآتم والتي كانت بلدته كلها تتجمع في هذه البيوت لمواساة أهل الفقيد على عكس اليوم الذي يكون الفرح لا يبعد عن بيت العزاء إلا شارع أو منزلين.
 
وأشار الحاج أبو يوسف إلى أشهر عائلات الجماسين " وهي أبو سرير ، أبو جبارة ، السماك " وتحدث لنا عن التعليم في ذلك الوقت فقال أنه يتبع للحكومة حيث كانوا يتلقون التعليم حتى الصف الخامس ثم يرسلون الطلاب إلى المدن ليكملوا تعليمهم .
 
وقال أبو يوسف أنه حتى عندما كان عامل من عمال داخل الخط الأخضر دخلت يافا و قبّلت ترابها يافا رغم أني لم ارجع كمواطن لها وسرت في شوارعها وتذكرت أنوار الشوارع التي كانت تنار بالشمع في المساء ويطفئونها في الصباح والصحف التي كانت تصدر وتجمع سكان المدينة حول من يستطيع قراءتها.
 
وأضاف أبو يوسف أثناء تقليبه بمفتاح منزله وأوراق ملكيته “أن مدينة يافا لن يقبل أي تعويض بدلا منها”. وأكد على توريث مفتاح البيت وأوراق الأرض في يافا لأحفاده أملين الرجوع ليافا كمواطنين وأصحاب حق.
 
وعند سؤاله عن لحظات تركه لبلدته ومنزله وأرضه قال وتكاد الدمعة تسقط من عينيه "لقد كانت لحظات عصيبة جدا لا أستطيع أن أصفها لقد كان الخوف والهلع هو سيد الموقف انأ ذاكمشيرا إلى أننا لم نخرج إلا بملابسنا ومفتاح المنزل الذي كنا نعتقد أنه بعد أيام سنرجع.
 
ويتابع الحاج أبو يوسف أننا سكنا سلمة لمدة أسبوع وبعد ذلك كثرت المعارك من المناطق الحدودية لبلدة سلمة وثم احتلالها مؤكدا أن أهلها قاوموا مقاومة شجاعة جداً في وجه بريطانيا التي احتلت جزء من تل أبيب و هتكفا حيث كان للجيش البريطاني معسكر تل شومير وعندما هاجر الفلسطينين من فلسطين سلمت بريطانيا اليهود المعسكر وكل ما فيه من بنادق ومعدات كبيرة ونحن لم يكن معانا سوا ( 15) فشكة فخلف الجيش البريطاني الكثير من المساعدات لليهود مما جعلهم يستقوون أكثر على العرب.
 
قال الحاج أن هناك أناس معتزين ببلدهم ووطنهم فمنهم من أخد مفتاحه معاه على أمل العودة إلى البلاد وأقسم أنه يحلم بمنامه بالعودة إلى بلاده " بقول شمل سنة ولا تقبل يوم ".
 
ويستذكر الحاج أبو يوسف أنه بعد احتلال بلدة سلمة اتجهنا إلى يبنا حيث أقمنا لبعض الوقت وتوجهنا إلى مدينة اللد ومكثنا ثلاثة شهور موضحا أن أهل اللد كانت لديهم عزيمة وقوة وشجاعة فكان أهلها يقامون مقاومة قوية وشديدة ضد الاحتلال الاسرائيلي
وذكر قوة وشجاعة عبد القادر الحسيني وكيف كانت وقفته هو  وجيشه مع أهل اللد، وقال: " أن شجاعتهم لا يمكن أن يتصورها أحد ولكن بعد فترة ونظرا لقلة الإمكانيات مع الثوار وقوة وشراسة العدو وازداد الوضع مأساة باللد فاتجهنا إلى دير ياسين ولكنها احتلت فدب الرعب في قلوب الأهالي".
 
وقال: "صح احتلوا اليهود بلادنا لكن احنا كفلسطينيين كنا ندافع عن بلدنا بدمنا وكل ما نملك فالأرض هي العرض".
 
واضاف: "بعد ذلك رحلنا نحن وأبنائنا إلى قطاع غزة فكان الوضع جداً سيء ومهين حيت أقمنا في بركسات تعود للجيش البريطاني لفترة من الزمن وبعد ذلك خصصت وكالة الغوث لنا الخيم والطعام وبعد ذلك جهزت لنا الوكالة بيوت تتكون من غرفتين لكل عائلة".
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook