اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

تقويض النهضة - للشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"

يمتاز الغرب على العرب أن الاعمال والوظائف من ادناها الى اعلاها لا تسند إلا لأصحاب الكفاءات , لا مكان لديهم للثقات ولا لأصحاب الولاءات , لا مكان لديهم لذوي القربى ولا للأصدقاء من طلاب المناصب اذا لم يكونوا اكفاء للوظيفة او المنصب , لأن تقديم اصحاب الولاءات والأهل والأصدقاء وتأخير اصحاب الكفاءات في نظرهم خيانة للأمانة وخيانة للوطن , لان تأخير الكفاءات وتقديم اصحاب الولاءات والثقات يؤدي الى التخلف  والى تقويض اركان الدولة , الأمم لا تنهض ولا ترتقي في جميع الميادين إلا بأصحاب الكفاءات , اما ان يسند العمل الى غير اهله الى من يحسن الملق ويحسن المدح والتصفيق للرئيس او المدير , كما هو الحال في الوسط العربي على المستوى المحلي والدولي , فهذا غش وخيانة والغش والخيانة من اكبر عوامل الفشل في مختلف المجالات والميادين , فضلا عن كونه خيانة للأمة وللوطن. 
 
لم يتصدر الغرب الحضارة الانسانية بجميع مكوناتها إلا لأنه اسند الوظائف وادارة الاعمال للأكفاء , الكفاءة في الغرب تقدم على كل اعتبار , اما ان يؤخر اصحاب الكفاءات ويحرمون من الوظائف والمناصب بسبب ولاءاتهم او جنسهم او دينهم فهذه خيانة للدين وخيانة للوطن وخيانة للقيم والمبادئ والأخلاق والأعراف وتضيع للأمانة , جاء في الاثر اذا ضُيّعت الامانة فانتظر الساعة , قيل كيف اضاعتها ؟ قال اذا وسّد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة , رواه البخاري ويقول الفاروق عمر رضي الله عنه : من ولي من امر المسلمين شيئا فولّى رجلا لمودة او لقرابة فقد خان الله ورسوله والمؤمنين , دخل عليه يوما قاتل اخيه زيد بن الخطاب في اليمامة وقد اسلم الرجل , فنظر اليه عمر وقال له : والله لا احبك حتى تحب الارض الدم , فقال الرجل يا امير المؤمنين أيمنعني هذا حقي ؟ اي بغضك اياي , قال عمر لا , الحب والكره ليس له دخل في الحق , لا دخل للحب والكره في تقديم او تأخير احد , لا دخل للحب والكره في محاباة احد او ظلمه او ايثاره , الاختيار والتقديم والتأخير معياره الكفاءات , صاحب الكفاءة هو الاحق بالوظيفة او المنصب ايا كان مذهبه وجنسه ودينه وولاؤه , يقول النبي صلى الله عليه وسلم ستكون أثرة وأمورً تنكرونها , قالوا يا رسول الله فما تآمرنا ؟ قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم , اي اذا كنت صاحب حق وظُلمت حقك فلا تخن وطنك من اجل حاكم جائر او حاكم متسلط او حاكم سافل , انما أد حق الله عليك واخدم دينك وبلدك بكل ما لديك من طاقة بإخلاص وأمانة وبكل ما لديك من خبرة , اما ان تخون بلدك وشعبك وان تبيع ضميرك للعدو بسبب ضياع حقك او بسبب ظلم وقع عليك من حاكم جبار او سلطة ظالمة فهذه خيانة لله والدين والوطن.
 
سعيد سطل ابو سليمان  

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook