اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"وجه القدس".. مخطط تهويدي يمحو تاريخ المدينة وعروبتها

 
"وجه القدس".. مشروع استيطاني تهويدي بامتياز، يهدف إلى محو آثار وتاريخ مدينة القدس المحتلة بالكامل، وطمس معالمها العربية والإسلامية العريقة، وجعلها مدينة تبدو ذات طراز غربي حديث، عبر بناء الأبراج والعمارات الشاهقة والفنادق، ومراكز التجارية الضحمة.
 
وفي عام 2009، بدأت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس التخطيط لإقامة هذا المشروع التهويدي، ولكنها صادقت على قسم منه في عام 2012، وفي عام 2014 تم المصادقة عليه نهائيًا، وجرى الاتفاق على أن يأخذ تنفيذه مراحل متعددة.
 
ويقع المشروع على مساحة 721 دونمًا في المدخل الرئيس غربي القدس، بتكلفة إجمالية قدرها 10 مليارد شيقل (2.5 مليارد دولار أمريكي)، وتقوم عليه بلدية الاحتلال، ووزارتي المواصلات والبنى التحتية، وشركة إسرائيلية للتخطيط والهندسة، وهي التي وضعت الخطط الشاملة والتفصيلية للمشروع، تحت إشراف شركة ألمانية.
 
ويقسم هذا المشروع إلى عدة مربعات، يضم كل مربع مشروعًا متكاملًا له أهداف معينة، وسيشكل المربع الأول وهو ما يسمى "الحي الاقتصادي" المرحلة الأولى للمشروع، وسيبنى على مساحة 211 دونمًا.
 
ووضع الاحتلال الأسبوع الماضي حجر الأساس للمرحلة الأولى من المشروع، البالغ تكلفتها 1.4 مليار شيقل (350 مليون دولار أمريكي)، وذلك كإشارة للانطلاق الرسمي للمشروع بحسب الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى محمود أبو عطا.
 
وستضم هذه المرحلة مركز مواصلات متقدم، محطة للقطار السريع تصل ما بين "تل أبيب" وغربي القدس، ومحطتان للقطار الخفيف، ومحطة كبيرة للحافلات وموقف سيارات متطور.
 
ويوضح أبو عطا أن المشروع سيبنى قريبًا من مجمع البنايات الحكومية الإسرائيلية، الذي يضم أبرز المباني "كالكنيست والمحكمة العليا وبنك إسرائيل"، ويمتد على جزء من أراضي قريتي لفتا والشيخ بدر المهجرتين، وبعض أراضي قرية دير ياسين.
 
ويشير إلى أنه سيتم بناء 24 برجًا ذات مبنى ضخم وشاهق، 14 منها ذات 24 طابقًا، وتسعة منها ذات 9 طوابق، بحيث تضم مكاتب ومحلات تجارية، وأبراج سكنية، كما سيتم بناء أكبر مركز للمؤتمرات بما يسمى مركز "مباني الأمة، بالإضافة إلى اعتماد مراكز ترفيهية.
 
ويعتبر "وجه القدس" من أضخم المشاريع التهويدية في المدينة المقدسة من حيث المساحة، وهو عبارة عن بناء حديث الهدف منه إعطاء شعور بأنه المدينة أصبحت ذات طابع حديث.
 
ويضيف أبو عطا أن الاحتلال بدأ حفر أنفاق تحت الأرض لإقامة شبكة مواصلات تكون جزء من المشروع التهويدي، مبينًا أن المشروع سيعمل على حجب كل البناء التاريخي القديم بالمدينةـ.
 
وللمشروع أهداف متعددة، وفق أبو عطا، فهو مشروع استيطاني بوجه اقتصادي، سيتم من خلاله توفير 40 ألف فرصة عمل جديدة، وجلب عشرات آلاف اليهود إلى المدينة، كما سيعمل على مصادرة مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية.
 
ويوضح أن البناء الحديث سيعمل على طمس المعالم العربية والإسلامية في المدينة والقرى المستهدفة، وإضفاء طابع جديد عليها بعيدًا عن التاريخ الحقيقي لها، بالإضافة إلى أن هناك هدف سياسي ألا وهو محاولة تكريس يهودية القدس وأنها العاصمة الأبدية "لإسرائيل".
 
ويلفت إلى أن رئيس البلدية نير بركات يريد استغلال المشروع الاستيطاني المغلف اقتصاديًا للوصول إلى سدة الحكم ومنافسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رئاسة حزب الليكود.
 
وحول مخاطر المشروع، يؤكد أبو عطا أن له عدة انعكاسات خطيرة على القدس واقتصادها، وهي أولًا سيؤثر سلبًا على الطابع الديمغرافي فيها، نظرًا لاستجلاب عشرات آلاف اليهود للمبيت بالمدينة، ثانيًا تكريس سياسة مصادرة الأراضي، وربط مركز البلاد "تل أبيب" بمدينة القدس.
 
ثالثًا سيؤثر على الأيدي العاملة بالمدينة، حيث سيتم استجلاب عمال يهود، وسيكون ذلك على حساب الأيدي العاملة الفلسطينية، وأخيرًا سيعمل على طمس الكثير من المعالم العربية الإسلامية العريقة بالقدس.
 
ويشدد أبو عطا على ضرورة بلورة رؤية صحيحة فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا، تعي مخاطر المشاريع التهويدية بالقدس، ولابد من تحرك عاجل على كافة المستويات لمجابهة تلك المشاريع والعمل على وقفها، نظرًا لما تشكله من خطورة على المدينة.
 
و"نأمل أن يكون هناك جهدًا فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا كافيًا للتصدي لمشروع "وجه القدس"، خاصة أن الاحتلال يسارع الزمن لأجل الانتهاء من تنفيذه".
 
رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات يقول إن مشروع "وجه القدس" يشكل خطرًا كبيرًا على الوضع الديمغرافي بالقدس، لأن ما يجري الآن هو عملية تغيير للمباني العربية، والتي باتت ذات نمط وبناء غربي، بعدما كانت أحيائها تشكل نموذجًا عربيًا واضحًا.
 
ويوضح أن الاحتلال عمل على تغيير قرى وأحياء القدس، مثل المالحة، بيت صفافا، عين كارم والبقعة ووقف الحسيني بشكل كامل، بحيث أصبحت عبارة عن مباني شاهقة قد تغيرت رؤيتها البصرية، ما يدلل على وجود زحف للهوية اليهودية التوراتية إلى القدس.
 
ويعمل الاحتلال أيضًا على تغيير الوضع السكاني، من خلال الزحف الديمغرافي الجديد، عبر جلب أعداد كبيرة للغاية من اليهود للمدينة، بهدف تقليل نسبة السكان العرب فيها، بحيث تصبح 12% فقط، وهذه نسبة خطيرة.
 
وبحسب بكيرات، فإن المشروع الجديد هو مشروع تهويدي استيطاني عنصري بامتياز، سيعمل على تشويه منظر القدس الحضاري، وسيطمس وجهها الحقيقي، وسيحاصر الأحياء والإنسان المقدسي.
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
قال تعالى : " ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون" ، وقال تعالى "وليتبروا ما علوا تتبيرا " ، اذا نحن المسلمون مطمئنون . " انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا " صدق الله العظيم
مسلم ورب الاقصى - 03/11/2016
رد

تعليقات Facebook