اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

ردا على زعاترة : هناك وطن يجمعنا .. والا فلا تلم غير نفسك - بقلم توفيق محمد

 
للأسف ما يزال الاخ رجا زعاترة مصرا على الهبوط بمستوى الحوار الفلسطيني الداخلي الى منحدرات لسنا نرضى عنها من باب المسؤولية الوطنية العليا ، بالذات في ظل الفترة الحرجة التي تحياها جماهيرنا العربية في الداخل الفلسطيني ازاء التغول السلطوي الفاشي علينا كجمهور عربي فلسطيني عربي يحيا على أرض آبائه وأجداده .
 
آثرت عدم المشاركة في لقاء تلفزيوني على قناة "هلا" مع الأخ رجا زعاترة لهذه الأسباب ولأننا في هذه الفترة بالذات يجب أن نبحث عن المشترك أكثر من أي شيء آخر ولأن مسؤوليتنا الوطنية تجاه أنفسنا وجماهيرنا تقتضي ذلك ، خاصة ونحن نشهد الآن سن عشرات القوانين الفاشية الموجهة الى نحورنا ، والتي تسعى الى قمعنا والتضييق علينا ، لكن الأخ رجا اختار ان يسمي ذلك تهربا من الحوار وأن يعود الى ذات المهاترات التي طالما مررنا عنها مر الكرام.
 
في البدء لم يكن النقاش معه حول فكر الخلافة الإسلامية ولا حول الاقتباسات التي اقتبسها عن كتاب لفضيلة الشيخ العلامة ومفتي العصر الدكتور يوسف القرضاوي أطال الله عمره ، ولا حول علماء المسلمين ودعاتهم ، إذ لو أردنا ذلك فليس زعاترة عنوانا لهذا ، لأننا لسنا نناقش الدين والعقيدة الإسلامية مع رجا زعاترة ، ولست ايضا بصدد نقاش عقائد ومسلمات الاخرين الدينية ، ولست بصدد نقاش اممية الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي ينتمي اليه رجا تلك الاممية التي تنفي الوطن الفلسطيني بدءا ، ولست بصدد نقاش اسرائيليته التي تنفي الفلسطنة والعروبة أصلا . 
 
ما ناقشناه مع الاخ رجا هو الذي كتبه على صفحته يوم 22.10.2016 وهو التالي :" 
 
"كلنا نلوم ونستنكر ونشجب إقدام عائلة سخنينية على الانضمام إلى "داعش". أو انضمام شباب من الناصرة والطيبة إلى "جبهة النصرة".
 
لكن الأجدر والأصدق والأحقّ هو توجيه اصبع الاتهام إلى "مشايخ" و"قيادات" تبخّ سمّها الطائفي الظلامي الزعاف جهارًا نهارًا، وتتماهى مع عصابات الإرهاب وأكلة الأكباد، وما زالت تجلس في لجنة المتابعة بل وتتربّع على "لجنة الحريات".
 
إنّ من يتعاطف مع الدواعش لا يمكن أن يكون وطنيًا، حتى إذا تلفّح بعشر كوفيات، وحتى لو "لاحقته" و"حظرته" إسرائيل عشرين مرّة!" .
 
وما نزال نقول الى الآن ان هذه الكتابة لا يمكن ان تصدر عن وطني حر شريف يدافع عن قضايا شعبه ووطنه فهو يتهجم على لجنة الحريات وعلى رئيسها بل ويحرض اسرائيل على مزيد من القمع بحقه .
 
ربما قصد زعاترة بقوله أعلاه :" .... لا يمكن ان يكون وطنيا حتى لو تلفح بعشر كوفيات وحتى لو "لاحقته" و"حظرته" اسرائيل عشرين مرة !! " ربما قصد زعاترة لا يمكن ان يكون وطنيا إسرائيليا مثله وهذه صحيحة مائة في المائة ولذلك يحرض اسرائيل عليه بمزيد من القمع والحظر والملاحقة . 
 
اما عن داعش فقد كانت مواقف القيادات الاسلامية اوضح ما يكون في شأنها فقد جاء في بيان صادر يوم 2016/3/29 عن الشيخ رائد صلاح ما يلي : " ... لذلك في الوقت الذي نشجب فيه رافضين – نحن الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – التفجيرات التي وقعت في فرنسا، وبلجيكيا، وتركيا، وباكستان، وفي بعض الدول العربية ، فإننا لنعجب من أبواق هذه الحضارة المفلسة التي ملأت الأرض ظلماً وجورا ، فهي التي تحارب الإرهاب إذا كانت عناصره من بعض أفراد مسلمين أو عرب ، وهي التي تسكت عن الإرهاب أو تدعمه وإن كان إرهاب دولة منظم إذا كانت عناصره إسرائيلية أو إيرانية ،أو روسية، أو أمريكية، أو أوروبية ، والأدلة على ما نقول لا تُعد ولا تحصى ، بل الأعجب من ذلك أن الدم البلجيكي ليس كالدم الفرنسي في موازين هذه الحضارة الجاهلية بقيمها ، فكم كان الفارق واضحاً بين رد فعلها على ضحايا تفجيرات فرنسا وضحايا تفجيرات بلجيكيا ، بل كم كان الفارق واضحاً بين رد فعلها على ضحايا تفجيرات أمريكيا وضحايا تفجيرات بريطانيا وأسبانيا من قبل ، ولذلك كم باتت هذه الحضارة العرجاء العوراء الصماء البكماء اليوم أشبه ما يكون بإمرأة عجوز شمطاء تجاوزت الثمانين عاماً ، ولكنها تحاول أن تخفي قبح تجاعيد وجهها بألف مكياج ومكياج ، وكم باتت البشرية اليوم بحاجة إلى المشروع الإسلامي الراشد الذي يملك وحده القيم الكفيلة أن تملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا ، مع التأكيد مرة بعد مرة أن (داعش) ومن هم على شاكلتها هم أبعد ما يكون عن المشروع الإسلامي الراشد وهم عقبة كؤود في طريق هذا المشروع ، ولكن بغض النظر عمن يقف خلفها سيتجاوزها المشروع الإسلامي وسيمضي في طريقه قدماً نحو حرية البشرية وكرامتها وسعادتها ."
 
وعن دولة الخلافة الاسلامية يا سيد رجا فان دولة الخلافة كانت رحمة للبشرية جمعاء وهي لا شك تستقي تشريعاتها من اصول الشريعة الاسلامية في الكليات كتحريم السرقة والخيانة والخمرة والزنا والسحاق والمثليين ( الا ان كان لك رأي اخر في هذه الامور فهذا شأنك ) ولكنها في امور الدنيا هي دولة مدنية تركت التشريعات فيها لاهل العلم والاختصاص من سكانها سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين وليس ادل على ذلك من قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن لصحابته :"انتم ادرى بأمور دنياكم" 
 
في النهاية اقول للأخ رجا هناك وطن يجمعنا فتعال نلتف حوله لأننا أحوج ما نكون ، والا فلا تلم غدا 
 
أحدا غير نفسك لأن من يسن القوانين لن يفرق بين أحد منا.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook