اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

التعليم العربي في يافا: لا مخطط، لا إصلاح ولا على الأعمى حرج - بقلم: سامي ابو شحادة

 
هذه المقالة هي بمثابة قراءة أولية "لمخطط تحسين التعليم العربي في يافا من صفوف الروضات وحتى الثواني عشر" الذي أعلنت عنه بلدية تل أبيب يافا مؤخرا. بداية أود التنويه الى أن المقالة تستند الى العارضة التي قدمتها البلدية لجزء من قيادتنا في مبنى البلدية قبل عدة أسابيع. للأسف لم نستطيع أن نحصل على خطة جديّة، مدروسة ومكتوبة للمخطط الذي يتم الحديث عنه في الأشهر الأخيرة. يعود ذلك في تقديرنا الى عدم وجود بحث كمي وكيفي مهني وموضوعي يستند اليه المخطط. كما يصرح العاملون على هذا المخطط أنهم استندوا على مقابلات جرت لعدة أشهر مع أهالي طلاب، مدراء مدارس، رجالات تعليم وزيارات للمدارس. مع العلم أن بعض مدراء المدارس لم يستشرهم أحد وأن دراسة وضع التعليم في يافا يحتاج إلى باحثين مختصين وميزانيات كافية لإجراء أبحاث مهنية وليس لاستطلاعات رأي. 
 
بالرغم من عدم وجود مصادر كافية للمعلومات عن هذا المخطط، إلا أنني أرى أهمية كبيرة لكتابة الملاحظات الاتية عن هذا المخطط:
 
أولا: تسمية هذه الأوراق مخطط هي بحد ذاتها جريمة. لا نرى هنا أي مادة جدية تستحق أن تسمى مخطط لإصلاح التربية والتعليم لا في يافا ولا غيرها. من أجل أن يكون هناك حديث جاد عن مخطط لإصلاح التربية والتعليم في مدينة يافا نحن بحاجة إلى شروط عديدة لا نرى توفرها في ما هو موجود اليوم. إذا لنسمي الأمور بمسمياتها لكي لا نبني قصورا في السراب. ما هو موجود اليوم هو محاولة بائسة ومستعجلة لتسويق منتج سيئ.
 
ثانيا: الورقة التي نشرتها البلدية لا تتحدث عن كل الطلاب العرب في مدينة يافا. إذا فالحديث ليس عن تحسين التعليم العربي في مدينة يافا وإنما هو حديث عن تحسين التعليم الحكومي في جزء من مدارس يافا العربية. وهناك تجاهل تام للمدارس الخاصة ولطلابنا في المدارس العبرية. كيف يمكن فهم هذه القراءة لمجتمعنا؟ هل المدارس الخاصة لا تعنينا كمجتمع ومن المفضل إغلاقها كما تريد البلدية؟ ماذا عن أولادنا الذين يتم محو هويتهم في المدارس العبرية؟ لماذا يوجد تعتيم على أبناء يافا في مدرسة حشمونائيم، عيروني ز ومدارس تل أبيب والمدارس الأخرى؟ اليس من الأفضل أن يبدأ الاصلاح في الكف عن محو هوية هؤلاء الطلاب وتشجيعهم على التسجيل في المدارس العربية؟ نحن كمجتمع نرفض العداء الذي يوجد لدى البلدية ووزارة التربية والتعليم لمدارسنا الأهلية. نحن لا نرى أن حل جزء من مشكلة التعليم يجب أن يمر في تدمير ما هو قائم وناجح. بل على العكس نحن نريد لكافة المدارس في مدينة يافا أن تكون أفضل وأنجح مما هي عليه اليوم.
 
ثالثا: من غير المفهوم لدينا مقارنة طلاب مدينة يافا بما يسمى الوسط العربي. لماذا كوننا جزء من جهاز التربية والتعليم التابع لبلدية تل أبيب يافا، لا يتم مقارنتنا مع مدارس ومعدلات المدينة؟ إذا كنا جزء من جهاز التربية والتعليم العربي العام فلتتركنا البلدية لندير شؤوننا. وإذا كنا جزء من جهاز التربية والتعليم التابع لمدينة تل أبيب يافا، فنحن نريد أن نقارن بمدارس المدينة وأن تكون مدارسنا هي الأفضل. 
 
رابعا: عند طرح هذه الورقة على النشاطاء والقيادات، كان يدور الحديث على أفكار أولية، غير مكتملة ويجب استشارة المختصين بالنسبة لهذه الافكار. وفجأة نرى أن هناك تنفيذ لجزء من هذا المخطط بفتح مدرسة جديدة للعلوم في المبنى المخصص للمدرسة الشاملة. إذا فإن البلدية ومن معها يكذب علينا هذا الكذب بالتأكيد لا يؤدي الى تحسين علاقات الثقة بيننا وبين البلدية فيما يتعلق بهذا البرنامج، كما هي تريد وتكتب في نهاية هذه الورقة. نحن نرفض هذا التعامل بأسلوب العصابات معنا كمجتمع. إن سياسة فرض الأمر الواقع والتعامل معنا باستهتار وباستعلاء غير مقبولا ولن نسكت عليه. 
 
أخيرا نحن أكثر من يخاف على مجتمعنا. كما نحب لأولادنا جميعا أعلى وأفضل مستويات التعليم والتربية. لكننا لا نعتقد أنه يمكن النهوض في مجال التربية والتعليم بأساليب لا تربوية ولا علمية كنا وما زلنا مع تغيير وتحسين وضع التعليم في بلدنا الحبيب يافا. ولكن نريد أن نكون جزء فاعل في إعادة بناء جهاز التربية والتعليم برؤية علمية وشاملة. نحن لا نشكك في نوايا من تساوق من مجتمعنا وأهلنا مع هذه الخطة ونفرض حسن النية لديهم جميعا. لكن كما يعلم الجميع المثل القائل "فإن الطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة".

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
كاحد العاملين في مدارسنا بيافا ومنذ عدة سنوات اريد ان أقول ان أبو شحادة محق بالنسبة لهذه الخطة ولكن هذا لا يعني عدم وجود مشاكل. نريد اصلاح ونريد ان نكون افضل مدارس البلاد ولكن أسلوب الاستهتار والاستعلاء مرفوض. نريد ان نشارك في وضع خطة الإصلاح.
يافاوي - 08/02/2017
رد
2
لنا النصر باذن الله.. كي ترقى يافا وتعلو بابنائها الكرام والراقيين..امثالك يا سامي
تهاني - 08/02/2017
رد
3
احييك يا سامي
خالد - 08/02/2017
رد
4
معك حق اخي، لو كان هدا المخطط للوسط اليهودي، كان قامت ثورة. بس عندنا وجهاء البلد هما أسس المشكلة ومش الحل
نبيل عبيد - 08/02/2017
رد
5
كل الاحترام على المبادرة في طرح هذه القضية الهامة للنقاش. نقاط هامة جدا" طرحت هنا باعتقادي. يا ريت نقرأ المزيد من النقاشات والأراء بالاضافة لأبو شحادة. كل الاحترام استاذ سامي
اسامة - 07/02/2017
رد
6
بارك الله فيك أستاذ سامي. دايما بتقول كلمة الحق
ام فريد - 07/02/2017
رد
7
يسلم تمك يا سامي..الله يكتر من الناس المثقفين اللي زيك
منى - 07/02/2017
رد
8
بلشو بالبيوت وهلا بلشو بالمدارس هادي طريقه ليألعونا من يافا
ساري - 07/02/2017
رد

تعليقات Facebook