اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

إصدار كتاب يعرض التاريخ الإجتماعي والثقافي والنضالي لقرية العباسية - قضاء يافا قبل الإحتلال

http://www.yaffa48.com/site/online/2011/07/5/masjed%20(12).JPG

صورة لمسجد قرية العباسية


صدر عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع كتاب "أيام عشتها: تاريخ العباسية قبل الاحتلال في عام 1948" لمؤلفه فؤاد خضر رشيد شلباية، ووقع في 100 صفحة من القطع المتوسط.

ويهدف المؤلف من كتابه إلى إعطاء المعلومات الحقيقية للأجيال من أهالي العباسية بشكل خاص، وأهالي فلسطين بشكل عام عن قرية العباسية؛ من حيث: تاريخ العباسية الاجتماعي والزراعي (العادات والتقاليد، والمثقفون، والتعليم، والنادي العباسي، والمهن، والزراعة، والمعالم، والحمائل والعائلات)، وتاريخ العباسية النضالي قبل الاحتلال في عام 1948.

وبدأ المؤلف كتابه برسم خارطة لقرية العباسية قبل الاحتلال، مؤكداً أن كل المواقع المرسومة والأسماء االمكتوبة في مكانها الصحيح، وبَيَّن فيها: الشوارع، والحارات، ومواقع البيوت، والمحلات، والمقاهي، وآبار مياه الشرب، والبيارات الملاصقة للعباسية، ومحطات الوقود، وسكنة الكروم العتق، ومنطقة كروم الزيتون الغربية، وأسماء أصحاب هذه المواقع.

ويشير المؤلف إلى أن قرية العباسية قد حملت عدة أسماء عبر التاريخ، على أنَّ اسمها في العهد العثماني هو "الهودية"، لكن أهلها غيروا اسمها إلى "العباسية" في عام 1932؛ وذلك نسبة إلى الشيخ العباس المدفون فيها، الذي يقع مقامه على الطرف الشمالي من القرية.

وذكر المؤلف أن قرية العباسية تقع إلى الشرق من مدينة يافا، على بعد 12 كيلومترا، وترتفع 50 متراً عن سطح البحر، مبيناً أنها محاطة ببيارات البرتقال وكروم الزيتون، فضلاً عن تسعة آبار ارتوازية لمياه الشرب.

ووفق المؤلف، فإن عدد سكان أهالي العباسية في عام 1948 قد بلغ حوالي 7 آلاف نسمة، مقسمة إلى خمس حمائل، هي: البطانجة، والمصاروة، والحميدات، والمناصرة، والدلالشة، أما مساحة أراضيها فبلغت زهاء 25 ألف دونم.

ويُنوِّه المؤلف بمهن أهالي قرية العباسية التي تشتهر بصناعة الحُصر، التي كانوا يصنعونها من نبات البربير ونبات الحلفا ونبات السمار، وكان لبعضهم محلات لبيع الحصر في مدينة يافا والقدس، ذاهباً إلى أنها -أي صناعة الحصر- من الأعمال الشاقة جداً، وتقع كاهلها على النساء.

على أنَّ الحصر المصنوعة من نبات السمار كانت أجود الأنواع وأغلاها ثمناً، علاوة على وجود: خياطين، وحلاقين، ونجارين، وحدادين، ومكتبة، وبنائين، ولحامين.. إلخ.

ويعد السبت -على ما يقول المؤلف- سوقاً أسبوعياً في العباسية؛ إذ كان الناس يأتون إليه من القرى الأخرى، وكانت تعرض فيه جميع أنواع البضائع بما فيها تجارة الحيوانات.

وفي مجال الزراعة، فإن العباسية اشتهرت بزراعة الحمضيات والفواكه وكروم الزيتون والخضراوات، فضلاً عن اشتهارها بتربية الأبقار الحلوب والخيول والأغنام وجميع أنواع الطيور، إلى جانب تربية النحل؛ إذ كان في العباسية نحو 60 حلية نحل عام 1943.

وفي معرض الحديث عن مقاهي العباسية، يلفت المؤلف إلى وجود عشرة مقاهٍ في العباسية كانت تضاء بـ"اللوكسات"، وفيها راديو كبير يعمل على بطارية سائلة كبطارية السيارة، مضيفاً: "عادة ما تكون جميع المقاهي عامرة بالليل، وكانت بعض المقاهي تأتي بحكواتي وكركوز وعوز".

وتَعَرَّض المؤلف إلى شباب العباسية بقوله إن منهم المتعلم والمثقف والعامل والمزارع والمهني، مستدركاً بأن كثيراً من الشباب كانوا يعملون في المعسكرات البريطانية في مهن مختلفة، فيما كان بعضهم يعمل عند الألمان واليهود في الزراعة ونحو ذلك.

وحول زي النساء والرجال، أشار المؤلف إلى أن النساء كانت تلبس الثياب المطرزة، والحطاط المشجرة، والشاشات المطرزة، والحزام الطرابلسي، والكشمير الهندي المصنوع من الحرير، في حين كان الذهب يلبس على الوجه، والفطيرة المخمسية على الصدر، والقذلة على الجبين.

ويتنقل المؤلف بعد ذلك إلى مشهد نزول الحصيدة، ومشهد موسم قطاف الذرة البيضاء، وقطاف الزيتون وعصره، ذاكراً أن العباسية كان فيها معصرتان لعصر الزيتون، وكان يقال للمعصرة البدة؛ وهي عبارة عن أحجار كبيرة مستديرة يوضع الحجر فوق الآخر بشكل معاكس، حيث كانت تدار بواسطة بغل أو جمل لهرس حبوب الزيتون حتى تصبح كالعجين.

ويُعلِّق المؤلف على عصر الزيتون فيقول: "بعد أن يعبأ الزيت في جرار فخارية معتقة، كانت زوجة صاحبة الزيت تحمله على رأسها إلى البيت، وهناك مثل يقول: (من هاب الزيت كبه) وهو يدل على معان كثيرة، ومثل آخر يقول: (خلي الزيت بجراره لما تتحسن أسعاره)".

أما رجال العباسية فكانوا يلبسون الملابس الإفرنجية، وبعضهم يلبس الزي العربي، بينما كان كبار السن يلبسون الزي العربي ويعتمرون الكوفية والعقال والعمامة.

واستطرد المؤلف بتاريخ العباسية النضالي، سارداً المواقع التي دارت واستهشد فيها عدد من أهالي العباسية؛ كـ:
* معركة "سلمة" التي هب فيها بعض شباب العباسية إلى نجدة إخوانهم.
* ومعركة "القسطل" التي استشهد فيها القائد عبد القادر الحسيني.
*ومعركة "حزبون" بقيادة الشيخ حسن سلامة، وهي منطقة على الطريق العام بين بيت دجن ويافا.
* ومعركة "كمب الأمريكان" تل اتفنسكي.

جدير بالذكر أن مؤلف الكتاب هو من مواليد قرية العباسية عام 1930، تعلم الخياطة بعد الصف الخامس حتى أتقن فنه وتفصيله عند المعلم "نيقولا مرقص" في سوق اسكندر عوض

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook