معالم من بلدي - مسجد حسن بك لؤلؤة معمارية عثمانية تتصدر مدينة يافا

يقع مسجد حسن بيك في حي المنشية، شمال شرق مدينة يافا، وهو من أجمل المساجد في المدينة. بني عام 1916م-1335هـ. والذي بناهُ "حسن بيك الجابي الدمشقي" - حاكم يافا العسكري- واستعمله كموقع عسكري للرماية، وذلك بسبب المؤامرات التي يخططها اليهود على الدولة العثمانية، وتخطيطهم لتهريب السلاح من البحر عن طريق المنشية .
وقد اهتم أهلُ مدينة يافا بهذا المسجد اهتماما بالغاُ، ورمموه عدة مرات.

وكان يُستخدم هذا المسجد كمقر عسكري للمقاتلين العرب، الذين اتخذوهُ حداً لزحف اليهود إلى يافا واحتلالها... .

وفي عام 1948م أُصيب المسجد وتأثر مبناه وسقفه. وبعد قيام الكيان الصهيوني جعلوه من "أموال الغائبين"! هو وجميع الأراضي المجاورة له. وفي عام 1971م، تم تزوير اتفاقية تأجير أراضي تابعة للأوقاف، لشركة مقاولات صهيونية لصالح شقيق الرئيس الإسرائيلي الحالي "غرشون بيبرس".

كان من ضمن هذه الأوقاف "مسجد حسن بيك" وقررت شركة المقاولات الصهيونية بدورها ، هدم الجزء الأكبر من المسجد إلا المئذنة، لغرض بناء 24 حانوتا ، وهذا القرار الذي وافقت عليه البلدية عام 1981م، أثار المسلمين في العالم فهبّوا للدفاع عنه والاحتجاج على تحويل دور المسجد إلى متحف لصالح شركة لصاحبها "غرشون بيرس" وأقاموا صلاة حاشدة، كانت أول صلاة تقام بالمسجد بعد فتحه يوم الجمعة، وخطب بالناس الشيخ رائد صلاح -رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني- وقد حضر هذهِ الصلاة أكثر من ألفي مسلم ، تم خلالها جمع التبرعات.

وبعد هذا الموقف باشر الأهل في يافا وعلى رأسهم الهيئة الإسلامية المنتخبة آنذاك في جمع التبرعات من كافة البلدان والدول بغية ترميم و صيانة المسجد واضطرت البلدية لوقف هذا القرار الظالم بعد هذا الضغط الكبير من الأهالي الكرام الذين قاموا بترميم المسجد عام 1988م.

يعتبر جامع حسن بيك من اجمل مساجد يافا من حيث تصميمه وموقعه, وقد حاز على اهتمام كبير من قبل المسلمين فقد رمم اكثر من مرة واعتدي عليه اعتداءات واضحة جعلت اسم هذا المسجد ينتشر في كل العالم الإسلامي, عدا عن تميزه بمواصفات عثمانية واضحة فهو على نمط المساجد العثمانية المعلقة وان كان تاريخ بنائه متأخرا قليلا .

الموقع – تاريخ الانشاء:

يقع الجامع في حي المنشية الذي يقع في شمال مدينة يافا على الشاطئ خارج البلدة القديمة ويعود تاريخ إقامة هذا الحي الى عام 1306ه/1888م بعدما هدمت أسوار يافا القديمة وأصبح الاتصال ميسورا بين منطقة داخل الأسوار وخارجها.
حتى عام 1333ه/1914م كان سكان حي المنشية يؤدون الصلاة في الجامع الكبير في يافا القديمة ولم يكن مسجد في هذا الحي وفي نفس هذا العام شرع حسن الجابي باقامة مسجد في حي المنشية.
حسن بيك بصري الجابي الدمشقي هو منشئ هذا الجامع(قائد عسكري وحكمدار عثماني لمدينة يافا).

وصف عام للمبنى:

الجامع مصمم على الطراز التركي وهو عبارة عن بناء حجري وله مدخل رئيسي يصعد اليه بدرج من الجهة الشمالية ويفضي هذا المدخل الى صحن الجامع الذي كان كما يبدو مبلطا ألا ان أجزاء منه خصصت للبستنة وهناك دورتا مياه على جانبي الصحن اسفل البناء الرئيسي بالإضافة الى مخازن اخرى وهناك ثلاثة أروقة, وكان المسجد قبل سقوط يافا عام 48 من المساجد العامرة بالمصلين وأقيمت فيه حلقات العلم والتدريس وتولى امامته والخطابة فيه بالسنوات الأخيرة الشيخ علي غانم شراب.