اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

معالم من بلدي: تعرف على قرية "المويلح" قضاء يافا

 

 

الموقع والحدود والمساحة

تقع قرية المويلح في السهل الساحلي الأوسط، وهي إحدى القرى الفلسطينية التي لعبت دوراً هاماً في الحياة السياسية قبل النكبة. والقرية تبعد نحو كيلو متراً ونصف شمال نهر العوجا (أبي فطرس)، وعلى بعد نحو كيلو متر شرقي الطريق العام المؤدي إلى يافا. ويحدها من الشمال قرية بيار عدس، ومن الجنوب قرية المر، ومن الشرق بلدة كفر قاسم، ومن الغرب قرية أبو كشك.وكانت قرية المويلح في العهد العثماني وفترة الانتداب الإنجليزي تتبع مدينة يافا الواقعة على بعد ستة عشر كيلومتراً.

ويرجع تاريخ إنشاء قرية المويلح إلى حوالي سبعمائة سنة مضت الأمر الذي يشير إلى ان القرية أسست في العصر المملوكي وقد قام بتأسيسها مجموعة من عرب المالحة والذين أقاموا في بداية الأمر في المنطقة وشيدوا منازلهم حول ينبوع مياه، ثم انتقلوا للإقامة بجوار قرية رأس العين. ولم يكن انتشار منازل القرية أي شكل مخصوص وكان معظم سكانها من المسلمين. وبطبيعة الحال فقد كانت مساحة القرية في البداية صغيرة ثم امتدت حتى بلغت ومساحة أراضيها 3342 دونما منها 171 للطرق والوديان و376 دونما تسربت لليهود غرست الحمضيات في 936 دونم وجميعها عربية كما غرس الموز 23 دونما وتحيط بأراضي المويلح ارضي كفر قاسم وجلجوليا والقلاع اليهودية.

وتعود أصول تسمية المويلح إلى عقود مضت، حيث تشتهر أراضيها بوجود مساحات منها يطلق عليه شعبيا ملاح. وقد شيد ملاك الأرض في فترة الانتداب البريطاني منازل لهم وسط بساتين الحمضيات والموز الممتدة خارج القرية وفي 1944-1945 كان ما مجموعه 949 دونما مخصصا للحمضيات والموز و1796 دونماً للحبوب و27 دونما مروياً أو مستخدما للبساتين وكانت الآبار الواقعة في الركن الشرقي من القرية تزود الأراضي بمياه الري.

مصادر المياه
ويقع قسم كبير من أراضي القرية حول نهر العوجا (نهر ابي فطرس- رأس العين) الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد نهر الأردن من حيث الأهمية الاقتصادية والثروة المائية العذبة وكذلك من حيث اتساع حوض تصريف والشبكة المائية في كامل الأراضي الفلسطينية (باستثناء بعض الأودية السيلية الفصلية الجريان ذات الأحواض الأكبر). يغطي حوض العوجا مساحة قدرها 752 كيلومترا مربعا من الأراضي الجبلية والأقدام الجبلية لكتلتي جبال نابلس والقدس وسفوحها الغربية ومن الأراضي السهلية من القسم الأوسط من السهل الساحلي الفلسطيني.

جهاد الأهالي ونضالهم
وشارك سكان قرية المويلح كباقي اهالي فلسطين في 1ضراب عام 1936 احتجاجا على استمرار الهجرة الصهيونية. وامتلاك الاراضي الفلسطينية والمعاملة السيئة للشعب الفلسطيني من قبل سلطات الانتداب وقد التزم سكان المويلح بوقف البيع والشراء مع اليهود وتمكنوا من خلال زراعة اراضيهم واقتناء المواشي وتربية الطيور من توفير كافة احتياجاتهم. ودفاعا عن النفس والوطن قام مختار المويلح المرحوم الشيخ الامير يوسف أبو زر بشراء أسلحة من أنواع مختلفة من مصر في العام 1947 بعد أن جمع المال عن طريق التبرعات من الأهالي. وقد كان الشيخ الامير المرحوم يوسف ابوزر رمزا للتضحية والنضال من اجل فلسطين ومساندتة للثوار.

تطوع العديد من أهالي قرية المويلح للقتال ضد اليهود علم 1948، وقدموا المساعدة للجيش العراقي الذي كان يرابط في كفر قاسم. وتقدم إلى حدود المويلح حيث أقام على حدود سكة الحديد 37.

الهجرة
وعند الحديث عن الهجرة القسرية التي تعرض لها سكان قرية المويلح، فيمكنا القول أن أهالي القرية هاجروا من اراضيهم في وقت مبكر بسبب ضغط الجماعات الصهيونية الارهابية مثل الارغون والهاغانا الذين كانوا يهاجمون موقع القرية باستمرار بسبب قربه من المستعمرات الصهيونية. وخاصة الواقعة شمال شرق تل ابيب ويرجح ان يكون سكان المويلح قد غادروا في الاسابيع الأولى من عام 1948. خاصة وان مجموعة من القرى الفلسطينية قد اخليت من سكانها في الفترة الواقعة بين شهري ديسمبر 1947م ومارس 1948م.

أصول السكان

وتعود أصول سكان المويلح إلى بني جرم (وهم بطن من بطون طي الفلسطينية، ومن أحفادهم وسلالتهم عرب الجرامنة الذين استقروا في قرية المر (المحمودية) من أعيان يافا وقد شتتهم اليهود بعد أن قتلوا منهم من قتلوا وهدموا منزلهم ونهبوا مواشيهم والجرم (بكسر الجيم) قرية من إعمال إربد في الغور. ولعل طائفة من بني جرم نزلتها وخلدت اسمها عليها وعلى الوادي الذي يمر من جوارها ثم حرفت إلى جرم. والجرم تعني الأرض شديدة الحرارة وهو ما ينطبق على هذه القرية.
وينتهي في وادي أشقر بالقرب من المويلح مياه الأمطار الآتية من جهات كفر لاقف والمارة بقلقيلية وبيار عدس وجهات جبال سرطة والمارة بالقرب من قرى رافات والزاوية وكفر قاسم.

وفي الفتوح الإسلامية دخلت رأس العين كما دخل غيرها من بلاد الشام تحت الحكم العربي وقد حرفها "انتيباتربس" إلى "أبي فطرس" أو فطرس ثم نسبوا إليها " النهر" فذكروه باسم نهر "أبي فطرس" أو نهر "فطرس".

التعليم
اتسم التعليم في القرية بالنظام التقليدي الذي كان منتشرا في غالبية الأرياف والقرى الصغيرة حيث لم تقم مدارس فيها وكان الفتيان يتلقون علوم الدين على يد "الخطيب"، وهو اسم متعارف عليه حيث كان الطلبة يتلقون تعليمهم على يد أحد الشيوخ، ولم يتجاوز عدد الطلبة خمسة عشر طالبا. ورغم ذلك إلا أن بعض العائلات وجهت أبناءها للدراسة في مدارس كفر قاسم المجاورة خاصة وأن إمكانياتهم الاقتصادية كانت تسمح لهم بإرسال الأبناء للدراسة في مدارس خارج القرية، ومنهم صالح أبو زر (ابن الشيخ الامير المرحوم يوسف ابوزر) الذي أنهى دراسته فيها وأصبح مدرساً للغة الإنجليزية في مدارس المنطقة لسنوات طويلة إلى أن توفي.
 
الحياة الاجتماعية

فينتمي سكان قرية المويلح إلى عرب الجرامنه المسلمين، وقد استقروا في فلسطين منذ نحو سبعمائة عام، وجميع اهل القرية سنة، وهم يتحدثوان اللغة العربية باللهجة الفلسطينية العامة. وكان سكان في بداية الامر يعيشون في بيوت من الشعر، ثم شرعوا ببناء بعض المنازل من الحجارة ومع مضي برهة من الوقت
أصبحت جميع منازل القرية من الحجارة.

كانت منازل القرية في البداية عبارة عن بيوت شعر، ثم شرع البعض ببناء الحجر مثل الشيخ يوسف أبو زر (أمير عرب الجرامنه)، وجمعة أبو زر أمير أيضا حيث يوجد أميران وكان ذلك في العام 1938. وقبيل الهجرة أضحت غالبية منازل العائلات من الحجر تناثرت المنازل وكانت حسب ملكية الأرض.
وبلغ عدد سكان القرية عام 1931 - 37 نسمة وفي العامين 1944 -1945 بلغ 360 نسمة

وكان الفلاحون يقومون بإنشاء القنوات والمجاري المائية لري الأراضي الزراعية، ولا بد أن أهالي المويلح اعتمدوا على مياه الينابيع ومياه نهر أبي فطرس في ري مزروعاتهم.
وقد اهتم أهالي قرية المويلح بزراعة أراضيهم بالحبوب مثل القمح والشعير والذرة والسمسم هذا إلى جانب الخضروات مثل الكوسا والبندورة، وهذا يعني أنهم اهتموا بزراعة الحاصيل الصيفية والشتوية. وفضلا عن ذلك اهتم أهالي القرية بزراعة الأشجار المثمرة وخاصة أشجار الحمضيات على اختلاف أنواعها.

وكانت بعض العائلات تورد الحليب واللبن إلى يافا للحصول على عوائد مالية تساعد على توفير الاحتياجات واللوازم. المفروض الإشارة إلى المخازن التي كانت في قرية المويلح المطمورة، والخابية وأنشئت مستوطنة "نفي براك" على أراضي القرية في سنة 1951 قسم منها على أراضي القرية وقسم آخر على أراضي قرية جلجولية إحدى القرى التي لا تزال قائمة.

وتشتمل قرية المويلح على مجموعة من المواقع الأثرية أهمها راس العين التي تعتبر من أهم أبنية قلاوون في فلسطين هي قلعة رأس العين في موقع قلعة " انتباتريس" التي كان هيدرودوس قد بناها على نهر العوجا الذي سماه العرب نهر ابي فطرس للشرق من يافا وقد بنيت هذه القلعه بحجارة ضخمة.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
هذه بلادي : وكانت تسكن المويلح العوائل ( عائلة أبو زر ، عائلة أبو وردة ، عائلطة سناجرة ، عائلة أبو عايش ، عائلة مطلق، عائلة بطاح، عائلة بخيت ، عائلة الداقور، عائلة أبو منيف، عائلة أبو زريق، عائلة أبو علوش، عائلة الفاهوم . والتحقت عائلة أبو العدس بهم.
abuayesh - 04/06/2021
رد

تعليقات Facebook