اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مشاهد ساحرة من شاطئ العجمي على ايقاع قصيدة "نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا"

ما زال موقع يافا 48 مستمر معكم في نشر مختارات من أجمل القصائد، مع مقاطع جوية رائعة لمدينة يافا، وهذه المرة نستمع لقصيدة "نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا" للشاعر الكبير بهاء الدين زهير، والتي يقول فيها: 
 
 
نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا
وَذُقتَ مِنَ الصَبابَةِ ما كَفاكا
 
وَطالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي
وَقَد أَصبَحتَ لَم تَحمَد سُراكا
 
فَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
وَقُل لي إِن جَزِعتَ فَما عَساكا
 
وَكَيفَ تَلومُ حادِثَةً وَفيها
تَبَيَّنَ مَن أَحَبَّكَ أَو قَلاكا
 
بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي
وَذُق ياقَلبُ ما صَنَعَت يَداكا
 
لَعَمري كُنتَ عَن هَذا غَنِيّاً
وَلَم تَعرِف ضَلالَكَ مِن هُداكا
 
ضَنيتُ مِنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنهُ
وَأَنتَ تُجيبُ كُلَّ هَوىً دَعاكا
 
فَدَع ياقَلبُ ماقَد كُنتَ فيهِ
أَلَستَ تَرى حَبيبَكَ قَد جَفاكا
 
لَقَد بَلَغَت بِهِ روحي التَراقي
وَقَد نَظَرَت بِهِ عَيني الهَلاكا
 
فَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي
وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكا
 
حَبيبي كَيفَ حَتّى غِبتَ عَنّي
أَتَعلَمُ أَنَّ لي أَحَداً سِواكا
 
أَراكَ هَجَرتَني هَجراً طَويلاً
وَما عَوَّدتَني مِن قَبلُ ذاكا
 
عَهِدتُكَ لاتُطيقُ الصَبرَ عَنّي
وَتَعصي في وَدادي مَن نَهاكا
 
فَكَيفَ تَغَيَّرَت تِلكَ السَجايا
وَمَن هَذا الَّذي عَنّي ثَناكا
 
فَلا وَاللَهِ ماحاوَلتَ عُذراً
فَكُلُّ الناسِ يُعذَرُ ما خَلاكا
 
وَما فارَقتَني طَوعاً وَلَكِن
دَهاكَ مِنَ المَنِيَّةِ ما دَهاكا
 
لَقَد حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي
وَلَم يَكُ عَن رِضايَ وَلا رِضاكا
 
فَلَيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي
وَكانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكا
 
يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني
أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
 
وَلَم أَرَ في سِواكَ وَلا أَراهُ
شَمائِلَكَ المَليحَةَ أَو حِلاكا
 
خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري
وَلَيسَ يَزالُ مَختوماً هُناكا
 
لَقَد عَجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا
وَما اِستَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِباكا
 
فَلَو أَسَفي لِجِسمِكَ كَيفَ يَبلى
وَيَذهَبُ بَعدَ بَهجَتِهِ سَناكا
 
وَما لي أَدَّعي أَنّي وَفِيٌّ
وَلَستُ مُشارِكاً لَكَ في بَلاكا
 
تَموتُ وَما أَموتُ عَلَيكَ حُزناً
وَحَقَّ هَواكَ خُنتُكَ في هَواكا
 
وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُحِبٌّ
وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا
 
أَرى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً
وَلَيسَ كَمَن بَكى مَن قَد تَباكى
 
فَيا مَن قَد نَوى سَفَراً بَعيداً
مَتى قُل لي رُجوعُكَ مَن نَواكا
 
جَزاكَ اللَهُ عَنّي كُلَّ خَيرٍ
وَأَعلَمُ أَنَّهُ عَنّي جَزاكا
 
فَيا قَبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي
حَمَلتُ وَلَو عَلى عَيني ثَراكا
 
سَقاكَ الغَيثُ هَتّاناً وَإِلّا
فَحَسبُكَ مِن دُموعي ما سَقاكا
 
وَلا زالَ السَلامُ عَلَيكَ مِنّي
يَرُفُ مَعَ النَسيمِ عَلى ذُراكا

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
شعر...ولا أروع !
ليلى - 31/12/2021
رد
2
شباب بتروح وناس بتموت بدون سبب وين الرحمه والمغفره بين بعضكم هاي قله دين
الله يرحم الاموات - 31/12/2021
رد
3
الله يصلح الحال اللي بطلنا فيه نستوعب الاوضاع الضربات صايره تخلي الواحد ينزف جواته من القهر
ابو الامير - 31/12/2021
رد
4
شو نقول غير لا حول ولا قوه الا بالله
ام شادي - 31/12/2021
رد
5
الاه يجيب الخير والستر يا رب الدعاء مهم وخافوا الله يا ناس حرام
لداوي - 31/12/2021
رد
6
الواحد مش عارف يفرح ولا يعيط عكل اللي بصير صعب الكل مقهور ولا واحد ساءل لا حول ولا قوه الا بالله
يافاوي - 31/12/2021
رد
7
الله يسترنا من السنه الجديده
من الصين الى اليمن - 31/12/2021
رد
8
وجع دمار الدنيا شكرا يافا ٤٨
عوكل - 31/12/2021
رد
9
تحياتي لرقي ما تحمله القصيده من أبيات لها تأثير في عمق القلب تلك قصيده بهاء الدين زهير يرثي فلذه كبده حين أحب إبنه حبآ يزيد عن ذاك الحب الذي يمتلكه كل إبن في قلب أبيه كان له الإبن والأب والصديق والعالم بأكمله توفي في ريعان شبابه وحين علم بالخبر وقع مغشيآ ورثاه بأرقى رثاء بل كالنجوم كل كلمه ترتقي في السماء للأسف هو حال بلادنا قلوب الآباء تصرخ وتحترق تلك الفجعه والتلهف المؤلم ليس ما هو على الأرض بكاسر لظهر الأب أقوى من فقدان الإبن أين مخافه الله من طفل /ه يبكون أباهم سندهم في الدنيا تلك قمم البشاعه الإنسانيه (أيتام على موائد اللئام). راقت لي بكل ما تحمله السطور من جل المعاني
يافا عروس البحر - 31/12/2021
رد
10
عندمايخيم السكون تتردد اصداء الموسيقى في النفس شكرا يافا ٤٨
يافية - 31/12/2021
رد

تعليقات Facebook