اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال/ الإسلامُ وصناعةُ الواقع - بقلم: محمد نضال محاميد


أود أن أجعل هذه العبارة الاجتماعية في مقدمة حديثي:" إن حقائق اليوم هي أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد"، إن هذه النظرية مؤيدة بالبراهين ومعززة بالدلائل والوقائع، فمن كان يصدق أن يصل العلماء إلى ما وصلوا إليه من اكتشافات واختراعات قبل وقوعها ببضع سنين، وعندما أعلنَ عن هذه الانجازات قام البعض لينكرها ويكذبها إلا أن الواقع أيدها والدلائل أثبتتها... وأصبح كيانها أمرٌ واقع ووجودها حاضر بوضوح في أثر الحياة.

فإذا وُجهت الأنظار إلى بطون مجلدات التاريخ وتفحصتها بنظرة عميقة ومتأنية، نجد أن نهضات الأمم مجتمعة إنما بدأت على حال الضعف والهوان فكان يُخيل للناظر إليها أن وصولها لقمم المجد أمرٌ محال وضربٌ في الخيال، ومع هذا الخيال فقد قصّ علينا معلم التاريخ أركان وأسس تلك النهضات التي بلغت ذروة النجاح والتوفيق عندما تشبثت في هذه الأركان الخمسة: (" الإيمان بالفكرة، والإرادة، والعمل، والحكمة، والصبر").

فمن ذا الذي كان يُصدق أن الجزيرة العربية تلك الصحراء المجدبة الجافة تنبت النور والعرفان، وتستطيع أن تفرض نفوذها الروحي والسياسي على أنحاء شاسعة من المعمورة وتسقط عملاقة ذاك الزمن من الفرس والبيزنطيين، ومن ظن أن أبا بكر ذو القلب الرقيق باستطاعته إخراج أحد عشر جيشا في يوم واحد لقمع الطغاة وتأديب العُصاة واستخلاص حق الله في الزكاة بعد تقويم كل معوج وضال وكان أنصاره في حيرة من أمرهم، ومن أعتقد أن صلاح الدين الأيوبي قد يقف الأعوام الطوال فيدحر خمسة وعشرون ملكا من أوروبا إلى أعقابهم يجرون الخيبة وأذيال الهزيمة... .

إن الإيمان بالفكرة السليمة القويمة ("القرآن والسُنة") والانتظام من حولها بعد الاقتناع التام بشموليتها وما تحمله من مبادئ وأفكار يُنتج الإخلاص الوفيّ الذي يبعث في النفوس الإرادة الصلبة للسيّر نحو قلب الواقع وتغيير الحال القائم، وإذا وضع الفرد المؤمن بالفكرة غاياتها نصب عيناه فقد حقق شطرها الأول وأما النصف الثاني المتمم فهو مقرون بالعمل والسعيّ الدائم لتحقيق الغاية، والعمل إن لم يكن منظما فمآله الاندحار فلا بُد من فرض النظام وطرح الأجندة العملية الواضحة حتى لا تستنفذ الطاقات والجهود عبثا، وما من أمة قد طرقت باب النجاح إلا نالته لكن بين طرقاتها قد قدمت القرابين النفيسة على مذبح العزة فاحتسبت وصبرت فتمكنت في الأرض بإذن الله تبارك في علاه.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
بارك الله فيك شيخنا الحبيب الله يخليلنا اياك يارب والله يحفظك ويوفقك
اسلام - 07/01/2011
رد
2
بارك الله فيك كل الاحترام
يافاوي - 06/01/2011
رد
3
بارك الله فيك يا شيخ محمد محاميد مقالة بناءة وممتازة بميزان حسناتك ان شاء الله
عمر اليافاوي - 06/01/2011
رد
4
בארק אללה פיק שיחנא
אבו סייד - 06/01/2011
رد
5
حي النزهة هذا كلام الشيخ القرضاوي!!!
محمد - 06/01/2011
رد
6
متابع للشيخ محاميد الاخ محمد محاميد لقد قلت:" إن الإيمان بالفكرة السليمة القويمة ("القرآن والسُنة") والانتظام من حولها بعد الاقتناع التام بشموليتها وما تحمله من مبادئ وأفكار يُنتج الإخلاص الوفيّ الذي يبعث في النفوس الإرادة الصلبة للسيّر نحو قلب الواقع وتغيير الحال القائم" فهذا وبلا أدنى شك كلام من صميم الفكرة التي جاءت ودعت إليه جماعة الاخوان المسلمين بل أظنه انه منقول من كلام جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها. نصيحتي الخالصة لك أن تبتعد عن هذه الانوان من المقالات التي ما نفعت يومًا قارئا ،عليك ان تسلك طريق الكتابة التي تبني وتوجه وتمهد لما ينفع الناس بدلا من تكلّف في الكلمات وإخيارها . ثالثا:إن الفكرة من مقالاتك الرائعة ،بعيدة عن مستوى العام ففيه ما فيه من الصطلحات والكلمات غير الواضحة التي من شانها تبعد القراء عن كلامك ،فأنظر إلى مقالات الشيخ سليمان وأبو سليمان تراها تبعث النقاش وتدفع بالرأي الاخر نحو التشجيع والبناء بأن واحد. ملخص: أرى من الحكمة ان تكتب ما هو قريب للرأي العام ودعك من بطون المجلدات وغيرها فهي مجرد للكتابة وليست للبناء.
توفيق اليافاوي - 06/01/2011
رد
7
بارك الله فيك شيخ محمد مقال عنجد عنجد ممتاز كل الاحترام الك شيخ وبكرا عالاقصى انشاء الله
احمد - 06/01/2011
رد
8
بارك الله فيك شيخ محمد حفظك الله شيخي الحبيب
عبد الله - 06/01/2011
رد
9
بارك الله فيك شيخنا ماشاء الله مقالات بترفع الهمة وبتجدد العزيمة بارك الله فيك شيخ محمد ونحن بانتظار المزيد
اسراء - 06/01/2011
رد
10
כל הכבוד תמיד אהבתי את מאמריך ואת הרצאותך שיח מוחמד תמשיח ככה אוהבים אותך שיחנא היקר.
שעבאן - 06/01/2011
رد

تعليقات Facebook