اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

في وجه من أصرخ؟ - بقلم: علي الأزهري

 
في وجه من أصرخ إحتجاجا على الإجرام وسفك الدماء في مجتمعنا؟
 
هل أصرخ في وجه شيخ يتلو في كل خطبة جمعة: (وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ ۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ) فيما تتفاقم جرائم القتل؟ أم أصرخ في وجه وطنيّ يخرج علينا في ذكرى يوم الأرض من كل عام مترحماً على الستة الشهداء ومندداً بالعدو الصهيوني ثم يواصل سباته السياسي والأخلاقي، لتوقظه زوجته على دويّ انتفاضة هنا وانتفاضة هناك فيعطف علينا بـ.. بيان؟.
 
أم أصرخ في وجه نائب عربي ملأ علينا الفضاء صراخا عشية الانتخابات الأخيرة مدللاً على بضاعته بأنه سوف يستأصل الإجرام والقتل من بين ظهرانينا إن منحناه الثقة والأصوات الكافية ليتبوأ له مقعدا من الكنيست؟، أم أصرخ في وجه مؤسسات الأبارتهايد الصهيونى وساسته الذين كفاهم الله شر قتلنا وقتالنا ومقاتلتنا نحن المواطنين الفلسطينيين، إذ سلط بعضنا على بعض؟، أم أصرخ في وجه كل أم وأب ووجه كل معلمة ومعلم ومربية ومرب؟ أم أصرخ في وجه أم ثاكل أو أرملة أو يتيمة ملوعة تعول وتبكي أحبتها ما دامت حية؟.
 
أم هل أصرخ في وجهي أنا حين أقف أمام المرآة كل بضعة أيام اعتني بلحيتي وشاربي، أصلحهما وأشذبهما وأهذبهما كما يحبهما مجتمعي ويرضاهما لي لحية وشارباً، وليس كما أحبهما وأرضاهما أنا (إن كنت أصلا احب إطلاقهما !!)؟
 
أجل، إن تحت الرغوة اللبن الصريح، فهنا أمام نفسي أقف وقفة الاحتجاج الحق، وأصرخ الصرخة الصريحة الخالصة التي لا يشوبها زيف ولا يرقى اليها ريب ولا تملق ولا رياء. ها هنا أصرخ في وجهي أنا أمام المرآة وأبصق فيها ثم أحطمها عليه لعلّي استريح من رؤية هذا الوجه الذميم الخُلق والخَلق، هذا الوجه الذي يرضى من مكافحة الجريمة والقتل بالصمت وحتلنة عدد قتلانا في جمجمته الجوفاء، عند كل صبح ومساء. 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
اعتذر عن الأخطاء التي توجد في تعليقي السابق! ساعيد صياغته كي تتضح الفكرة. لقد قرأت بعناية ما كتبة الأستاذ علي الازهري. ويبدو لي بأن كلماته تعبر عن حيرة كبيرة لإنسان مفكر يعيش في وسط مجتمع مليئ بالرعاع والمرضى الذين يجدون في العنف راحة لهم، أو ربما، إثبات لشخصيتهم. وبكل صراحة، لو احصينا عدد الأشخاص الذين تم قتلهم في عام 2021، داخل المجتمع العربي هنا، وبواسطة الأعراب أنفسهم، فحتما بأن عددهم يثير الدهشة. وللأسف، كما ذكرت، كثير من الأعراب مهتمين بشكل ولون الآخرين أكثر من اهتمامهم بالمواضيع المهمة. نعم، أستاذي علي الازهري، لقد اكتفينا من هذا العنف. ولا نريد أن يرى ابنائنا هذا النوع من الحياة.
متولي أبو البشر - 21/02/2022
رد
2
لقد قرأت بعناية ما كتبة الأستاذ علي. ويبدو لي بأن كلماته تعبر عن حيرة كبيرة لإنسان مفكر يعيش في وسط مجتمع مليئ بالرعاع والمرضى الذين يجدونفيالعنفراحةلهم. وبكل صراحة، لو احصينا عدد الأشخاص الذين تم قتلهم في عام 2021، داخل المجتمع العربي، وبواسطة الأعراب أنفسهم، فحتما بأن عددهم يثير الدهشة. نعم، أستاذي علي الازهري: لقد اكتفينا من هذا العنف، ونريد ان لا يرى ابنائنا هكذا حياة.
متولي أبو البشر - 20/02/2022
رد
3
في وجه الجميع انا لله وانا اليه راجعون
يافا - 20/02/2022
رد

تعليقات Facebook